صرّح الدكتور هلال الرفاعي، المدير الطبي لمركز صحة المرأة والأبحاث ومدير برنامج الكشف المبكر عن أمراض حديثي الولادة بمؤسسة حمد الطبية، أنه قد تمّ تعافي وخروج 95% من إجمالي المواليد الخدّج الذين تم إدخالهم الى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مركز صحة المرأة والأبحاث العام الماضي والبالغ عددهم 1,900 طفلاً من المركز وذلك بعد استيفائهم للشروط والمعايير الطبية للمعافاة والخروج من المستشفى، منوّهاً الى أن السبب في ارتفاع أعداد المواليد الناجين الذين تجاوزوا فترة الخداج هو توفّر الأجهزة والمعدّات الطبية المتطوّرة المخصصة للعناية بالمواليد الخدّج في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة وأساليب الرعاية الصحية المقدّمة لهؤلاء المواليد من قبل الكوادر متعددة التخصصات الطبية والتي تضمن إبقاء هؤلاء المواليد بحالة صحية وطبية مستقرة.
وقال الدكتور هلال الرفاعي:"يشكل الفريق متعدد التخصصات الطبية العمود الفقري لوحدة العناية المركزة لحديثي الولادة حيث يقوم أخصائيو العناية بحديثي الولادة وغيرهم من أخصائيي العلاج الطبيعي، والأخصائيون الإجتماعيون والنفسيون والكوادر التمريضية بمراقبة المواليد وذويهم عن كثب بصورة دائمة وتقديم الرعاية التي يحتاجونها على الصعيدين الطبي والنفسي، وهو ما يجعل تعافي المواليد الجدد وخروجهم من الوحدة إنجازاً يستحقّ الثناء".
وتعتبر وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة التي تشتمل على ما يزيد على 100 حاضنة ويعمل فيها ما يزيد على 500 من الكوادر الطبية والتمريضية وأخصائيي الخدمات الطبية المساندة أكبر وحدة متخصصة في رعاية الأطفال الخدّج في المنطقة، ومن بين الأطفال الذين يولدون في مركز صحة المرأة والأبحاث والبالغ عددهم 1,417 شهرياً يتمّ إدخال 11% منهم الى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة باعتبارهم مواليد خدّج يحتاجون الى العناية الطبية التي تقدّمها هذه الوحدة.
يعتبر الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع 37 من فترة الحمل أطفالاً خُدّج، وتشير الإحصائيات العالمية الى أن معدّل حالات الولادة المبكّرة على مستوى العالم يبلغ واحداً من بين كل عشرة مواليد، وأوضح الدكتور هلال الرفاعي أن هناك أنواعاً من الولادة المبكّرة تختلف عن بعضها البعض باختلاف مدّة الحمل: الطفل الخديج المولود في فترة مبكرة للغاية (تقلّ عن 27 اسبوع من فترة الحمل) ، والطفل الخديج المولود في فترة مبكرة جداً (تقلّ عن 27 – 32 اسبوع من فترة الحمل)، والطفل الخديج المولود في فترة مبكرة (تقلّ عن 32 –37 اسبوع من فترة الحمل).
ويُرجع الدكتور هلال الرفاعي السبب في الولادة المبكرة الى عدد من العوامل المؤثرة ومنها إصابة الحامل بأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، والإجهاد، والتعرّض للعدوى بمختلف الأمراض، والحمل بالتوائم عن طريق الإخصاب الصناعي، والتدخين ووجود تشوهات أو إضطرابات في الرحم أو المشيمة.
ويقول الدكتور هلال الرفاعي:"من العوامل الأخرى المسببة للولادة المبكّرة تعرّض الحامل للعدوى خاصّة تلك التي تؤثّر على السائل الأمينوسي المحيط بالجنين، أو إصابة الحامل بالسمنة أو الإنخفاض المفرط في الوزن، أو حدوث الحمل في فترة تقل عن ستة أشهر بين الحمل والآخر، والإجهاض المتكرر، وتعرض الحامل للإصابات".
وأشار الدكتور هلال الرفاعي الى أن الأطفال الذين يولدون مبكّراً يكونون أكثر عرضة للأمراض والمشاكل الصحية من الأطفال الذين يولدون في أوانهم، وقد يواجه الأطفال الذين يولدون مبكّراً مشاكل صحية طويلة الأمد تؤثّر على الدماغ والرئتين والسمع والبصر، فضلاً عن أن للولادة المبكّرة تداعيات نفسية على الوالدين، ويقوم موظفو وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بمساعدة الوالدين في فهم احتماليات إصابة الأطفال الخدّج بالإعاقة مستقبلاً وتقديم الإرشادات لهم حول المبادرة الى علاج الإعاقات الجسدية أو العقلية التي تم اكتشافها.
وقال الدكتور هلال الرفاعي:" يكون الأطفال الخدّج أكثر عرضة للمشاكل الصحية بسبب عدم كفاية الجهاز التنفسّي والصعوبة في تغذية الطفل الخديج وعدم قدرة جسم الطفل على تنظيم درجات الحرارة، ونحن في مؤسسة حمد الطبية نحرص أشدّ الحرص على تقديم أفضل رعاية صحية ممكنة للأطفال الخدّج ليتمكّنوا من النمو بشكل طبيعي ولحمايتهم من أية إعاقات مستقبلية، ونقوم بإحالة الأطفال الذين يعانون من مشاكل ومضاعفات صحية الى الجهات الطبية ذات الإختصاص لاستكمال علاج هؤلاء الأطفال".
ترعى منظمة الصحة العالمية الإحتفال باليوم العالمي للولادة المبكّرة في السابع عشر من نوفمبر من كل عام وترى في ذلك فرصة للتوعية بالولادة المبكّرة وما يترتّب عليها من مشاكل وأعباء صحية ونفسية يواجهها المواليد الخدّج وذويهم بما في ذلك الوفيات والإعاقات الناجمة عنها.