• 18/04/2023
    الدوحة، 17 أبريل 2023: يحتفل خط المساعدة الوطني للصحة النفسية – الذي تم إنشاؤه بدعم من وزارة الصحة العامة وتديره مؤسسة حمد الطبية – خلال شهر أبريل الجاري بمرور ثلاث سنوات على إطلاقه الناجح، وقد تلقى خط المساعدة الوطني للصحة النفسية أكثر من 43000 مكالمة واردة منذ إنشائه في أبريل 2020 وحتى الآن. يقدم خط المساعدة للصحة النفسية خدماته مجاناً مع الحفاظ على سرية وخصوصية المتصلين، وقد أدى خط المساعدة إلى تغيير جذري في إمكانية وصول الأفراد الذين يحتاجون إلى دعم متخصص في مجال الصحة النفسية للخدمات التي يحتاجون إليها، حيث أصبح بمثابة نقطة وصول أساسية للرعاية والعلاج النفسي في قطر. 

    من جانبه قال السيد/ إيان تولي، قائد أولوية الصحة والعافية النفسيّة في الاستراتيجية الوطنية للصحة والرئيس التنفيذي لخدمات الصحة النفسيّة بمؤسسة حمد الطبية، أنه على الرغم من أن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) كانت بمثابة حافز دفع لإنشاء خط المساعدة في عام 2020، إلا أن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 دائماً ما عكست أهمية الصحة النفسية وتحسين الوصول إلى الرعاية.

    وأضاف السيد/ إيان تولي قائلاً: "يتمثل أكبر عائق أمام الأشخاص الذين يسعون للحصول على الدعم فيما يتعلق بصحتهم النفسية في الخوف من الوصمة الاجتماعية المرتبطة بطلب خدمات الصحة النفسية ، والخشية من أن طلب المساعدة قد يؤثر سلباً عليهم، ويمثل ذلك الدافع الرئيسي من إنشاء هذه الخدمة. إن العمل على رفع مستوى الوعي بأعراض المرض النفسي وتوفير وصول سهل وسري للدعم النفسي والدمج بين رعاية الصحة البدنية والنفسية كلها عوامل كان لها دور فعال في التقدم الذي تم إحرازه وفي مستوى ثقة الجمهور في هذه الخدمة التي نجحت في تجاوز كل التوقعات".  

    وأردف السيد/ إيان تولي بقوله: "نشعر بفخر كبير بفريقنا المتخصص من كوادر الرعاية الصحية الذين ساعدوا في تطوير خط المساعدة الوطني للصحة النفسية على مدار السنوات الثلاث الماضية. كما أننا ممتنون للغاية للدعم المستمر الذي نتلقاه من وزارة الصحة العامة وسعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة". 

    بدوره قال الدكتور ماجد العبد الله، رئيس قسم الطب النفسي والمدير الطبي لخدمات الصحة النفسية بمؤسسة حمد الطبية: "لقد أنشأنا خط المساعدة الوطني للصحة النفسية في قطر في وقت تزايدت فيه أعداد الأفراد الذين كانوا يعانون من مستويات عالية من التوتر والقلق بسبب جائحة كوفيد-19، إلا أننا سرعان ما اكتشفنا أن العديد من الأشخاص كانوا يسعون للحصول على دعم متخصص بصورة تضمن لهم السرية والخصوصية لمساعدتهم في التعامل مع أشكال أخرى من الاضطراب النفسي". وتابع الدكتور ماجد حديثه بالقول أن طلب المساعدة في وقت مبكر وتوفر وصول سهل للمساعدة والدعم النفسي يمكن أن يمنع تفاقم الحالة لمشكلات نفسية أكبر وأكثر حدة. 

    وأضاف الدكتور ماجد العبد الله قائلاً: "يمكننا من خلال هذه الخدمة توفير وصول سريع وشخصي للدعم دون خوف أو قلق من الوصمة الاجتماعية التي ترتبط غالباً بخدمات الصحة النفسية التقليدية. لقد ساعدنا من خلال خط المساعدة العديد من الأفراد على تجاوز ما يواجهونه من مشكلات، كما نقوم عند الحاجة بتوفير مزيد من الدعم التخصصي لهم. وبالنسبة للعديد من الأشخاص، فقد ساعدت هذه الخدمة على تجنيبهم الحاجة لتلقي الرعاية والعلاج لفترة أطول، وهو إنجاز رائع". 

