• 29/04/2018

    مع قرب حلول شهر رمضان الكريم تبدأ الاستعدادات للصيام، لذا ينصح الخبراء بمؤسسة حمد الطبية المرضى المصابين بالأمراض المزمنة مثل مرضى السكري والضغط باتخاذ الحيطة والحذر قبل الشروع في الصيام، من خلال استشارة الطبيب المعالج قبل شهر رمضان بفترة كافية وإجراء التحاليل اللازمة من أجل معرفة ما إذا كانت حالتهم الصحية تسمح بالصيام من عدمه والحصول على المشورة الطبية اللازمة، ومعرفة المواعيد المناسبة لتناول أدويتهم أثناء الصيام.

    يحذر الدكتور عمرو المهين-استشاري طب الطوارئ بمستشفى حمد العام- من تغيير مواعيد تناول الأدوية أثناء الصيام دون الرجوع للطبيب المختص تجنباً لفقدان الفائدة المرجوَّة من الدواء وحدوث مضاعفات خطيرة ؛ فلكل دواء خواصه الفيزيائية والكيميائية وسرعة امتصاص الجسم له.

    ويضيف الدكتور عمرو قائلاً: " تزداد استفسارات المرضى حول كيفية تناول الأدوية أثناء الصيام،  حيث إن مواعيد تناول الدواء خلال شهر رمضان تختلف من مريض لآخر ووفقاً لنوع وطبيعة الدواء، لكن بشكل عام فإن الأدوية التى يتم تناولها مرة واحدة يومياً لا توجد مشكلة فى تناولها وقت الإفطار أو وقت السحور ، وكذلك الحال بالنسبة للأدوية التى يأخذها المريض مرتين يوميا ، لكن تبقى المشكلة لدى الأدوية التى تُؤخذ كل 6 أو 8 ساعات ،الأمر الذى يتطلب مراجعة الطبيب من أجل إيجاد بديل مناسب أو تحديد التوقيت الملائم لتناول الدواء". وينصح الدكتور عمرو المرضي الذين يعانون من آلام المعدة المزمنة و أعراض القولون العصبي بعدم تناول وجبة كبيرة والتقليل من الأطعمة الدسمة و التوابل وخاصة عند وجبة الإفطار.

    وبدورها تنصح منال مسلم- مسؤولة تثقيف مرضى السكري بالمركز الوطني لعلاج السكري بمؤسسة حمد الطبية- مرضى السكري بضرورة استشارة الطبيب المعالج قبل البدء في الصيام لضبط مستوى السكر بالدم وتجنباً لحدوث أي مضاعفات، حيث ينصح الطبيب المعالج المريض بالصوم من عدمه وفقاً لطبيعة الحالة؛ فمرضى السكري من النوع الأول المعتمد علاجهم على الأنسولين وخاصة من لديهم مضاعفات بالقلب ومضاعفات بالكلى وكذلك النساء الحوامل المصابات بالسكري ننصحهم بعدم الصيام تجنباً لحدوث مضاعفات خطيرة، أما مرضى النوع الثاني من السكري فبإمكانهم الصيام مع اتخاذ بعض الاحتياطات؛ منها مراجعة الطبيب المعالج قبل بداية شهر رمضان بوقت كافٍ لتنظيم معدلات السكر بالدم ومراجعة جرعات الدواء وتنظيم أوقاتها بما يتناسب مع ساعات الصيام، كما يفضل تأخير وجبة السحور قدر الإمكان، والإكثار من شرب الماء بين وجبتي السحور والإفطار لتجنب الإصابة بالجفاف.

    وتشدد مسلم أيضاً على ضرورة التأكد من فحص نسبة السكر في الدم عدة مرات في اليوم خاصة في الأيام الأولى من الصيام وفي أي وقت يشعر فيه المريض بانخفاض معدل السكر في الدم، مع تجنب النوم في الساعات الأخيرة من الصيام، كما يفضل مراجعة الطبيب أو مثقف السكري عدة مرات خلال شهر رمضان لإجراء التعديلات الضرورية فى أدوية السكرى أو أي أدوية أخرى يتناولها المريض.

