اختتمت مؤسسة حمد الطبية فعاليات مؤتمر قطر الثاني لتصوير القلب الذي عقد يومي الثالث والعشرين والرابع والعشرين من فبراير الجاري، تحت شعار "تحديد الرؤية المستقبلية لتصوير القلب" وذلك في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها مؤسسة حمد الطبية لتوفير أفضل مستويات الرعاية لمرضى القلب في دولة قطر، ورفع مستوى التوعية وإزكاء الاهتمام بتقنيات تصوير القلب وتسليط الضوء على ما تؤديه من دور حيوي في تشخيص أمراض القلب وعلاجها.
ومن جهتها، نوّهت الدكتورة مريم الكواري، استشاري أول أشعة القلب ورئيس أطباء الأشعة بمستشفى القلب بأهمية هذا المؤتمر قائلةً: "وفر هذا المؤتمر المنبر المثالي لأخصائيي الرعاية الصحية لتبادل الخبرات وإقامة الصلات المهنية مع متحدثين معروفين على المستوى الدولي ينتمون إلى أرقى المؤسسات الصحية من مختلف أنحاء العالم. حيث ركز المؤتمر بصورة أساسية على أهمية النهج المتعدد الاختصاصات الذي تعتمده مسارات رعاية مرضى القلب في مختلف الاختصاصات الفرعية مثل :التصوير السريري، أمراض القلب، تصوير القلب النووي، وتخطيط القلب بالموجات ما فوق صوتية." واختتمت الدكتورة الكواري بقولها: "بحث المؤتمر أيضاً، أحدث تقنيات تصوير القلب المعتمدة في تشخيص أمراض القلب وعلاجها، كما سلط الضوء على آخر البحوث والمستجدات في تصوير القلب وما يرتبط به من مجالات واختصاصات. "
وتعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية من المسببات الرئيسية لحالات الوفاة في قطر والسبب الأول للوفيات في العالم. وفيما تتشابه الكثير من الأعراض التي قد يعاني منها الرجال والنساء لدى إصابتهم بنوبة قلبية، فقد تختلف تجربة المرأة عن تجربة الرجل اختلافاً واسعاً، كما يتم تشخيص النوبة القلبية على نحو خاطئ لدى النساء أكثر من الرجال. فبالإضافة إلى أعراض مثل الشعور بضيق في الصدر وآلام في الفكّ والظهر، فقد تعاني النساء من القلق والأرق والضغط النفسي والتعب وأوجاع في الجسم. كما قد يصفن الشعور الذي ينتابهن لدى إصابتهن بنوبة قلبية بالثقل أو الضغط الشديد مقارنة بالرجال الذين غالباً ما يشتكون من آلام في الصدر.
وتعزى هذه الاختلافات بحسب الدراسات إلى عدد من العوامل وفي مقدمتها السن حيث أن النساء الشابات قد لا يدركن بأنهن يعانين من مرض في القلب، بالإضافة إلى عوامل نفسية تشير إلى أن النساء لا يطلبن عموماً المساعدة بسرعة على غرار الرجال.
وصرح الدكتور/ نضال أحمد أسعد_ رئيس قسم القلب بمستشفى القلب_ في تعليقه على اختلاف علامات وأعراض أمراض القلب التي تظهر على الرجال والنساء: "تتسبب أمراض القلب كل عام بوفاة النساء أكثر من الرجال. كما أن احتمال وفاة النساء إثر إصابتهن بنوبة قلبية هو أكثر ارتفاعاً ويعود السبب في ذلك إلى تأثيرات الحمل وانقطاع الحيض والتغيرات الهرمونية على قلب المرأة. بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن نسبة عالية من النساء الشابات اللواتي أصبن بنوبة قلبية حادة في سن مبكرة كانت تعاني من اضطرابات صحية أثناء فترة الحمل مثل سكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم."
وأضاف الدكتور أسعد قائلاً: "لا شك أن النساء المصابات أو المشتبه بإصابتهن بمرض في القلب يحتجن إلى أفضل رعاية طبية، إلا أن حالتهن تتطلب أيضاً نهج رعاية شمولي يوفر لهن الدعم النفسي والاجتماعي والتثقيف الصحي لإحداث التغييرات اللازمة التي تسهم في تعزيز صحة قلبهن. "
واختتم الدكتور أسعد بقوله: "ما يبشر خيراً، هو أن التوعية المتزايدة من شأنها أن تساعد في الحد من تأثير عوامل الخطر الرئيسية ومكافحة أمراض القلب. فالتشجيع على إدخال تغييرات بسيطة على نمط حياتنا اليومي مثل تناول وجبات ومشروبات أكثر صحية وممارسة المزيد من التمارين الرياضية والإقلاع عن التدخين من شأنها المساعدة على الوقاية من أمراض القلب". "
وتشمل عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال إصابة الرجال والنساء على حد سواء بأمراض القلب ارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم، التدخين، السمنة، والخمول الجسدي. أما عوامل الخطورة التي تنفرد بها النساء فهي تتضمن سكري الحمل والولادة المبكرة وارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل وعلاجات سرطان الثدي. كما تزيد أمراض الجهاز المناعي من احتمال إصابة الشخص بأمراض القلب.
لمعرفة المزيد حول صحة القلب، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني على الرابط www.hamad.qa/HeartHealth