الدوحة، 30مارس 2022: كشف مركز حمد للإصابات والحوادث التابع لمؤسسة حمد الطبية عن تزايد أعداد الإصابات الخطيرة الناتجة عن حوادث دراجات التوصيل النارية على الطرق خلال الربع الأول من العام الحالي 2022 بزيادة قدرها ثلاثة أمثال مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي؛ حيث بلغ عدد الحالات خلال الربع الأول من عام 2021 حوالي 29 إصابة بالغة، ليرتفع العدد بصورة كبيرة إلى حوالي 93 إصابة خلال الربع الأول من العام الحالي .
أكد الدكتور رافائيل كونسونجي- مدير برنامج حمد للوقاية من الإصابات (الذراع التوعوي لمركز حمد للإصابات والحوادث)- أنه تم رصد تزايد مضطرد في أعداد العمليات الجراحية لمعالجة إصابات الرأس والدماغ والكسور العظمية إضافة إلى بعض عمليات بتر الأطراف المصابة تزامناً مع الأعداد غير المسبوقة من الإصابات الخطيرة المتعلقة بحوادث دراجات التوصيل، الأمر الذي يتطلب مسؤولية كافة مستخدمي الطرق للمساهمة في الحفاظ على سلامة سائقي دراجات التوصيل والحفاظ على حياتهم.
وأضاف الدكتور كونسونجي قائلاً:" يلتزم برنامج حمد للوقاية من الإصابات التابع لمركز حمد للإصابات والحوادث بالعمل على الحد من حدوث الإصابات التي يمكن منعها والتي تؤثّر سلباً على مختلف شرائح المجتمع القطري، ومع الرفع التدريجي للقيود والإجراءات الاحترازية المفروضة بسبب جائحة كورونا فإننا نقوم بتقديم التوصيات والإرشادات المدروسة والمثبتة علمياً في مجال السلامة التي من شأنها حماية أفراد المجتمع ووقايتهم من الإصابة، كما نودّ أن نذكر الجمهور بأنه في ظل استمرار الاعتماد على سائقي دراجات التوصيل للوفاء بالعديد من احتياجاتنا فإن علينا أن نبذل ما في وسعنا لتمكين هؤلاء السائقين من القيام بعملهم بصورة آمنة".
وبدورها تحذر الدكتورة عائشة عبيد-مساعد مدير برنامج حمد للوقاية من الإصابات- من استمرار ارتفاع أعداد الإصابات بشكل مضاعف؛ فإذا استمر الارتفاع على هذا النحو فإننا سنشهد زيادة كبيرة مقارنة بالأعداد الواردة في إحصائيات فترة ما قبل جائحة (كوفيد – 19) وهو ما يعني أن أكثر من 360 من سائقي دراجات التوصيل سيعانون من الإصابات الخطيرة خلال هذا العام.
وتضيف قائلةً:" إن سائقي دراجات التوصيل هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة على الطرق حيث أن دراجاتهم تفتقر إلى الغلاف المعدني الذي يقيهم من الصدمات في الحوادث المرورية لذا يتعين علينا توخّي الحذر عند مشاركتنا لهم الطرق العامة، علماً بأن هؤلاء السائقين سيواصلون العمل في خدمات التوصيل في ظل الزيادة على الطلب و الازدحام ومشاركة أعداد كبيرة من مستخدمي الطرق.
قال الدكتور ساندرو ريزولي- المدير الطبي لمركز حمد للإصابات والحوادث بمؤسسة حمد الطبية:" نؤكّد للجمهور التزام الكوادر الطبية والتمريضية في مركز حمد للإصابات والحوادث واستعدادها لتقديم أفضل مستوى من الرعاية الصحية لمصابي الحوادث المرورية في دولة قطر وذلك على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، ولكن علينا أن نتذكّر أن الوقاية من الإصابات والحوادث هي الاستراتيجية الأكثر فعالية في مواجهة هذه المعضلة".
بينما أوضح الدكتور خالد النجار- رئيس قسم التخدير الطبي للإصابات والحوادث أن اتخاذ الجمهور للتدابير الفعالة لحماية سائقي دراجات التوصيل وعدم تعرضهم للإصابة من شأنه أن يتيح لكوادرنا تركيز جهودها وطاقاتها لعلاج الحالات المرضية الأخرى مثل النوبات القلبية، والجلطات الدماغية، والأورام السرطانية، وإنتان الدم".
