• 21/12/2021

    الدوحة، 21 ديسمبر 2021: أثمرت الجهود التعاونية بين كل من وحدة الإصابات والحوادث وإدارة طب الشيخوخة والرعاية المطوّلة التابعتين لمؤسسة حمد الطبية بتأسيس برنامج للرعاية الصحية للإصابات لدى كبار السن، ويهدف البرنامج إلى تسهيل التقييم الإستباقي لحالات مرضى الإصابات الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً وتحديد المرضى المرشحين لإجراء تقييم شامل لأعراض الشيخوخة لدى هؤلاء المرضى وتسريع عملية تقديم الرعاية الصحية التي تتناسب مع حالاتهم وفئاتهم العمرية.

    ويأتي تأسيس هذا البرنامج في ظل التوصيات والأفكار التي تقدّمت بها الدكتورة/ هنادي الحمد، قائد أولوية مبادرة الشيخوخة الصحية في قطر، ورئيس قسم طب الشيخوخة والرعاية المطوّلة، والمدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل في مؤسسة حمد الطبية، وذلك بعدما تبيّن من خلال الأدلة والبراهين العلمية أن هناك ضرورة لتوفير رعاية صحية تخصصية لكبار السن من المرضى الذين يتمّ إدخالهم للعلاج في وحدة الإصابات والحوادث والتي تستقبل اثنين أو ثلاثة من مرضى الشيخوخة أسبوعياً.

    وقالت الدكتورة/ هنادي الحمد:"مع تقدمهم في العمر لا يتمتع كبار السن بحالة صحية تماثل تلك التي يتمتع بها الأشخاص الأصغر سناً فقد أثبتت الأبحاث أن كبار السن يكونون أكثر عرضة لمختلف الأمراض والإصابات كما تظهر الأدلة والبراهين العلمية الطبية أن الإصابات التي يتعرض لها كبار السن قد تكون بالغة وأفضل السبل لمعالجتها الأخذ بعين الإعتبار تقديم الرعاية الصحية التخصصية التي تتناسب مع الفئات العمرية للمرضى وأعراض الشيخوخة التي تؤثّر في استجابة هؤلاء المرضى للعلاج".

    تشير نتائج الدراسات البحثية ذات العلاقة إلى أن 80% من مرضى الإصابات من كبار السن لديهم واحد أو مجموعة من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم ، والتهاب المفاصل، وأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي، والأمراض السرطانية، والسكري، أو إصابة سابقة بالسكتة الدماغية، وعندما يقترن ذلك بالتغيّرات الوظائفية لأعضاءالجسم لدى  كبار السن فإن قدرتهم على تحمّل الإجهاد الناجم عن تعرضهم للإصابات تقل .

    من جانبه أوضح الدكتور/ يورج باساريللي، استشاري طب العظام والإصابات لكبار السن في مؤسسة حمد الطبية:"يعاني كبار السن من المرضى من مجموعة من الأعراض والمضاعفات التي تؤثّر سلباً في قدرتهم على التعافي من الإصابات، فبعض هؤلاء المرضى يعاني من ضعف في الإبصار أو السمع، ومن فقدان للمكون العضلي في أجسامهم، ومن الضعف العام في القوّة البدنية، ونقص في الأملاح والكثافة العظمية، وضعف في القدرة على التوازن، ضعف في الحواسّ الحركية مما يتسبب في تعرّضهم للسقوط، ويضاف إلى ذلك ما يعانون منه من ضعف في القدرات الإدراكية  والذي قد يؤدي إلى الهذيان وتزايد مخاطر الأعراض الجانبية للأدوية.

    وقال الدكتور/ يورج باساريللي:"لقد قمنا بالتشاور مع زملائنا في وحدة الإصابات والحوادث حول تقييم الحالات المرضية لكبار السن من المرضى وتمّ التوافق على وضع إجراء روتيني ومنتظم لتقييم حالات المرضى الذين بلغوا أو تجاوزوا الخامسة والستين من العمر وتحديد فيما إذا كانت بحاجة إلى تقييم شامل من حيث أمراض وأعراض الشيخوخة وما يترتب عليها من صعوبات واحتياجات ليتمّ في ضوء ذلك وضع الخطط العلاجية التي تتناسب مع الظروف الجسدية والنفسية للمريض."

