• 17/09/2017
    ​في إطار حملة اليوم العالمي لإنتان الدم تنفّذ مؤسسة حمد الطبية عدداً من الفعاليات التوعوية  بهدف تعزيز قدرات وخبرات الكوادر الطبية لتمييز وتحديد أعراض مرض إنتان الدم. ويُعد إنتان الدم حالة مرضيّة طارئة ومهددة للحياة، تنشأ عندما تتسبب ردة فعل الجسم عند الإصابة بعدوى حادة في الإضرار بأنسجة وأعضاء الجسم، وقد تؤدي في حال عدم اكتشافها مبكراً وعلاجها بشكل عاجل إلى الإصابة بالصدمة الإنتانية وفشل متعدد لأعضاء الجسم ويمكن أن تؤدي للوفاة.

    من جانبه قال الدكتور إبراهيم فوزي حسن - مدير مركز الرعاية الحرجة ورئيس اللجنة التوجيهية المختصة بإنتان الدم بمؤسسة حمد الطبية – :«لقد قامت مؤسسة حمد الطبية بوضع وتطوير برنامج علاج إنتان الدم الذي يستند إلى أفضل الممارسات العلمية والطبية المتعارف عليها وتكييف هذا البرنامج ليتلاءم مع احتياجات مجتمعنا المحلّي". كما تحدث عن الدور الذي يؤديه تعزيز الوعي لدى الجمهور و كوادر الرعاية الصحية من خلال التعليم والتثقيف الصحي في الحدّ من تفاقم المرض لدى المرضى المصابين به إلى درجة تشكل خطورة على حياتهم لا سيما وأن هذا المرض يودي بحياة الكثيرين من المرضى في شتّى بقاع العالم.  

    تجدر الإشارة إلى أن مرض إنتان الدم يتّصف بأعراض متميزة من حيث التسلسل المرحلي للمرض والتوقيت المناسب للإجراءات العلاجية، فهذا المرض يكون عالي الإستجابة للعلاج في مراحله الأولى، وعلى الرغم من أن إنتان الدم يعتبر حالة مرضية طارئة إلا أن تشخيص أعراضه المبكرة ينطوي على الكثير من الصعوبة نظراً لتشابه هذه الأعراض مع أعراض الأمراض الأخرى، كما يعتبر تمييز وتحديد هذه الأعراض في الوقت المناسب سبيلاً إلى إنقاذ حياة المريض.

    تشمل أعراض مرض إنتان الدم الحمّى والقشعريرة وتزايد سرعة ضربات القلب، وتشمل أعراض الصدمة المرتبطة بهذا المرض التشوش والغثيان والقيء وظهور الطفح الجلدي إضافة إلى آلام المفاصل، ويكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة الذاتية والأطفال وكبار السن أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، كما تزداد مخاطر الإصابة بهذا المرض لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكّري ونقص المناعة المكتسبة (الأيدز) والسرطان وأمراض الكلى والكبد والذين سبق وأن عانوا من حروق وإصابات جسدية خطيرة.

    يتسبب مرض إنتان الدم في وفاة عدد يتراوح بين 6 و 9 ملايين شخص سنوياً في مختلف أنحاء العالم، ومما يؤسف له أن تفاقم هذا المرض لدى المصابين به يمكن تجنّبه أو الوقاية منه، وتفيد إحصائيات الإتحاد العالمي لإنتان الدم أن هذا المرض يعد من المسببات الرئيسية للوفيات بين الحوامل والأطفال حديثي الولادة.

    وكانت مؤسسة حمد الطبية قد أطلقت العام الماضي أول برنامج وطني لعلاج إنتان الدم في قطر في مسعى منها إلى ضمان حصول جميع المرضى المصابين بالمرض على رعاية وفق أعلى المعايير وتقديم الدعم لفرق الرعاية الصحية لتمكينهم من تشخيص هذا المرض في مراحل مبكّرة.

    بدوره ، قال الدكتور أحمد لبيب_ استشاري أول طب العناية المركزة والتخدير بوحدة العناية المركزة في مستشفى حمد العام ورئيس مجموعة عمل برنامج علاج إنتان الدم-:"  يعمل جهاز المناعة الذاتية على مكافحة الجراثيم بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفليات لمنع حدوث العدوى بالأمراض، وعند حدوث العدوى يقوم الجسم بمحاولة القضاء على هذه العدوى ولكن جهاز المناعة الذاتية يتوقف في بعض الأحيان عن مكافحة الجراثيم ويرتد على نفسه وتكون تلك هي بداية الإصابة بإنتان الدم. وتتزايد فرص شفاء مرضى إنتان الدم من المرض إذا ما توفرت لدى الفريق الطبي المعالج الكفاءة والتدريب الكافيين لتقديم الرعاية الطبية المناسبة في الوقت المناسب".