ومن جانبه يقول العميد الدكتور محمد راضي الهاجري-مدير إدارة التوعية المرورية بالإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية-: " نواصل العمل عن كثب مع شركائنا بمركز حمد للإصابات من أجل زيادة الوعي لدى الجمهور للحفاظ على سلامة جميع مستخدمي الطرق بدولة قطر، ويجري في الوقت الحالي وضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة للحفاظ على سلامة مستخدمي الطرق الأكثر ضعفاً ومن بينهم سائقي الدراجات النارية والمشاة خاصة مع تزايد أعداد الحوادث المرورية من بين تلك الفئات والتي ينتج عنها إصابات بالغة"
الجدير بالذكر أن برنامج حمد للوقاية من الإصابات يقوم بدوره بمواصلة مراقبة كافة مؤشرات سلامة المجتمع من خلال السجل الوطني للإصابات والحوادث وإصدار التوصيات اللازمة لتثقيف الجمهور حول أفضل الممارسات الخاصة بالسلامة، ويتم ذلك بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور.
وفيما يلي التوصيات والإرشادات الخاصة بالسلامة في القواعد الثمانية المخصصة لسائقي دراجات التوصيل وغيرهم من مستخدمي الطرق:
- يعتبر السائق المنشغل بغير الطريق المسبب الأول في وقوع الحوادث المرورية في دولة قطر. ضع أجهزة الهاتف الجوال بعيداً عنك وامتنع عن استخدامها تماماً أثناء القيادة، وإذا اقتضت الضرورة إجراء مكالمات هاتفية فاطلب من أحد الركاب القيام بإجراء المكالمات أو استخدام الهاتف النقال في متابعة الاتجاهات للوصول إلى وجهتك ولا توجد هناك طريقة آمنة لاستخدام هذه الأجهزة سواء لإرسال الرسائل النصية، أو تصفّح الإنترنت أثناء قيادة السيارة أو الدراجة أو أثناء المشي.
- المشاركة في المسئولية عن السلامة على الطريق: امتنع عن مزاحمة سائقي دراجات التوصيل ومسابقتهم على الطريق، علماً بأن سرعة وقوة معظم دراجات التوصيل تكون أقلّ من غيرها نسبياً لذا فإنه من الأفضل تجاوز هذه الدراجات – عن الجانب الأيسر - بشكل آمن والحرص على عدم مشاركة هذه الدراجات نفس المسارات على الطرق.
- يشكّل السائقون غير القادرين على القيادة أو العاجزين عنها مصدر خطر لأنفسهم ولغيرهم من مستخدمي الطرق، خاصة سائقي دراجات التوصيل. ، وهناك العديد من البدائل الآمنة للتنقّل في حال عدم القدرة على القيادة ومنها استخدام سيارات الأجرة (التاكسي) والتي ينصح باستخدامها تجنباً لتعريض السائق والآخرين للخطر.
- الحذر من عدم التمكّن من رؤية سائقي دراجات التوصيل في مرايا السيارة بسبب ما يسمى بالنقطة العمياء، لذا يجب التأكّد من رؤية النقطة العمياء قبل تغيير مسارك أثناء القيادة.
- اعط سائقي دراجات التوصيل إرشادات واضحة عن موقع التوصيل عند الطلب وعدم تغيير إرشادات الموقع بصورة مفاجئة بناءً على قراءتك لخارطة الطريق. تأكّد من أن موقع التوصيل بعيداً عن السيارات ويتيح لسائق التوصيل مكاناً آمناً للوقوف.
- تجنّب استعجال سائقي دراجات التوصيل بصورة متكررة وغير ضرورية حيث أن ذلك يجهد السائق ويجعله يضلّ طريقه إلى موقع التوصيل أو التسبب في وقوع حادث مروري، لذا لا تجعل من رحلة السائق لتوصيل وجبة طعام إلى رحلة إلى مركز الطوارئ.
- بالنسبة لأصحاب العمل وزملاء سائقي دراجات التوصيل فينبغي أن يستخدم سائقو هذه الدراجات المعدات الواقية مثل الخوذ والقفازات والأحذية والنظارات الواقية والبدلات العاكسة للضوء في كل رحلة من رحلات التوصيل التي يقومون بها، وتكون دراجات التوصيل أكثر أماناً عندما تكون مرئية بشكل واضح، ويتعيّن على سائقي دراجات التوصيل تشغيل الأضواء الأمامية لدراجاتهم أثناء القيادة حتى في ساعات النهار.
- بدأت بعض الشركات باستبدال دراجات التوصيل بسيارات وذلك حماية ووقاية للسائقين، وننصح بقيام المزيد من الشركات باتباع هذا الإجراء.