• 13/04/2023
    الدوحة، 12 إبريل 2023: أقامت إدارة طب الشيخوخة والرعاية المطوّلة بمؤسسة حمد الطبية فعالية تثقيفية بمستشفى حمد العام لتثقيف كوادر الرعاية الصحية و المرضى وأسرهم ومقدمي الرعاية لهم ؛حول علامات وأعراض الهذيان، وذلك بهدف تعزيز فرص حصول المصابين بهذا الاضطراب على التقييم الطبي الفوري والعلاج والمساهمة في تقليل الحالات المرضية المصاحبة لهذا الاضطراب والوفيات الناجمة عنه.   

    الهذيان هو حالة من التشوش تحدث غالباً عند كبار السن أو الأفراد الذين يعانون من حالات طبية كامنة، ويمكن أن يسبب مجموعة من الأعراض، بما في ذلك التشوش الذهني والهلوسة والاهتياج، وقد تؤدي هذه الأعراض إلى الوفاة في الحالات الشديدة. تشير الأبحاث إلى أن الهذيان يؤثر على ما يقرب من 25٪ من المرضى الداخليين في المستشفيات و 50٪ من مرضى الجراحة و 75٪ من مرضى العناية المركزة.

    من جانبه رحّب الدكتور عبد الله الأنصاري، رئيس الإدارة الطبية بمؤسسة حمد الطبية، الذي قام بجولة في موقع الفعالية التثقيفية المقامة بمستشفى حمد العام بجهود الدكتورة هنادي الحمد رئيس قسم طب الشيخوخة والرعاية المطوّلة بمؤسسة حمد الطبية والمدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل وفريقها ؛ لتوفير التثقيف الصحي لكوادر الرعاية الصحية والمرضى والزوار، وقال: "هذا الموضوع مهم للغاية بالنسبة لكوادر الرعاية الصحية، حيث يتطلب الكشف والعلاج المبكر لهذه الحالات مراقبة المريض عن كثب، ويُعد التعليم والتثقيف الصحي هو المفتاح لضمان تنبّه جميع كوادرنا لاحتمالات الإصابة بالهذيان لدى المرضى الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. سيساعد عمل الدكتورة هنادي وفريقها كوادرنا الصحية على ضمان تقديم أفضل رعاية للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بالهذيان". 

    بدورها قالت السيدة/ مريم المطوع، رئيس إدارة التمريض بالوكالة بمؤسسة حمد الطبية، أن كوادر التمريض تقوم بدور مهم في الوقاية من الهذيان وعلاجه، وقالت: "تُعتبر الإصابة بالهذيان علامة على أن المريض ليس على ما يرام ويحتاج إلى الفحص والعلاج المناسب. ويُعد الاكتشاف المبكر للحالة أمراً ضرورياً للحد من تأثير الهذيان، ولأن أعراض الهذيان غالباً ما يتم اكتشافها من قِبل كوادر التمريض، فإنهم يمثلون عنصراً أساسياً لإجراء التدخلات غير الدوائية والبيئية اللازمة في هذه الحالات، مثل تقييم الحالة الإدراكية والمعرفية للمريض، وتوفير التوجيه للمريض للتعرف على البيئة المحيطة به، والتأكد من شعور المريض بالراحة لمساعدته على النوم. تتلقى كوادرنا التمريضية في الخطوط الأولى – بدعم من الدكتورة هنادي وفريقها – تدريبات مهمة حول اضطراب الهذيان وحول الحالات الأخرى الأكثر شيوعاً بين المرضى من كبار السن".

    بدورها أوضحت الدكتورة هنادي الحمد، ، أن الهذيان هو حالة طبية خطيرة تصيب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وأضافت قائلة: "هناك العديد من الأشياء التي يمكن للأفراد ولاختصاصيي الرعاية الصحية القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالهذيان، بما في ذلك إدارة وعلاج الحالات المرضية الكامنة لدى المريض، وتجنّب بعض الأدوية المعينة، وتجنّب الإصابة بالجفاف، وضمان توفر بيئة هادئة ومريحة للمريض. وفي حال تعرض المريض للإصابة بالهذيان، فمن الضروري طلب العناية الطبية على الفور لأن العلاج المبكر يمكن أن يسهم في تحسين النتائج العلاجية".

    الهذيان والخرف حالتان طبيتان مختلفتان يمكن أن تؤثرا على القدرات الإدراكية للمريض، إلا أن لكل منهما أسباب وأعراض وطرق علاج مختلفة. ففي حين أن الهذيان غالباً ما يكون قابلاً للعلاج ويشفى المريض منه بتلقي العلاج المناسب، فإن الخرف عادة ما يكون مزمناً ويتطلب العلاج والدعم على المدى الطويل. يُركز علاج الخرف على التحكم في الأعراض وتحسين نوعية حياة المريض وتقديم الدعم لمقدمي الرعاية للمريض ولأفراد أسرته. 

    وأضافت الدكتورة هنادي الحمد قائلة: "من المهم التمييز بين الهذيان والخرف لأن طرق العلاج الخاصة بهما مختلفة، ولذلك فإن فريقنا متعدد التخصصات يقوم بصورة منتظمة بتنفيذ برامج تثقيف وتوعية حول هذه الحالات. نحث أي شخص يلاحظ ظهور أعراض التشوش أو تغيرات في القدرات الإدراكية والمعرفية لدى من يقوم برعايته بطلب العناية الطبية لتحديد السبب وتلقي العلاج المناسب، حيث أن شعارنا هو أن الهذيان أمر يهم الجميع، ولذلك فإننا نواصل العمل على تعزيز وعي الجميع من أفراد الجمهور ومتخصصي الرعاية الصحية حول هذا الاضطراب". 

    وعلى الرغم من أن الإصابة بالهذيان تعتبر أكثر شيوعاً بين كبار السن وخاصةً أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، إلا أن الإصابة بهذا الاضطراب يمكن أن تحدث لأي شخص، بما في ذلك الأطفال والمراهقين والشباب. وفي جميع الحالات يُعد تشخيص الحالة وتلقي العلاج بشكل سريع عاملاً مهماً للغاية للحد من تأثير هذا الاضطراب على صحة المريض.

    لمعرفة المزيد حول اضطراب الهذيان، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني للشيخوخة الصحية: www.hamad.qa/healthyageing