الدوحة، 26 سبتمبر 2020: أكد أطباء ومتخصصون في رعاية مرضى الخرف أنه لا يزال بإمكان بعض مصابي الزهايمر من الدرجة الخفيفة قيادة السيارات بأمان، في حين لا يتمكن المصابين بالمرض بدرجة متوسطة إلى متقدمة من قيادة السيارات في أغلب الأحوال.
وفي هذا الإطار قال الشيخ الدكتور/ محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة: "في النهاية يفقد المصابون بالخرف القدرة على القيادة بأمان، لكن تتفاوت الفترة الزمنية التي يحدث فيها ذلك من شخص إلى آخر، إلا أن غالبية المصابين بالزهايمر يتوقفون عن القيادة بعد ثلاث سنوات من ظهور الأعراض الأولى للمرض. قد يجد العديد من المصابين بالزهايمر من الذين أمضوا معظم فترة حياتهم في القيادة صعوبة في تقبل حقيقة أنه لم يعد بإمكانهم قيادة السيارة، حيث يرتبط لديهم هذا الأمر بشعورهم بالتقدم في السن والإصابة بالعجز وفقدان الاستقلالية".
ويضيف قائلاً: "مع تقدم أعراض الزهايمر، قد يصاب المرضى بالأعراض السلوكية أو النفسية التي تصاحب المرض ما يؤدي إلى عدم القدرة على قيادة السيارة بأمان حيث قد تتسبب القيادة في تعريضهم وتعريض الآخرين للخطر. غالباً ما يكون المصابون بالخرف غير قادرين على تقييم مهارات القيادة المتراجعة لديهم أو حجم الخطر الذي يترتب عليهم وعلى الآخرين أثناء جلوسهم خلف المقود. قد يكون من الصعب جداً الحديث عن تضييق نطاق القيادة مع أحد المسنين من الأصدقاء أو الأقارب ولكن من المهم التطرق إلى هذا الأمر بصورة مبكرة عند تشخيص المرض."
مع تقدم المرض، يصاب المريض بتراجع في الذاكرة وردود الأفعال والقدرة على اتخاذ القرار،و يكمن التحدي في إيقاف الشخص عن القيادة بعد تقييمه بعدم لياقته للقيادة بصورة آمنة فقد لا يرغب العديد من الأشخاص في التوقف عن القيادة لشعورهم بتقييد استقلاليتهم أو لعدم إدراكهم بوجود مشكلة تمنعهم من القدرة على القيادة. هناك العديد من الطرق للحديث عن هذا الموضوع الحساس، إلا أنه يتطلب من أفراد الأسرة أو القائمين على رعاية مريض الزهايمر الشروع في الحديث عن هذا الموضوع مع مريضهم، ويفضل أن يشارك في هذا النقاش طبيب الأسرة أو طبيب أمراض الشيخوخة لتوضيح أسباب التوقف عن القيادة، كذلك تسهم مشاركة المريض في هذا الحوار في صنع القرار وإيجاد البديل المناسب عن قيادة السيارة.
من جانب آخر قال الدكتور/ ماني شندران، اخصائي في أمراض الصحة النفسية للشيخوخة بمؤسسة حمد الطبية: "ندعو الأشخاص الذين يشعرون بأي أعراض مرتبطة بهذا المرض لزيارة عيادة الذاكرة المتواجدة في مراكز الرعاية الصحية الأولية أو بمستشفى الرميلة للحصول على تقييم مختص بسيط. يمكنهم أيضاً الاتصال على خط المساعدة الخاص بتقديم خدمات ضعف الذاكرة والزهايمر (راحة) الذي يقدم الرعاية بسرية تامة لمرضى الزهايمر والأمراض الآخرى المرتبطة بالخرف ويقدم الدعم لأسرهم. لقد تم تفعيل خدمة خط المساعدة ضمن الخدمات الجديدة التي قدمت للمرضى المسنين خلال فترة وباء (كوفيد-19) تتاح الخدمة بالاتصال على الرقم 40262222 من الساعة 8 صباحاً حتى 3 بعد الظهر من الأحد إلى الخميس."
يطلق مصطلح "مرض الخرف" على مجموعة من الأعراض التي تحدث عندما يصاب الدماغ بالتلف نتيجة الإصابة بالأمراض مثل الزهايمر أو أمراض الأوعية الدموية التي قد تتسبب بحدوث الجلطات. تتسبب الأمراض في حدوث تراجع في القدرات الذهنية للشخص أو ما يسمى بالوظائف الإدراكية التي تؤثر على القدرة على التذكر، والتركيز، والمنطق والتفكير السليم.
ومن جانبها قالت الدكتورة/ فاطمة الكواري، مدير برنامج الطب الفيزيائي والتأهيل ومساعد رئيس قسم الطب الفيزيائي والتأهيل بمركز قطر لإعادة التأهيل والناشطة في مجال تعزيز مستوى الوعي بمرض الزهايمر: " يساعد التعرف على مرض الزهايمر وفهم أعراضه وكيفية التعامل معه المرضى وأسرهم على التعايش بشكل أفضل مع المرض والحدّ من الآثار السلبية المرتبطة به. إن الاحتفال بالشهر العالمي للزهايمر والذي اختير له هذا العام شعار "لنتحدث عن الخرف" يمثل فرصة هامة لتعزيز الحوار في هذا الموضوع وزيادة الوعي حول الزهايمر والخرف وبالتالي التخفيف من الوصمة المرتبطة بهما".
وأضافت:"نهدف إلى تشجيع الجمهور على تبني نمط حياة صحية في الصغر للحد من التأثير السلبي للتقدم في السن. هناك الكثير الأشياء التي يمكن للفرد القيام بها في وقت مبكر مثل، الحفاظ على مستوى النشاط الجسدي وتناول الغذاء الصحي والاعتناء بالصحة الجسدية والنفسية وكل ذلك يسهم في الحفاظ على وزن مناسب وجسد صحي سليم مع تقدم السن."