• 31/10/2018
    افتتحت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة، رسمياً اليوم وحدة الجلطات الدماغية التي تعتبر أحد أقسام معهد العلوم العصبية في مستشفى حمد العام التابع لمؤسسة حمد الطبية.

    وتجمع الوحدة الجديدة بين خدمات الرعاية الصحية العاجلة لمرضى الجلطات الدماغية وخدمات الوقاية من الجلطات الدماغية الثانوية أو اللاحقة والحدّ من فرص تكرارها وذلك من خلال التشخيص المبكّر وإجراءات التقييم والعلاج السريع لهذه الجلطات.

    وقالت سعادة الدكتورة الكواري:" يعتبر إطلاق هذه الخدمات خطوة جديدة على طريق تطوير خدمات العناية بمرضى الجلطات الدماغية، وقد قطعنا شوطاً طويلاً في تطوير وتحسين خدمات الرعاية الصحية المقدّمة لمرضى الجلطات الدماغية خلال السنوات القليلة الماضية وتوسيع نطاق هذه الخدمات بحيث أصبح بمقدورنا الآن تشخيص حالات الجلطات الدماغية في وقت قياسي ومعالجة المرضى بأساليب أكثر فعالية على أيدي فرق طبية متخصصة وعالية التدريب وبالتالي مساعدة المرضى على التعافي في وقت قصير، وستبني كلّ من خدمات الرعاية الصحية العاجلة لمرضى الجلطات الدماغية وخدمات الوقاية من الجلطات الدماغية الثانوية على ما تم إحرازه من تقدّم في هذا الميدان بحيث نتمكّن من تشخيص وعلاج الجلطات الدماغية في الوقت المناسب بل وقاية المرضى وحمايتهم من التعرّض لهذه الجلطات في المقام الأول".

    ونظراً لانتشار العديد من عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بالجلطات الدماغية في قطر والتي من بينها مرض السكّري، والسمنة، وارتفاع الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم، والأنماط الحياتية التي تفتقر إلى النشاط البدني، فإن معدلات الإصابة بالجلطة الدماغية في قطر تعتبر مرتفعة حيث تستقبل مؤسسة حمد الطبية نحو 1600 من مرضى الجلطات الدماغية كل عام، وهو ما يزيد من أهمية هذه الخدمات الجديدة. 

    من جانبه قال الدكتور ديرك ديلو، رئيس قسم طب الأعصاب بمؤسسة حمد الطبية: "بفضل خدمات الرعاية العاجلة لحالات الجلطة الدماغية التي تمّ إطلاقها حديثاً والتعاون الوثيق بينها وبين فرق التصوير الطبي العصبي وإدارة الطوارئ بمستشفى حمد العام يتم نقل المرضى الذين يعانون من نوبة نقص التروية العابرة (الجلطات الدماغية الخفيفة) على وجه السرعة من إدارة الطوارئ الى هذه الوحدة ليقوم استشاريو الوحدة والكوادر التمريضية الإكلينيكية باجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتحقق من إصابة المريض بالجلطة الدماغية الخفيفة".

    يُعد عامل الوقت بالغ الأهمية عند علاج الجلطات الدماغية، حيث تكون فرص الإصابة بتلف دماغي دائم أو الوفاة أقل بكثير لدى مريض الجلطة الدماغية عند حصوله على العلاج في غضون ساعات قليلة من الإصابة بالجلطة مقارنة بالمريض الذي يتأخر حصوله على العلاج لفترة طويلة.   

    بدوره قال الدكتور نافيد أخطر، مساعد مدير خدمات علاج الجلطة الدماغية بمؤسسة حمد الطبية: " بالإضافة الى خدمات التقييم الطبي عالية الجودة لحالات الجلطات الدماغية التي تقدمها الوحدة الجديدة فإن من شأن هذه الوحدة التقليل من عدد مرضى الجلطات الدماغية الذين يتم إدخالهم الى مستشفى حمد العام، وتخفيف ضغط العمل في إدارة الطوارئ ووحدة الرعاية الحرجة، مما يتيح لفرق الطوارئ الطبية معاينة وتشخيص المزيد من مرضى الحالات الطارئة وتسريع عملية تشخيص ومعالجة هؤلاء المرضى".