    وسيتم عرض بعض الإنجازات والدروس المستفادة من إنشاء وإدارة خط المساعدة الوطني للصحة النفسية خلال مؤتمر قطر الدولي التاسع للصحة النفسية، المقرر عقده في الدوحة في الفترة من 25 إلى 27 مايو 2023 (http://www.hamad.qa/9QIMHC). 

    بدورها أوضحت السيدة/ كاتيا وارويك سميث، مساعد المدير التنفيذي لتطوير الخدمات الإكلينيكية بخدمة الصحة النفسية والمشرف التشغيلي لخط المساعدة الوطني للصحة النفسية، أن فريق خط المساعدة يتكون من موظفين متعددي اللغات والتخصصات بما يتناسب مع تنوع المتصلين. وأضافت قائلة: "يضم فريقنا من خبراء الصحة النفسية كوادر تمريضية واختصاصيي علم نفس وأطباء نفسيين، ويتحدث أعضاء فريقنا عدة لغات، بما في ذلك العربية والإنجليزية والتاجالوج والهندية والأردية والمالايالامية. يُعد هذا الأمر مهماً جداً حيث يجد المتصلون أنه من الأسهل التفاعل والتعبير عن أنفسهم بلغتهم الأم". 

    وعلى مدار السنوات الثلاث من عمل الخدمة ظل التوزيع الديموغرافي للمتصلين متسقاً إلى حد ما، حيث كان المتصلون من مجموعة واسعة من الجنسيات، مع نسب متساوية للمتصلين من الرجال والنساء، وتراوحت أعمار معظم المتصلين بين 24 و 35 عاماً. ومع مرور الوقت تغيرت وتنوعت توصيفات أسباب الاتصال، مما أدى إلى تعزيز الخدمة بعد فترات ذروة الجائحة، حيث لا يقتصر عمل الخدمة الآن على التدخلات المبكرة الهادفة لتجنب تدهور الصحة النفسية، بل يمتد أيضاً بشكل متزايد ليشمل الحالات الأكثر تعقيداً. واستجابة لطلب المرضى، تقدم الخدمة الآن أيضاً الدعم للمتصلين الذين يتلقون بالفعل خدمات الصحة النفسية، مما يساعد في ضمان استمرارية الرعاية للمتصلين.  

    وأضافت السيدة/ كاتيا وارويك سميث قائلة: "تكونت لدى فريقنا الكثير من المعارف والخبرات الجماعية المهمة للغاية على مدار السنوات القليلة الماضية. قدم مركز الاتصال بخط المساعدة الوطني للصحة النفسية فرصة مثالية للأطباء المقيمين في تخصص الطب النفسي وخريجي علم النفس وكوادر تمريض الصحة النفسية للحصول على تدريب متخصص في كيفية إجراء التصنيف الأولي للحالات، وإجراء مكالمات الاستشارة الأساسية ،وتصعيد المكالمات التي تحتاج إلى مزيد من التدخل العلاجي المتخصص. نعمل على توفير المزيد من الفرص للمتعلمين في تخصصات الرعاية الصحية المختلفة لقضاء بعض الوقت مع فريق خط المساعدة لاكتساب معلومات قيّمة كجزء من برنامجهم التدريبي الشامل". 

    يحتوي خط المساعدة على أربعة مسارات للدعم، حيث يقدم المساعدة للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال ومراهقون، وللأفراد البالغين، ولكبار السن، وهناك مسار محدد لمتخصصي الرعاية الصحية. يمكن الوصول لخدمات خط المساعدة عن طريق الاتصال بالرقم 16000، واختيار اللغة ثم اختيار الخيار رقم 4 لخط المساعدة للصحة النفسية، علماً بأنه يتم التعامل مع جميع المكالمات بسرية تامة.