    وأضاف الدكتور/ باساريللي:" تشمل الرعاية الصحية المقدّمة حالياً لكبار السن المعالجة الطبية لمرحلة ما بعد الخروج من وحدة الإصابات والحوادث ونقل المرضى إما إلى الأجنحة المخصصة لهم في المستشفيات، أو إلى مركز قطر لإعادة التأهيل، أو إلى وحدة للرعاية الصحية المطوّلة، وفي الحالات التي يتم فيها خروج المريض وتوجهه إلى منزله يتم إجراء الترتيبات اللازمة لتقديم الرعاية الصحية المنزلية للمريض للتأكد من تعافي المريض من الإصابة".

    بدوره قال الدكتور أمير إبراهيم عبدالله، استشاري طب الشيخوخة ومدير رعاية الحالات الحادة في قسم طب الشيخوخة والرعاية الصحية المطوّلة بمؤسسة حمد الطبية، وأحد الداعمين الرئيسيين للبرنامج: "تمّ البدء في تأسيس البرنامج في شهر يناير الماضي ولقي الكثير من الاستحسان من قبل جميع المهتمّين بمن فيهم كبار السن من المرضى وأفراد أسرهم ومن الزملاء من كوادر وحدة الإصابات والحوادث الذين رحّبوا بالدعم الطبي التخصصي الذي قدمته إدارتنا".
     
    تجدر الإشارة إلى أن من المسببات الأكثر شيوعاً لتعرّض كبار السن للإصابات السقوط أثناء الوقوف أو من الكراسي المتحركة أو من الأسرّة التي يستخدمونها بحكم الظروف والمعوقات الجسدية والناجمة عن التغيّرات الفسيولوجية لديهم داخل وخارج بيئاتهم المنزلية مثل الشعور بالدوار، والضعف العام، كما أن الحوادث االمرورية تعدّ من مسببات تعرّض كبار السن للإصابة والدخول إلى وحدة العناية المركزة للإصابات والحوادث.

    وقد عبّر الدكتور/ جوستاف ستراندفيك، استشاري أول والمدير المشارك في وحدة العناية المركزة للإصابات والحوادث بمستشفى حمد العام، عن تقديره للتعاون المشترك مع فريق طب الشيخوخة والذي تمخّض عنه هذا البرنامج الذي يعود بالنفع على كبار السن من المرضى ويصب في مصلحتهم، وقال:" يعاني المرضى الذين تتمّ إحالتهم إلى وحدة العناية المركزة للإصابات والحوادث عادة من إصابات بالغة وأمراض حادة، ويقوم الفريق الطبي المتخصص في الوحدة بتقديم رعاية صحية عالية الجودة لهؤلاء المرضى، إلا أن منهجية معالجة المرضى البالغين قد لا تتناسب بالضرورة مع حالات كبار السن من المرضى الذين يعانون من أعراض الشيخوخة، لذا فقد أخذنا بتوصيات الدكتورة/ هنادي الحمد بشأن التعاون من أجل وضع برنامج مخصص لتقديم مستوى أفضل من الرعاية الصحية يضمن تحقيق نتائج علاجية أكثر إيجابية لهذه الفئة من المرضى".

    وأضاف الدكتور/ جوستاف ستراندفيك قائلاً:"لقد عملنا ونعمل عن كثب مع فريق إصابات كبار السن طيلة العام المنصرم للتأكد من تطبيق هذا البرنامج وفقاً لأفضل الممارسات المتبعة في الجمعية الأمريكية للجراحين، كما قام الدكتور/ يورج باساريللي بتقديم المزيد من التدريب لأطبائنا في مجال الرعاية التخصصية لكبار السن من المرضى الذين تعرّضوا للإصابات، ونقوم حالياً بصياغة ووضع المبادئ التوجيهية لمعالجة الإصابات لدى كبار السن من مرضى مؤسسة حمد الطبية".