    وأضاف الدكتور نافيد أخطر:" تقوم فرقنا أثناء تواجد المريض في العيادة للحصول على الاستشارة الطبية بمناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بالوقاية من الجلطة الدماغية، كنتائج الفحوصات التشخيصية للمريض، وأهمية اتباع نمط حياة صحي، والعادات الصحية التي يتوجب الالتزام بها، بالإضافة إلى تعريف المريض بأبرز عوامل الخطورة المسببة للجلطات الدماغية"

    وأوضح البروفيسور أشفاق شعيب، مدير معهد العلوم العصبية بمؤسسة حمد الطبية، أنه منذ افتتاحها في شهر إبريل من العام الجاري استقبلت عيادة الوقاية من الجلطات الدماغية بمستشفى حمد العام ما يزيدعلى 1,100 من مرضى الجلطة الدماغية،  وقال:" أن الهدف من هذه العيادة الجديدة هو مساعدة المرضى الذين سبقت لهم الإصابة بالجلطة الدماغية أو نوبة نقص التروية العابرة (الجلطات الدماغية الخفيفة) على الحدّ من فرص تكرار الإصابة بالجلطة الدماغية، بالإضافة إلى مساعدة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالجلطة الدماغية على الوقاية من الإصابة بهذه الحالة المرضية".

    وأضاف البروفيسور شعيب بقوله: تشير نتائج أحدث الأبحاث والدراسات إلى أن فرص تكرار الإصابة بالجلطة الدماغية خلال الثلاثين يوماً الأولى بعد الإصابة بالجلطة الدماغية تتراوح بين خمسة وعشرة بالمائة، كما ترتفع هذه النسبة إلى نحو 40% خلال السنوات الخمس التالية للإصابة بالجلطة الدماغية، ولهذا السبب فإننا نحرص على توفير الدعم والتثقيف الصحي المناسب لمرضى الجلطة الدماغية لمساعدتهم على تجنّب تكرار الإصابة بالجلطة الدماغية"  .  

    يتم حجز موعد في عيادة الوقاية من الجلطة الدماغية لكل مريض من مرضى الجلطة الدماغية في غضون الأسابيع الستة الأولى التي تلي خروجهم من مستشفيات مؤسسة حمد الطبية. وتقدم عيادة الوقاية من الجلطات الدماغية خدماتها من خلال ثمان عيادات أسبوعياً، حيث يحصل المرضى على الدعم من قِبل استشاريين متخصصين في الجلطة الدماغية وكوادر تمريض إكلينيكي متخصصة  واختصاصيي التثقيف الصحي وكوادر الصيدلة.

    بدوره تحدّث الدكتور أحمد عون - رئيس وحدة التصوير الطبي العصبي بمؤسسة حمد الطبية – عن أهمية جناح تصوير أوعية الجهاز العصبي في مستشفى حمد العام قائلاً : "تمثل التقنيات التشخيصية والعلاجية المتوفرة بجناح تصوير أوعية الجهاز العصبي –والتي تتضمن التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالأشعة المقطعية وتصوير الأوعية الدموية بالدماغ- عناصر أساسية في عملية تشخيص وعلاج الجلطات الدماغية، حيث تساعدنا هذه التقنيات على توفير علاجات متقدمة وبالغة الدقة لمرضى الجلطات الدماغية الحادة. وتتميز الفحوصات التصويرية للأوعية الدموية بالدماغ بأنها تتيح لنا الرؤية داخل الأوعية الدموية لأعضاء الجسم، وخاصة الشرايين والأوردة، حيث يتم التقاط عدة صور بشكل متزامن بتكنولوجيا تصوير متطورة ثم يتم عرض صور ثلاثية الأبعاد ومفصلة للغاية للأوعية الدموية المؤدية إلى الدماغ والأوعية العميقة داخل المخ."
     
    تساعد العيادة الجديدة للوقاية من الجلطة الدماغية كوادر الرعاية الصحية على تعريف كل مريض بصورة أفضل بحالته الصحية وعوامل الخطورة التي تزيد من فرص إصابته بالجلطة الدماغية وتقديم نصائح عملية للمريض لمساعدته على الحدّ من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية. وتؤكد هذه العيادة على التزام مؤسسة حمد الطبية بتعزيز جهود التوعية والتثقيف الصحي في دولة قطر، حيث انضمت هذه العيادة إلى عدة خدمات أخرى تم تدشينها العام الماضي تدعيماً لهذا الهدف من بينها مركز مكافحة التدخين والمركز الوطني لعلاج السمنة.