الدوحة 23 يوليو 2022: نظم مستشفى القلب التابع لمؤسسة حمد الطبية "يوم القسطرة القلبية" الأول احتفالاً بمرور 40 عاماً على بداية القسطرة بمؤسسة حمد الطبية، وذلك تقديراً لجهود المستشفى والفرق الطبية العاملة؛ حيث تم استعراض الخدمات عالية الجودة والجهود المبذولة على مدار السنوات السابقة.
بدوره قدم الدكتور حجر أحمد حجر البنعلي - استشاري أمراض القلب - نبذة عن تاريخ قسم قسطرة القلب منذ إنشائه واستعرض مراحل تطور الخدمات التي قدمها القسم والتطور الذي لحق بالقسم والخدمات والتقنيات الحديثة والذي أدى إلى تحسين الرعاية الصحية المقدمة للمرضى بمستشفى القلب، والتي تضاهي الخدمات المقدمة في أفضل المستشفيات على مستوى العالم.
أكد الدكتور نضال الأسعد- المدير الطبي لمستشفى القلب واستشاري أول قسطرة وكهربائية القلب بمؤسسة حمد الطبية- زيادة عدد عمليات القسطرة القلبية بنسبة 50 بالمائة خلال الخمس سنوات الأخيرة؛ حيث يقوم مستشفى القلب بإجراء ما يزيد عن 4500 عملية قسطرة علاجية وتشخيصية سنوياً، من بينها 1100 حالة قسطرة قلبية إسعافية للحالات الحرجة والعاجلة التي تتطلب تدخلاً سريعاً من خلال فريق مناوب لديه الخبرة والتجهيزات اللازمة للتعامل مع الحالات الصعبة والمعقدة و بمعايير عالمية؛ والتي تأتي إلى طوارئ مستشفى القلب عن طريق خدمة الإسعاف، ويتم التدخل السريع لتلك الحالات خلال مدة لا تتجاوز 45 دقيقة فقط ( وهي مدة تقل كثيراً عن المعيار المعتمد عالمياً وهو 90 دقيقة) ، كما يقدم مستشفى القلب خدمات القسطرة القلبية للحالات التي يتم تحويلها من أقسام القلب بمستشفيات الخور، الوكرة وحزم مبيريك.
وأشار الدكتور الأسعد إلى أنه بفضل التطور المستمر الذي يشهده مستشفى القلب من حيث الأجهزة والتقنيات وكذلك الفرق الطبية المؤهلة للتعامل السريع مع الحالات الحادة خلال السنوات الأخيرة ، انخفض معدل الوفيات الناتجة عن الأزمات القلبية الحادة خلال العام الماضي 2021 بنسبة 2 بالمائة مقارنة بعام 2015 ، وهو ما يضاهي المعدلات العالمية بأفضل المستشفيات على مستوى العالم.
وأضاف الدكتور الأسعد قائلاً: " إنه خلال السنوات الأخيرة شهد قسم قسطرة القلب اتباع تقنيات وأساليب حديثة عند إجراء القسطرة القلبية؛ حيث تم إدخال أجهزة لمساعدة مضخة القلب (Ecmo) ، بالإضافة إلى علاج تسرب الصمام الميترالي عن طريق القسطرة، والذي كان يتم سابقاً عن طريق التدخل الجراحي؛ حيث يتم الدخول عن طريق القسطرة وإجراء تدبيس وإصلاح التسرب".
وبدوره أكد الدكتور عبد الرحمن عرابي-نائب رئيس قسم القلب للشؤون الطبية ومدير مختبرات القسطرة بمستشفى القلب بمؤسسة حمد الطبية-أن ما يميز مستشفى القلب عن غيره من المستشفيات الأخرى هو تطبيق أفضل المعايير الدولية على الرغم من ارتفاع عدد الحالات بالمقارنة مع مستشفيات القلب الأخرى، ويضيف أن الفضل في توفير رعاية طبية للمرضى عالية الجودة لا يعود إلى توظيف أفضل المعدات الطبية في المستشفى فحسب، بل أيضا لما يمتلكه مستشفى القلب من خبرات وكفاءات طبية ذات كفاءة ومهنية عالية.
وأضاف الدكتور عرابي قائلاً: " إنه نظراً لتضافر الجهود بين مختلف الأقسام بمستشفى القلب وبقية مستشفيات مؤسسة حمد الطبية تراجعت فترة الانتظار لإجراء القسطرة القلبية للحالات غير العاجلة من 8 أشهر إلى 4 أسابيع خلال الأعوام الأربعة الماضية، والجدير بالذكر أنه خلال أزمة جائحة كوفيد-19 قامت العديد من مراكز القلب على مستوى العالم بإيقاف برامج فتح الشريان الإسعافي والاستعاضة عنه بالعلاج الدوائي، بينما واصل مستشفى القلب تقديم تلك الخدمة دون انقطاع وبنفس المستوى".
وحول الحالات العاجلة التي تتطلب تدخلاً سريعاً عن طريق القسطرة القلبية، فهي حالات الإصابة باحتشاء عضلة القلب نتيجة تضيق الشريان بنسبة 100 بالمائة، وحالات جلطات شرايين القلب الحادة التي تستدعي تدخلاً سريعاً لفتح الشريان وسريان الدم.
يعرف مرض احتشاء عضلة القلب بأنه نوع خطير من أنواع النوبات القلبية الذي يحدث نتيجة انسداد أحد الشرايين الرئيسية في القلب وقد نجح مستشفى القلب في تحقيق معدل 45 دقيقة لمتوسط المدة منذ وصول المريض إلى المستشفى وحتى إجراء عملية فتح الشريان أو ما يعرف بالبالون وهي إحدى المعايير الدولية لعلاج انسداد الشرايين وينبغي إجراؤها خلال أقل من تسعين دقيقة .
وأضاف الدكتور عرابي قائلاً: " إن مرض احتشاء عضلة القلب يعد من أكثر أمراض القلب خطورة ففي اللحظة التي يتم فيها الاشتباه بحدوث نوبة قلبية، يقوم المسعفون بإجراء تخطيط للقلب في المكان الذي يتواجد فيه المريض سواء في المنزل أو في المكتب أو أي مكان آخر، ويكون جهاز تخطيط القلب مربوطاً بشكل مباشر مع مستشفى القلب وفي حال تأكيد الحالة، يتم إبلاغ فريق مختبر القسطرة للمباشرة بإجراء القسطرة على الفور، ويتم إنجاز إجراء إنقاذ الحياة خلال 45 دقيقة منذ لحظة وصول المريض إلى المستشفى"
موضحا أنه يتم خلال إجراء قسطرة في القلب توسعة الأوعية الدموية المغلقة نتيجة التراكمات على جدران الشرايين، وبعد إجراء العملية يطلب من المريض البقاء في المستشفى لمدة ثلاثة أيام وقد تصل إلى خمسة أيام وبعد ذلك يغادر إلى المنزل.