الدوحة، 13 مايو 2017: مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، أكدت مؤسسة حمد الطبية على أهمية حصول مرضى السكري على النصائح والتعليمات الطبية اللازمة قبل الصيام خلال الشهر الفضيل. وأشار البروفيسور عبد البديع أبو سمرة، رئيس إدارة الطب الباطني بمؤسسة حمد الطبية، إلى أن الصيام خلال شهر رمضان قد يكون مصحوباً بالعديد من المخاطر لمرضى سكري النوع الأول والمرضى المصابين بسكري النوع الثاني الذين لا يسيطرون بصورة مناسبة على مستويات الجلوكوز في الدم، إذ قد يؤدي صيام هؤلاء المرضى إلى حدوث مضاعفات عدة من بينها ارتفاع أو انخفاض نسبة الجلوكوز بالدم لمستويات خطيرة والتجلطات الدموية والحالة المعروفة بالحماض الكيتوني السكري.
وقال البروفيسور أبو سمرة: "إذا نوى مريض السكري الصيام خلال شهر رمضان فإنه من المهم جداً أن يتحدث مع فريق الرعاية الصحية المتابع لحالته قبل حلول شهر رمضان، إذ قد يشكل الصيام خطراً على صحة بعض مرضى السكري. سيقوم فريق الرعاية الصحية بتوضيح ما إذا كان الصوم خلال شهر رمضان آمناً بالنسبة لمريض السكري بالنظر إلى حالته الصحية. وفي حال وجدوا أنه بمقدور المريض الصيام، يقوم فريق الرعاية الصحية بتوضيح كيفية التحكم بمستوى السكر في الدم وإدارة حالة المريض الصحية بشكل مناسب، كما سيقوم الفريق بتزويد المريض بالتعليمات والنصائح الطبية حول التغييرات اللازمة في النظام الغذائي وجدول التمارين الرياضية ومواعيد وجرعات الأدوية، بالإضافة إلى نصائح حول الحالات التي ينبغي فيها الإفطار وعدم مواصلة الصيام".
وقد يؤدي انخفاض مستوى السكر بالدم إلى أقل من (70 ملغ/ديسيلتر – 3.9 مليمول/لتر) إلى حالة حادة لنقص سكر الدم (الجلوكوز) وفقدان الوعي. أما في حال ارتفاع معدل الجلوكوز في الدم لأكثر من (200 ملغ/ديسيلتر – 11.1 مليمول/لتر)، فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بحالة حادة لفرط سكر الدم والجفاف والحماض الكيتوني السكري، وخصوصاً لدى مرضى سكري النوع الأول.
وأضاف البروفيسور أبو سمرة: "عندما لا تحصل خلايا الجسم على ما يكفي من الجلوكوز فإن ذلك يؤدي إلى قيام الجسم بحرق الدهون للحصول على الطاقة، وينتج عن هذه العملية ما يعرف بالكيتونات أو الأجسام الكيتونية. ويمكن للأجسام الكيتونية أن تزيد معدل الحموضة بالدم لدرجة قد تؤدي إلى الوفاة. وعادةً ما تظهر وتتفاقم أعراض وعلامات الحماض الكيتوني السكري بشكل سريع، إذ قد يصاب بها المريض خلال 24 ساعة في بعض الأحيان. وقد تكون الإصابة بالحماض الكيتوني السكري هي أول أعراض الإصابة بالسكري لدى بعض الأشخاص. وتتضمن أهم أعراض الإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكري الشعور بالعطش الشديد وكثرة التبول والغثيان والقيء وآلام البطن والشعور بالضعف والإرهاق وتحول رائحة النفس إلى رائحة شبيهة برائحة الفاكهة".
ويُعد مريض سكري النوع الأول الذي يقرر الصيام خلال شهر رمضان أكثر عرضة لخطر الإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكري، وخصوصاً في حال كان قد أصيب بحالة فرط سكر الدم خلال الأسابيع التي تسبق شهر رمضان المبارك.
وعلى الرغم من أن جميع مرضى السكري لا يُنصحون بالصوم خلال شهر رمضان، إلا أنه بإمكان الكثير منهم الصوم بصورة آمنة في حال الالتزام بالتعليمات الطبية. ويؤكد البروفيسور أبو سمرة على أهمية حصول مريض السكري على الإرشادات والتعليمات الطبية قبل إجراء أي تغيير في نظامه الغذائي أو مواعيد وجرعات الأدوية الخاصة به.
يقول البروفيسور أبو سمرة: "إذا نوى مريض السكري الصيام خلال شهر رمضان، فإننا ننصحه بقياس مستوى السكر في الدم عدة مرات خلال اليوم. يجب أن يتم قياس مستوى السكر في الدم أربع مرات على الأقل يومياً خلال فترة الصيام، على سبيل المثال في الساعة 11 صباحاً و الساعة 1 ظهراً والساعة 3 عصراً والساعة 5 مساءً. وفي حال أظهرت أي من هذه الفحوصات علامات على حدوث حالة نقص سكر الدم فإنه يتوجب حينها على المريض الإفطار. يمكن للطبيب ومتخصص التثقيف الصحي لمرضى السكري تزويد المريض بالإرشادات والتعليمات حول كيفية التحكم في مستوى السكر في الدم، كما يمكنهم مساعدة المريض في تحديد الحالات التي تستوجب عدم الصوم. ".
لمزيد من المعلومات والنصائح حول السكري وكيفية قضاء المصابين بالسكري شهر رمضان، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني:
diabetes.hamad.qa يتضمن الموقع معلومات وإرشادات هامة حول صيام مرضى السكري، بالإضافة إلى العديد من المصادر المفيدة الأخرى مثل كتاب وجبات مرضى السكري الذي يحتوي على وصفات غذائية مناسبة لمرضى السكري بما في ذلك وصفات للأطباق الشعبية الشهيرة كالبرياني والثريد وكيفية إعدادها بصورة مناسبة لصحة مرضى السكري.