تشكل عودة الأطفال للمدارس نقطة تحول في نمط حياتهم الذي اعتادوا عليه طوال فترة الإجازة الصيفية؛ حيث يجدون صعوبة عند الانتقال بشكل سريع من جو العطلة الطويلة إلى المدرسة وروتين الحياة الدراسية اليومي بدءًا من النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً وتناول الوجبات الصحية اليومية.
ومن جانبه يوجه الدكتور خالد اليافعي-استشاري أول الأطفال بطوارئ أطفال السد- العديد من النصائح للآباء لتهيئة أطفالهم للعام الدراسي الجديد أهمها تنظيم يوم الطفل وإعداده قبل موعد الدراسة بأسبوع أو أسبوعين من خلال وضع جدول لوقت تناول الطعام ووقت الدراسة وضبط وتنظيم مواعيد النوم على أن تكون في وقت مبكر قدر الإمكان حتى يستطيع الطفل الاستيقاظ مبكراً ولا يشعر بالتعب والإرهاق خلال اليوم الدراسي، ويمكن البدء بتبكير موعد النوم بشكل تدريجي حتى يصل للساعة الثامنة مساءً، وهو الوقت المناسب ليحصل الطفل على قسطٍ كافٍ من النوم يتراوح من ( 8-10) ساعات يومياً وتمكنه من قضاء يوم دراسي ممتع.
ويساعد على ضبط مواعيد النوم أيضاً تجنب الأضواء الساطعة ليلاً والحرص على توفير الهدوء مع حلول وقت النوم وتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمشروبات الغازية التي تساعد على السمنة وزيادة ضربات القلب والابتعاد عن الوجبات الدسمة والسريعة التي قد يكون اعتاد عليها الأطفال طوال فترة الإجازة الصيفية.
ويؤكد الدكتور اليافعي على الاهتمام بالعادات الغذائية السليمة لما لها من أثر إيجابي على صحة الطفل ونموه ودعم قدراته الذهنية ومساعدته على التركيز خلال فترة الدراسة، لذا يجب إحداث تغيير تدريجي في الوجبات الغذائية التي اعتاد الأطفال على تناولها طوال فترة الإجازة وذلك بالحفاظ على الوجبات الرئيسية والتنويع فيها على أن تكون غنية بالأصناف الصحية مثل البروتينات، الكربوهيدرات، الدهنيات والفيتامينات والمعادن، وخاصةً وجبة الإفطار التي يتناولها الطفل قبل الذهاب للمدرسة على أن تحتوي على مشروب دافئ أو فاتر يحتوي على الحليب بشكل أساسي ويمكن تقديم طعام خفيف كحبوب الإفطار.
ويقدم الدكتور اليافعي إرشادات وأفكار هامة عند إعداد الوجبات المدرسية للأطفال أهمها التأكد من استخدام أدوات نظيفة عند إعداد الوجبة، وأن تكون متنوعة ومتوازنة وتلبي الاحتياجات الغذائية الصحية للطفل؛ حيث يمكن أن تضم فطائر أو ساندويتشات محشوة (جبن أو زعتر على سبيل المثال) والابتعاد عن المواد التي تفسد سريعاً مثل اللحم والدجاج، ويمكن إضافة حبة فاكهة مثل (التفاح، البرتقال والعنب) وحبة خضار مثل (الخيار والجزر) وفقاً لرغبات واختيارات الطفل، ويشجع إشراك الطفل في إعداد وجبته المدرسية على تناولها، كما يجب عدم نسيان إرسال قنينة المياه مع الطفل، مع الحفاظ على وضع وجبات الأطفال في جو جاف وبارد منعاً لفسادها.
ويشدد الدكتور اليافعي أيضاً على ضرورة الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية خلال فترة الدراسة أو الحد من أوقات استخدامها على أن تكون ساعة واحدة فقط على مدار اليوم، كما يجب أيضاً الاهتمام باقتناء حقيبة مدرسية مناسبة للطفل من حيث عمره وحجمه على أن لا يتجاوز وزنها من 10 إلى 20 بالمئة من وزن الطفل وأن يتم وضع الكتب والأدوات المدرسية في وسط الحقيبة وليس في أحد أطرافها ، ويفضل شراء الحقيبة القابلة للجر حتى لا تتسبب في مشاكل صحية تؤثر على كتف وظهر الطفل، كما يفضل أيضاً وضع الكتب في خزانة الصف أو المدرسة والاكتفاء بحمل الكتب والدفاتر الضرورية لعمل الواجبات فقط.
ومن أهم الخطوات التي يجب على الوالدين اتباعها للتغلب على الخوف والقلق المعتاد المصاحب للطفل في اليوم الأول للمدرسة-كما يقول الدكتور اليافعي-هي طمأنة الطفل وقضاء بعض الوقت في التحدث معه عن المدرسة وضرورة الذهاب إليها، وتشجيعه من خلال إخباره عن التجارب الإيجابية والمهارات التي سوف يكتسبها والصداقات التي سوف يكونها، ولا ننسى إشراك الطفل في تحضير الزي المدرسي وتنظيم الحقيبة المدرسية الأمر الذي يساعده كثيراً على الاندماج والاستعداد النفسي للمرحلة الجديدة.