على هامش سلسلة الأنشطة التي نُظمت احتفالاً بالأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية من فترة 12 إلى 19 نوفمبر 2018، حذرت مؤسسة حمد الطبية الجمهور من سوء استخدام المضادات الحيوية، ولاسيما الافراط في استخدامها، وما يترتب عن ذلك من صعوبة في علاج عدد متنامٍ من عدوى الالتهابات.
وفي هذا السياق، أشارت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة، التي ترأست جلسة نقاشية عن مقاومة المضادات الحيوية خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) الذي أقيم هذا الأسبوع في الدوحة قائلة: "إن مقاومة المضادات الحيوية هي من أكبر المخاطر التي تحدق اليوم بالصحة على مستوى العالم بحسب منظمة الصحة العالمية. ونحن بحاجة إلى تغيير نظرتنا إلى المضادات الحيوية وكيفية استخدامنا لها".
وأضافت سعادة الدكتورة الكواري قائلة :" نضع هذه الحاجة إلى الحد من مقاومة المضادات الحيوية ضمن أولوية "تعزيز الحماية الصحية" التي تنص عليها الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022. فمقاومة المضادات الحيوية لا تسيء إلى فعالية الوسائل الوقائية والعلاجية لعدوى الالتهابات فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى تمديد فترة الإقامة في المستشفى وارتفاع التكاليف الطبية وزيادة معدل الوفيات".
من جانبه، أوضح الدكتور عبد اللطيف الخال، نائب رئيس الشؤون الطبية ورئيس قسم الأمراض المعدية في مؤسسة حمد الطبية، أن المضادات الحيوية هي عبارة عن أدوية تستخدم لعلاج عدوى الالتهابات أو الوقاية منها، محذراً من سوء استخدامها.
واستطرد الدكتور الخال قائلاً:" تعد المضادات الحيوية جزءاً أساسياً من الخطة العلاجية للعديد من المرضى وذلك لفعاليتها في الحد من نمو البكتيريا التي تتسبّب في ظهور حالات مرضية في الجسم. ولكن عند استخدامها بشكل خاطئ، تتضاءل فعاليتها. فسوء استخدام المضادات الحيوية ولاسيما الافراط في استخدامها يزيد من صعوبة علاج العديد من الالتهابات بما في ذلك الإلتهاب الرئوي، والسل وعدوى السلمونيلا، نظراً لتدني فعالية المضادات الحيوية".
واستناداً إلى الدكتورة منى المسلماني، المدير الطبي لمركز الأمراض الانتقالية في مؤسسة حمد الطبية، بلغت مقاومة المضادات الحيوية خلال السنوات الأخيرة مستويات عالية الخطورة في مختلف أنحاء العالم. وأوضحت في هذا السياق قائلة :" يعاني يومياً أطباؤنا من الآثار الضارة المترتبة عن مقاومة المضادات الحيوية والتي تهدد قدرتنا على علاج الأمراض المعدية الشائعة".
إن معظم الأمراض المعدية يتسبب فيها نوعان من الجراثيم، البكتيريا أو الفيروسات. يعالج المضاد الحيوي العدوى البكتيرية فحسب، بحيث لا يقضي على العدوى الفيروسية، بحسب ما شرحه الدكتور هشام زيغلام، استشاري أول في قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية.
وأوضح الدكتور زيغلام قائلاً :" تتسبب البكتيريا بحالات مرضية كالتهاب الحلق، وبعض أنواع الالتهابات الرئوية، والتهاب الجيوب الأنفية، في حين تشمل العدوى الفيروسية نزلات البرد الشائعة، معظم أنواع السعال والإنفلونزا. ومن المهم أن يدرك الجمهور بأن استخدام المضادات الحيوية في حالات العدوى الفيروسية لن يشفيهم من العدوى، أو يساعدهم على الشعور بتحسن أو يحمي الآخرين من التقاطها".
تعمل مؤسسة حمد الطبية طيلة الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية على تثقيف الجمهور حول مقاومة المضادات الحيوية وتقديم النصائح حول كيفية استخدام المضادات الحيوية بمسؤولية، بحيث أكد الدكتور زيغلام على أن ذلك يشكل جزءاً من الجهود المتواصلة لتعزيز التوعية بالمسائل الأساسية التي تُسهم في زيادة مقاومة المضادات الحيوية وتعرّض حياة الناس للخطر.
واختتم الدكتور زيغلام حديثه قائلاً:" من المهم أن يدرك الجمهور بأن سوء استخدام المضادات الحيوية يعرض حياتهم للخطر لأنها قد لا تعود ناجعة عند إصابتهم بحالات مرضية خطيرة تستدعي استخدامهم للمضادات الحيوية".
تقدم مؤسسة حمد الطبية النصائح التالية لضمان استخدام المضادات الحيوية بمسؤولية:
- إبلاغ الطبيب في حال كنت تعاني من أي نوع من الحساسية قبل بدء العلاج بالمضادات الحيوية .
- إطلاع الطبيب في حال كانت المريضة سيدة حامل .
- تناول كامل جرعات المضاد الحيوي وفقاً لتعليمات الطبيب حتى في حال تحسنت حالتك الصحية.
- عدم تناول المضادات الحيوية الموصوفة لشخص آخر.
- عدم تناول المضادات الحيوية المتبقية من وصفة طبية سابقة.
- حفظ المضادات الحيوية بما يتوافق مع التوجيهات المرفقة بها.