الدوحة- 29 ديسمبر 2021: عقد قسم طب وجراحة السمنة بمؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع الاتحاد الدولى للسمنة في الثالث من ديسمبر الجاري بفندق شيراتون الدوحة ورشة العمل الوطنية الأولى حول مرض السمنة تحت عنوان " التحديات واستراتيجيات الوقاية والعلاج" . حضر الورشة سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثانى - مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة بمشاركة نخبة من خبراء السمنة بمؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية والقطاع الطبي الخاص ؛ إضافة الى قيادات من وزارة الصحة العامة والاتحاد الدولي للسمنة وخبراء السمنة من المملكة المتحدة ودول الخليج العربى ولبنان.
وعقدت الورشة للتعريف بالتوصيات الإقليمية لعلاج السمنة لدى البالغين فى منطقة الخليج العربى ولبنان ، والقواعد الارشادية الوطنية لعلاج مرضى السمنة من البالغين والأطفال والتى نشرت مؤخراً على موقع وزارة الصحة العامة بدولة قطر والسبل المثلى لتطبيقها ؛ حيث تهدف هذه الإرشادات الى توحيد خطط علاج السمنة فى المرافق الصحية المختلفة بدولة قطر تأكيداً على التزام الدولة بتوفير أفضل رعاية آمنة وفعالة فى علاج هذا المرض والوقاية من الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن ، وتماشيًا مع ما نصت عليه الاستراتيجية الوطنية للصحة، كما استهدفت الورشة التعريف بالتحديات التى تواجه مقدمى الرعاية الصحية فى التعامل مع مرضى زيادة الوزن ومضاعفات السمنة.
وبدورها أشادت ممثلة الاتحاد الدولى للسمنة بأهمية هذه الورشة كما أشادت بالدور الريادى الذى تلعبه دولة قطر فى مكافحة السمنة وتوفير سبل الوقاية والعلاج لها بالمرافق الصحية المختلفة ، موضحة أن دولة قطر من أوائل الدول التى أصدرت توصيات ارشادية وطنية فى مجال علاج السمنة وكذلك فى جراحات السمنة المختلفة. وقد أبدى الاتحاد العالمى للسمنة الرغبة فى المزيد من التعاون الفعال مع المستويات القيادية والصحية المختلفة لدعم تدريب وتطوير المهتمين فى مجال الرعاية الصحية المرتبطة بالسمنة فى دولة قطر.
وقد خصصت الورشة جلسة موسعة لمناقشة السمنة لدى الأطفال والمراهقين وذلك بسبب الزيادة الملحوظة فى أعداد مرضى السمنة لدى هذه الفئة، كما أنهم أكثر عرضة للمشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية بسبب زيادة الوزن وهو ما يؤكد على أهمية الخدمة المقدمة لهذه الفئة.
كما شارك فى الورشة قيادات التغذية العلاجية بمؤسسة حمد الطبية والذين استعرضوا أهمية الغذاء الصحى المتوازن وأكدوا على أن علاج السمنة يحتاج لرعاية متكاملة ترتكز على الالتزام بنمط غذائي صحي متوازن اضافة الى تغيير النمط الحياتى وتغيير العادات السلوكية الخاطئة لتشمل الرياضة والنشاط البدنى اليومى للوصول الى الوزن المثالى.
كما تم استضافة عدد من مرضى السمنة لاستعراض رحلتهم العلاجية أو الجراحية فى انقاص الوزن وسرد رؤيتهم والتحديات التى واجهتهم خلال فترة العلاج والمتابعة. وهو الأمر الذى يمثل الاتجاه الطبى الحديث آخذاً فى الاعتبار نظرة واحتياجات المرضى عند تطوير خطة العلاج.
ومن جانبه أوضح الدكتور معتز باشا - رئيس قسم جراحة السمنة بمؤسسة حمد الطبية أن مركز طب وجراحة السمنة والأيض التابع للمؤسسة يعد من أكبر مراكز وجراحة السمنة فى العالم حيث واصل التوسع المضطرد منذ عام 2011 ليقدم خدمات طبية متكاملة على أعلى المستويات العالمية والمستندة الى الأدلة العلمية ، كما ينفرد المركز – اضافة الى الخدمات الجراحية - بتقديم العلاج الدوائى للسمنة والأمراض المصاحبة لها مثل السكرى وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول من خلال نخبة من الأطباء المتخصصين والحاصلين على أعلى مستويات التدريب والزمالات في طب وجراحة السمنة ، اضافة الى فريق التغذية العلاجية والعلاج الطبيعى والمثقفين الصحيين.
وقد بلغ عدد الزيارات العلاجية للقسم ما يزيد عن 14500 زيارة طبية سنوياً وهو ما يجعل المركز من أكبر المراكز فى العالم من حيث دقة التخصص وعدد ونوعية الخدمات المقدمة.
وقد ألقت الورشة الضوء على انفراد دولة قطر بكونها الأولى خليجياً وعربياً فى تأسيس أول برنامج تدريبى يمنح زمالة طب السمنة والذى تم اطلاقه عام 2014 تحت إشراف الدكتورة وهيبة الحاج - استشارى أول طب السمنة بمؤسسة حمد الطبية. ويضم البرنامج حالياً تسعة أطباء وهو ما يعد خطوة هامة فى توفير أطباء متخصصين فى هذا التخصص.
ومن جانبه فقد استعرض الدكتور محمد الشريف - استشارى الغدد الصماء وطب السمنة بمؤسسة حمد الطبية، الدور الريادى والمهم الذى يقوم به فريق طب وجراحة السمنة والأيض بمؤسسة حمد الطبية فى تدريب الكوادر الطبية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية من خلال محاضرات دورية معتمدة للمساهمة فى تكامل الرعاية الصحية المقدمة لمرضى السمنة بين مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومؤسسة حمد الطبية .
وقد اختتمت الورشة الوطنية الأولى حول السمنة بإصدار عدد من التوصيات الاقليمية حيث أكدت على تعزيز جهود التوعية ودعم خطط الوقاية والعلاج للسمنة وتشجيع المصابين بالسمنة على طلب الرعاية الصحية ، وتوفير البدائل الدوائية المعترف بها دولياً بالاضافة الى الخيارات الجراحية لعلاج السمنة ، وزيادة برامج التدريب المعتمدة لمقدمى الرعاية الصحية لمجابهة مرض السمنة واطلاق حملات للتوعية بالمدارس ضد أخطار السمنة لدى الأطفال.