    ومن أجل صيام آمن لمرضى السكري تؤكد مسلم على ضرورة الحفاظ على نسبة السكر ضمن المعدل الطبيعي للشخص المريض من 80-180 مجم/دسل بعد الإفطار، الالتزام بوجبتي السحور والإفطار، وتأخير السحور قدر المستطاع مع تناول أكبر قدر من المياه بين وجبتي الإفطار والسحور لحماية الكليتين من التعرض للجفاف وضعف الأداء، ويجب أيضاً التقليل من تناول المنبهات كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية نظراً لاحتوائها على مادة الكافيين المدرة للبول مما يعرض الصائم لفقدان كميات كبيرة من السوائل، بالإضافة إلى تأجيل ممارسة الرياضة لما بعد الإفطار تجنباً لحدوث نوبات انخفاض السكر بالدم، كما أن الذهاب إلى المسجد يعد جزءًا من النشاط البدني والرياضي المسموح يومياً للمرضى خلال شهر رمضان. 

    أما مرضى القلب فيعود الصيام عليهم بفوائد عدة حسبما يؤكد الدكتور عمار سلام-استشاري أول أمراض القلب بمؤسسة حمد الطبية ورئيس قسم القلب بمستشفى الخور-حيث تنخفض نسبة الإصابة بـأمراض القلب المختلفة مثل الأزمة القلبية (الجلطة)، والفشل القلبي، وعدم انتظام القلب (الارتجاف الأذيني) في شهر رمضان، بل تقل نسبة الفشل القلبي والارتجاف الأذيني الناتجة عن قصور الشريان التاجي، كما أثبتت الأبحاث أن الصيام وما يرافقه من شعائر دينية يؤدي إلى هدوء النفس وانخفاض استثارة الجهاز العصبي السمبتاوي مما يؤدي إلى انخفاض الضغط ونبض القلب وهي إشارات طبية جيدة لمعظم مرضى القلب، كما أن صيام رمضان يؤدي أيضاً إلى زيادة نسبة الكوليسترول النافع بنسبة تتراوح بين 30-40 بالمائة، مما يؤدي بدوره إلى حماية شرايين القلب من ترسبات الكوليسترول الضار.

    ولكن قبل اتخاذ قرار الصيام لمرضى القلب يجب استشارة الطبيب المعالج قبل عدة أسابيع من بدء الصيام وخاصة مرضى القصور الحاد في الشرايين لضبط مواعيد تناول الدواء وتلقي التعليمات اللازمة لتجنب حدوث أي أعراض مثل الإحساس بالصداع خلال الصيام من خلال التقليل من تناول الشاى والقهوة والمشروبات الأخرى التى تحتوى على الكافيين قبل الصيام بخمسة أيام، وكذلك يمكن تجنب الإصابة بالحموضة وحرقان المعدة بعدم الإفراط فى تناول الأطعمة خاصة التى تحتوى على سكريات عالية ومواد دهنية أثناء شهر رمضان .

    وبالنسبة لتناول مرضى القلب للدواء خلال رمضان يشير د.عمار –وهو أيضاً أستاذ مشارك بكلية الطب في جامعة قطر- إلى إمكانية تناول المريض للدواء مرة عند الإفطار ومرة أخرى عند السحور، وبالنسبة للمرضى الذين يتناولون دواءهم ثلاث مرات يومياً عليهم مراجعة الطبيب المختص لاستبداله بدواء طويل المفعول يؤخذ مرة أو مرتين يومياً.

    ومن جانبها شددت الدكتورة سلوى أبو يعقوب استشاري أول طب النساء والتوليد بمستشفى النساء- على ضرورة متابعة المرأة الحامل مع طبيبها المعالج قبل اتخاذ قرار الصيام؛ فبوجه عام جميع النساء الحوامل لديهن القدرة على الصيام باستثناء بعض الحالات التي تعاني من مشاكل صحية مثل الحامل المصابة بالسكري التي تتناول جرعات الأنسولين، والتي تعاني من ارتفاع ضغط الدم .

    وتنصح الدكتورة أبو يعقوب النساء الحوامل خلال شهر رمضان بضرورة الإكثار من تناول الماء والسوائل خلال الفترة ما بين السحور والإفطار تجنباً للإصابة بالجفاف، الأمر الذي قد يعرضهن للولادة المبكرة ، التي تزداد حالاتها خلال شهر رمضان بسبب عدم شرب النساء الحوامل لكميات كافية من السوائل.

    وبدورها تناشد مؤسسة حمد الطبية المرضى الراغبين في إلغاء أو تأجيل مواعيد المراجعة الخاصة بهم خلال شهر رمضان المبارك بمختلف المستشفيات، بضرورة التواصل مع مركز الاتصالات على الهاتف رقم 16060 لتأجيل الموعد وتحديد موعد جديد في أقرب وقت متاح، وإعطاء الفرصة لغيرهم من المرضى للاستفادة من المواعيد.