• 25/02/2018

    ​تعدّ حوادث الاصطدام على الطرق من الحوادث الروتينية التي تقع في كافة أنحاء العالم وتودي بحياة الآلاف من الأشخاص الذين يلقون حتفهم يومياً على الطرق؛ ويعتبر الأطفال والشباب من الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابات. حيث تشير الإحصاءات إلى أن واحداً من أصل 11 من مرضى الإصابات الذين يقصدون مركز الإصابات والحوادث في مؤسسة حمد الطبية يكون طفلاً تعرض لإصابة ناجمة عن حادث مروري. في حين أن طفلاً واحداً فحسب من كل 7 لقوا حتفهم نتيجة إصابات حوادث المرور في دولة قطر، خضع للعلاج في إحدى المستشفيات، لأن الآخرين بمعظمهم تعرضوا لإصابات بليغة أدت إلى وفاتهم فوراً في مكان الحادث.

    وفي ظل الجهود الرامية إلى غرس العادات المرورية السليمة في نفوس طلاب المدارس، نظّم برنامج حمد للوقاية من الإصابات، المعني بتوفير التوعية المجتمعية والتابع لمركز الإصابات والحوادث بحمد الطبية، مجموعة من الفعاليات الرامية إلى نشر التوعية بالسلامة المرورية في مدارس قطر.

    وفي هذا السياق، صرح الدكتور حسن آل ثاني، رئيس مركز الإصابات والحوادث في حمد الطبية قائلاً :" ندرك جميعنا أن الوقاية هي خير من قنطار علاج  وتحمينا من الاصابات البليغة أو المميتة. فنحن في مركز حمد للإصابات والحوادث نسعى من خلال برنامج حمد للوقاية من الإصابات إلى الحد بشكل جذري ومستدام من عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور، خاصة بين الأطفال في دولة قطر. ومن هذا المنطلق، نهدف أولاً إلى التشديد على أهمية تبني الجمهور للممارسات الآمنة على الطرق، وذلك من خلال التركيز على طلاب المدارس الذين يمكنهم أن يكونوا من دعاة السلامة المرورية بين أفراد عائلاتهم وفي المجتمع".

    وفي حين أنه من المهم تأمين بنية أساسية عالمية المستوى لتوفير رعاية عالية الجودة لإصابات الحوادث، أكد الدكتور آل ثاني الذي يرأس أيضاً قسم جراحة الأوعية أن التشديد على الوقاية ونشر التوعية بين الجمهور بالالتزام بتدابير السلامة لا يقلان أهمية عن ذلك.

    وأوضح الدكتور حسن آل ثاني قائلاً :" تعتبر الوقاية من العوامل الرئيسية للحد من عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن حوادث المرور والتي تعد من أهم مسببات الوفاة في دولة قطر. وحرصاً منا على إيصال هذه الرسالة بفعالية، بدأنا حملتنا التوعوية في المدارس التي تعد حجر الزاوية لبناء المجتمع. ومن خلال استثمارنا الحالي في الأطفال، سنتمكن من حصد ما زرعناه في وقت لاحق لأنهم سيحملون رسالة السلامة المرورية مع بلوغهم سن الرشد، إلى المستقبل".

    وفي معرض وصفها لهذه المبادرة، صرحت الدكتورة عائشة فتحي عبيد، مساعد مدير برنامج الوقاية من الإصابات في مركز الإصابات والحوادث بأن المئات من طلاب المدارس قد تلقوا في إطار البرنامج المدرسي الذي بدأ العمل به في العام 2014، معلومات عملية حول السلامة المرورية على الطرق، سواء كانوا من المشاة، أو ركاب حافلات المدارس أو السيارات. وأضافت الدكتورة عائشة قائلة: "تتمثل الخطوة الأولى في عدم السماح للأطفال الصغار بالجلوس في المقاعد الأمامية أو في حضن أحد الوالدين ووضعهم بدلاً من ذلك في مقاعد السلامة المخصصة لهم. أما الرسالة الرئيسية الثانية فهي ضرورة وجود شخص بالغ للإشراف على الأطفال ما دون العاشرة من العمر خلال سيرهم على الطرقات أو تواجدهم على مقربة منها".

    هذا وأوضحت الدكتورة عبيد أن الطلاب يشاركون مع منسقي السلامة المرورية بمدارسهم، في دورات تفاعلية وبرامج مصممة خصيصاً بما يتوافق مع سنهم، قائلة: "حرصنا على إعداد مواد تربوية تراعي الجوانب الثقافية بهدف تعليم الطلاب وتشجيعهم على التعلّم من خلال لعب الادوار وتبادل القصص الشخصية وقصص المرضى".

    ومن جهته، صرّح الدكتور رفائيل كونسونجي، مدير برنامج حمد للوقاية من الاصابات قائلاً:" نقوم من خلال هذا البرنامج بزيارة المدارس لتوعية الطلاب وإقناعهم بأهمية الالتزام بالسلوكيات المرورية، داعين إياهم إلى نشر هذه المعلومات بين ذويهم، وأخوتهم وأصدقائهم. فأنظمة تثبيت الأطفال بما فيها مقاعد السيارات وأحزمة الأمان، قد صُممت لحماية الراكب من الانقذاف من السيارة أو الارتطام بالركاب الآخرين أو بهيكل السيارة الداخلي. وأظهرت الدراسات التي أجراها فريق البحوث في مركز الاصابات والحوادث أن عدم استخدام مقاعد حماية الأطفال وأنظمة وضع حزام الأمان في دولة قطر، يزيد من احتمال الموت أو الإصابة بصدمة دماغية خطيرة بنسبة 400% (أو بمعدل أربعة أضعاف). وتبين لسوء الحظ، بأن  أقل من 2% من الأطفال الذين تعرضوا لإصابات خطيرة نتيجة حوادث المرور كانوا يستخدمون مقاعد سلامة الأطفال بشكل صحيح؛ ولو حرصنا على استخدام مقاعد السلامة وأحزمة الأمان لكل طفل على النحو الملائم في السيارة وفي كل رحلة نقوم بها على الطرق، لتمكّنا من إنقاذ حياة ما يزيد عن 40 طفلاً والوقاية من أكثر من 100 إصابة بليغة ناجمة عن الحوادث المرورية سنوياً. غير أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا في حال توفير التثقيف للعائلات والمجتمعات، وقد قامت الجهات المختصة بسنّ قوانين جديدة تلزم كافة الركاب باستخدام أنظمة أحزمة الأمان وحرصت على تطبيقها بدقة".