الدوحة، 7 يونيو 2022: في إطار دعم جهود شهر التوعية بسرطان الجلد والذي يقام في شهر يونيو من كل عام ،شاركت إدارة الأمراض الجلدية في مؤسسة حمد الطبية مؤسسات الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم في الجهود الهادفة إلى رفع مستوى الوعي بسرطان الجلد ، والتأكيد على ضرورة إجراء الفحص الذاتي للكشف عن الأعراض المبكرة للإصابة بسرطان الجلد وطلب الرعاية الصحية فور ظهور أي من هذه الأعراض.
وقالت الدكتورة/ نزيهة الحايكي، استشاري أول ورئيس فريق التخصصات الطبية المتعددة لسرطان الجلد، ورئيس المجموعة الإستشارية الطبية الوطنية للأمراض الجلدية في مستشفى الرميلة التابع لمؤسسة حمد الطبية:" لقد قمنا بتطوير تقنيات التصوير الطبي الخاصة بمجهر تصوير الجلد والمجهر متَحد البؤر للكشف المبكر عن سرطان الجلد، وينجم أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعاً عن التعرّض المفرط للأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس، وعلى الرغم من أن سرطان الجلد قد يصيب أي شخص بشكل عام إلا أن الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة والأشخاص ذوي التاريخ المرضي العائلي للاصابة بسرطان الجلد يكونون في العادة أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض".
وأضافت الدكتورة/ نزيهة الحايكي:"من الضروري أن يتم تفّحص كامل الجلد بما في ذلك الجزء الخلفي من الجسم وأخمص القدم وما بين أصابع اليد والقدم وتحت الأظافر، كما ينبغي إجراء الفحص الذاتي باستخدام المرآة وبصورة دورية للتحقق من عدم وجود تغيرات جلدية خاصة لدى الأشخاص الذين تظهر على جلدهم الكثير من الشامات، وفي حال ظهور أي تغيرات في الجلد يتعيّن على الشخص التوجّه إلى العيادة ليتمّ تحويله إلى طبيب مختصّ في الأمراض الجلدية، ويعتبر ظهور شامات جديدة أو ظهور بقع جديدة أو حدوث تغيرات فيها من حيث اللون أو الحجم أو الشكل أو الشعور بالحكّة فيها أو حدوث أي نزف دموي منها سبباً رئيسياَ لمراجعة الطبيب المختص".
وفي معرض حديثها حول الإجراءات الإحترازية الواجب اتخاذها للوقاية من سرطان الجلد، قالت الدكتورة/ نزيهة الحايكي:" ينبغي تجنّب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة خاصة في الفترة من الساعة 10:00 صباجاً وحتى الساعة 4:00 عصراً حيث تكون الحرارة قد بلغت ذروتها، وعند الخروج إلى المناطق المفتوحة ينصح بارتداء الملابس الواقية التي تغطّي أكبر جزء من الجسم، وارتداء القبعات ذات الأطراف العريضة التي تمنع وصول أشعة الشمس إلى الوجه والرأس والرقبة والأذنين، كما ينبغي استخدام الكريمات الواقية من أشعة الشمس متعددة الأغراض وينصح باستخدام الكريمات المقاومة للماء والتي لا تقل نسبة الوقاية فيها عن 30 درجة، ودهن الجلد بهذه الكريمات قبل الخروج إلى المناطق المفتوحة بعشرين دقيقة وإعادة استخدام الكريمات مرة كل ثلاث ساعات".
