مع اقتراب شهر رمضان المبارك تهيب مؤسسة حمد الطبية بالمرضى الذين ينوون صيام الشهر الفضيل باستشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل القيام بإجراء أية تغييرات على مواعيد أخذهم للأدوية الموصوفة لهم.
وأشارت الدكتورة موزة الهيل_ المدير التنفيذي لإدارة الصيدلة في مؤسسة حمد الطبية_ إلى أن بعض المرضى لا يحتاجون سوى إجراء تغيير طفيف على مواعيد أخذهم للأدوية الخاصة بهم فيما يحتاج البعض الآخر إلى حلول أكثر تعقيداً لمعالجة هذه المسألة، وقالت:" يحتاج المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والكلى، وأمراض أخرى مثل الصرع، لاستخدام الأدوية بشكل يومي لإبقاء هذه الحالات المرضية تحت السيطرة والحيلولة دون تفاقمها وحدوث المضاعفات المرتبطة بها، فبالنسبة للكثير من المرضى نقوم عادة بإجراء تعديل بسيط على جدول مواعيد أخذهم للأدوية الموصوفة لهم بحيث تكون في الفترة الفاصلة بين الإفطار والسحور، أما بالنسبة للأدوية التي يتم أخذها عادة على جرعات متعددة خلال اليوم فيتم اتباع خطط تتضمّن استبدال الجرعات الحالية بجرعات ذات مفعول أطول أو تغيير الجرعات بحيث تكون لمرة واحدة أو مرتين يومياً."
ولفتت الدكتورة الهيل إلى أن هناك الكثير من الأدوية التي ينطلق مفعولها في الجسم فوراً، بينما توجد أدوية أخرى يكون مفعولها في الجسم مستديماً أو متواصلاً، وهو ما يعني أن مفعولها يستمر في الجسم لفترات مطوّلة، منوّهة إلى أن الفقهاء يؤكّدون على أن استخدام بعض الأدوية من قِبل المرضى لا يفسد صيامهم، وقالت:" نقوم بالعمل والتنسيق مع المرضى لإيجاد أفضل الحلول التي تتناسب مع حالة كل منهم ، وتتوفّر معظم الأدوية بأشكال مختلفة فالكثير من الأدوية التي تكون على شكل أقراص يتم تناولها عن طريق الفم تتوفر أيضاً على شكل حقن أو لصقات أو تحاميل أو رذاذ يتم استنشاقه".
وحذّرت الدكتورة الهيل من أن التعديل على مواعيد أخذ الأدوية قد يبدو بسيطاً ولا يستدعي الكثير من التعقيد إلا أنه لا بدّ من استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل إجراء هذا التعديل باعتبار أن ذلك ينطوي على مخاطر تتمثل في فقدان الدواء للغاية التي وصف من أجلها فضلاً عن احتمال معاناة المريض لمضاعفات خطيرة جراء ذلك.
وتواصل الدكتورة الهيل حديثها قائلة:" نواجه في كل عام مشاكل ناجمة عن قيام بعض المرضى بتغيير مواعيد أخذهم للأدوية الموصوفة لهم، أو حتى التوقف عن أخذ الأدوية دون استشارة الطبيب أو الصيدلاني وهذا أمر في غاية الخطورة. تعتبر الحالة الصحية لكل مريض حالة فردية ومستقلّة تتطلب وضع خطة علاجية خاصة بها تحت إشراف طبي، ولا ينبغي أن يأخذ المريض المعلومات المتعلقة بدوائه وبرنامجه العلاجي من شخص غير متخصص كأحد الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة".
ونوّهت الدكتورة الهيل إلى أن هناك بعض الاستثناءات بالنسبة للمرضى الذين لا يستطيعون الصوم بصورة آمنة في شهر رمضان بمن فيهم كبار السن ومرضى الحالات الحرجة المزمنة مشيرة إلى الدور الذي يؤديه الصيادلة في العمل مع الأطباء لتقديم المشورة للمرضى وتثقيفهم حول التعديلات الممكن إجراؤها في الأدوية التي يستخدمونها ومتى يتعيّن على المريض الامتناع عن الصوم خاصة وأن الكثير من مرضى السكري، على سبيل المثال، يستطيعون الصيام بصورة آمنة إلا أن الصيام قد يؤدي في بعض الحالات إلى نشوء مضاعفات مرتبطة بهذا المرض، ولذلك يحتاج كل مريض إلى خطة علاجية خاصة به تتناسب مع احتياجاته الصحية.
يذكر أن إدارة الصيدلة في مؤسسة حمد الطبية قد قامت العام الماضي بتنظيم حملة توعوية للمرضى حول ضبط مواعيد أخذهم للأدوية الموصوفة لهم والاستخدام الفعّال للأدوية خلال رمضان، وتعتزم المؤسسة تنظيم حملة مماثلة هذا العام.
الجدير بالذكر أن مؤسسة حمد الطبية تدير مركزاً للمعلومات الدوائية تتركز مهمته حول الإجابة على استفسارات المرضى بشأن الأدوية الموصوفة، حيث يتواجد صيادلة على مدار 8 ساعات يومياً للرد على استفسارات المرضى المتعلقة بالأدوية، وسيتم زيادة ساعات العمل بالمركز خلال الأشهر المقبلة ليعمل على مدار الساعة. يمكن الاتصال بالمركز المذكور على هاتف رقم 40260747 .