• 25/04/2018

    مع اقتراب موسم الإجازات الصيفية وفي إطار الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للملاريا الذي يوافق الخامس والعشرين من إبريل من كل عام، دعت مؤسسة حمد الطبية المواطنين والمقيمين الراغبين في السفر إلى الدول التي يتوطن بها مرض الملاريا إلى اتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة للحماية من الإصابة بهذا المرض. 
       
    الملاريا مرض مداري (من الأمراض السائدة في المناطق المدارية) ينتشر عن طريق البعوض، ويعد مرض الملاريا أحد الأمراض الخطيرة حيث قد تؤدي الإصابة به إلى الوفاة في حال تُرك دون علاج. وفي هذا الصدد يوضح الدكتور حسام الصعوب – استشاري أول بوحدة الأمراض المعدية في مؤسسة حمد الطبية– أنه وعلى الرغم من وجود عدة لقاحات مضادة للملاريا قيد التطوير حالياً، إلا أنها لا تزال غير متاحة للاستخدام. ولذلك فإن الوقاية من الملاريا تظل هي أفضل وسيلة للحماية من هذا المرض، وتعتمد الوقاية من الملاريا على منهجيتين وهما؛ الوقاية الكيميائية باستخدام الأدوية للوقاية من المرض، والوقاية من لسعات البعوض المسؤولة عن انتقال الملاريا. 

    وأضاف الدكتور الصعوب قائلاً: "دولة قطر خالية من الملاريا المكتسبة محلياً، فجميع الحالات التي نعالجها في قطر هي حالات لمرضى التقطوا العدوى بالملاريا أثناء سفرهم خارج البلاد، ولذلك فإننا ننصح دائماً جميع الأشخاص الراغبين في السفر إلى الدول المعروف انتشار الملاريا بها بتطبيق الإجراءات الوقائية، ومن بينها تجنب التعرض للسعات البعوض عن طريق استخدام الكريمات الطاردة للبعوض وشبكات الحماية من البعوض (وخاصةً تلك المعالجة بالمبيدات الحشرية)، كما ننصح المسافرين بالحرص على ارتداء السراويل الطويلة والملابس ذات الأكمام الطويلة لتغطية أكبر مساحة ممكنة من الجسم وحماية الجلد من التعرض للسعات البعوض، بالإضافة إلى تجنّب الخروج في الأماكن المفتوحة أثناء الليل، حيث يزداد عادةً التعرض للسعات البعوض في هذا الوقت،  كما يجب أيضاً استشارة أحد الكوادر الطبية المتخصصة لمعرفة مدى الحاجة لاستخدام أقراص الوقاية من الملاريا".  

    يزيد خطر الإصابة بالملاريا لدى المسافرين إلى 91 دولة حول العالم معظمها في أفريقيا وآسيا والأمريكتين، وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى حدوث نحو 216 مليون حالة إصابة بالملاريا في مختلف أنحاء العالم في عام 2016؛ حيث كانت هذه الإصابات مسؤولة عن نحو 445 ألف حالة وفاة معظمها بين الأطفال دون عمر خمس سنوات في دول جنوب الصحراء الأفريقية، كما سجلت مؤسسة حمد الطبية دخول 128 مريض مصاب بالملاريا لمرافقها للعلاج على مدار العام الماضي 2017. وأشار الدكتور الصعوب إلى أن أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بحالات مرضية خطيرة مرتبطة بالإصابة بالملاريا هم الأشخاص الذين يعانون من ضعف أو عدم وجود مناعة ضد الإصابة بالملاريا كالأطفال والنساء الحوامل والمسافرين القادمين من مناطق لا تنتشر فيها الملاريا.     

    وأردف الدكتور الصعوب بقوله: "بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون منذ فترة طويلة في دولة قطر وغيرها من الدول الخالية من الملاريا فقد يؤدي ذلك إلى خفض مناعتهم ضد الملاريا وهو ما يجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض. ولذلك فإننا ننصح الأشخاص الراغبين في السفر إلى المناطق التي ينتشر فيها مرض الملاريا باستشارة الطبيب قبل السفر أو زيارة إحدى العيادات المتخصصة التي توفر الأدوية المضادة للملاريا كعيادة السفر في مركز الأمراض الانتقالية التابع لمؤسسة حمد الطبية، حيث يعد من الضروري استشارة أحد الأطباء المتخصصين في طب السفر للتأكد من تناول النوع المناسب من الأقراص المضادة للملاريا وفق الجرعات المناسبة، ويجب استكمال الجرعة الموصوفة من الدواء وفق البرنامج المحدد من قِبل الطبيب".  

    عادة ما تظهر على المرضى المصابين بالملاريا في البداية أعراض الحمى (ارتفاع درجة الحرارة) ونوبات البرد والرعشة وأعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، وتبدأ أعراض الملاريا في الظهور بعد سبعة أيام أو أكثر من التعرض للسعة بعوضة حاملة للمرض، ولذلك فإن إصابة الشخص العائد من السفر بالحمى في غضون ثلاثة أشهر من تعرضه المحتمل للملاريا تعد حالة طبية طارئة تستوجب التدخل الفوري. وقد تظهر أعراض الملاريا بعد فترة تصل إلى سنة من تاريخ العودة من السفر إلى تلك المناطق التي ينتشر بها المرض، الأمر الذي يستدعي الحصول على الرعاية الطبية العاجلة فور ظهور الأعراض في أي وقت، علماً بأن السفر إلى دولة يتوطن فيها مرض الملاريا يجعل الشخص معرضاً لخطر الإصابة بهذا المرض حتى لو كان قد استخدم الأدوية المضادة للملاريا. وإذا اشتبه الطبيب في إصابة أحد الأشخاص فسوف يقوم بطلب إجراء فحص للدم للتأكد من وجود أو عدم وجود طفيليات الملاريا."  

    الجدير بالذكر، أن مركز الأمراض الانتقالية افتتح في العام الماضي رسمياً (عيادة السفر)؛ وهي عيادة متخصصة تقدم للمسافرين الاستشارات والتطعيمات والتوعية بالإجراءات الصحية الوقائية اللازم اتباعها عند السفر. كما تمنح العيادة شهادات التطعيم التي تعد من بين المتطلبات اللازمة للسفر لبعض الدول، بالإضافة إلى توفير خدمات التقييم الطبي للأشخاص الذين يعودون من السفر بعد التقاط العدوى بأحد الأمراض المرتبطة بالسفر.