وقالت الدكتورة/ نزيهة الحايكي:" إضافة إلى ما سبق فإننا ننصح الجمهور باتباع أبجدية قائمة الفحص الذاتي للجلد بغرض الكشف المبكر عن الإصابة المحتملة بسرطان الجلد والمتمثلة في ملاحظة أي من التغيرات التالية:
• عدم التماثل في محيط الشامة (نصف الشامة لا يتطابق مع النصف الآخر)
• عدم انتظام الحدود الخارجية للشامة – عدم تساوي الحواف الخارجية للشامة
• عدم التجانس اللوني – لون أسود داكن أو ألوان متعددة في الشامة
• زيادة قطر الشامة على 6 ملليمترات – حوالي حجم ممحاة قلم الرصاص
• التغير المستمرّ في الشامة من حيث الحجم أو الشكل أو اللون
في حال ظهور أية بقع غير طبيعية على الجلد فينبغي مراجعة أقرب مركز للرعاية الصحية الأولية لتتم معاينتها من قبل الطبيب في المركز؛ والذي سيقوم إذا ما توفرت لديه شكوك حول هذه البقع بتحويل المريض على الفور إلى طبيب مختص في سرطان الجلد في إدارة الأمراض الجلدية في مستشفى الرميلة لمتابعة التشخيص والمعالجة.
سرطان الجلد عبارة عن نمو غير طبيعي يحدث في الأنسجة الخلوية للجلد نتيجة للتعرّض المفرط للأشعة فوق البنفسجية من مصدرها الرئيسي وهو الشمس أو من مصادر صناعية مثل أجهزة الحمام الشمسي، وتنشأ الخلايا السرطانية نتيجة لحدوث طفرة في سلسلة الحمض النووي المسؤولة عن خلايا الجلد حيث تتسبب هذه الطفرة في نمو غير طبيعي (سرطاني) في الخلايا الجلدية، ويعتبر سرطان الجلد، في حال اكتشافه مبكراً، من أكثر أنواع السرطان استجابة للمعالجة الطبية.
هناك العديد من الأمراض السرطانية الجلدية التي تؤثر على الخلايا المسؤولة عن الصبغة المميزة للجلد، والأمراض السرطانية التي تؤثر على خلايا الطبقة العلوية من الجلد، وتقسم سرطانات الجلد إلى قسمين: سرطان الخلايا القاعدية والذي يعدّ أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعاً، ويعتبر هذا النوع من السرطان بطئ النمو وأقلّ حدّة من الأنواع الأخرى، أما النوع الثاني من سرطان الجلد فهو الخلية الحرشفية، كما أن هناك أنواع أخرى نادرة من سرطان الجلد مثل سرطان خلايا (ب)، والورم اللمفي (تي) وسرطان ورم "كابوسي" العضلي ، وسرطان خلايا ميركل.
من بين جميع أنواع وأشكال الأمراض السرطانية يعتبر سرطان الجلد من أخطر هذه الأمراض، فيمكن لسرطان الجلد أن ينشأ من خلال شامة حديثة أو قديمة الظهور أو على الجلد حيث تبدو هذه الشامة على شكل بقعة داكنة اللون أو متعددة الألوان في أي مكان من الجلد، بما في ذلك الأظافر.
على الرغم من أن الأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس أو أجهزة الحمام الشمسي يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الجلد إلا أن هذا المرض يمكن أن ينمو حتى على أجزاء الجلد التي لا تتعرض للأشعة فوق البنفسجية ، وفي حال تم الكشف عن سرطان الجلد في وقت مبكر فإنه يكون قابلاً للمعالجة بسهولة، أما إذا لم يتمّ اكتشافه مبكراً فيمكن أن يتفاقم المرض وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم بحيث يصبح من الصعب السيطرة عليه ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
تقدم إدارة الأمراض الجلدية والتناسلية في مستشفى الرميلة خدمات الرعاية الصحية للمرضى الذين يعانون من الأمراض والمشاكل الجلدية بما في ذلك سرطان الجلد والمشاكل المناعية والحساسية والإلتهابات الجلدية، ويمكن للمرضى الراغبين في مراجعة العيادات الخارجية في إدارة الأمراض الجلدية الحصول على تحويل من أحد مراكز الرعاية الصحية الأولية أو من عيادة خاصة ، أو الإتصال على فريق "نسمعك" في مؤسسة حمد الطبية على الرقم (16060) للحصول على موعد طبي بهذا الخصوص.