• 29/10/2017
    يُعد تحسين جودة حياة المرضى أحد أولويات المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان ، ويعمل فريق من الخبراء المتخصصين لتقديم أحدث الحلول العلاجية لمرضى الأورام والسرطان مع مراعاة مختلف احتياجات المرضى، ويشمل ذلك الوقاية والكشف المبكر ومختلف الخيارات العلاجية، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والمعنوي للمرضى. وفي هذا الإطار تأسست وحدة العلاج النفسي بالمركز كأول وحدة تخصصية من نوعها في المستشفيات التابعة لمؤسسة حمد الطبية تقوم بتقديم خدمات الرعاية النفسية لمرضى الأورام والسرطان ضمن تجربة علاجية متكاملة يحصل عليها المريض وتمزج بين العلاج العضوي والعلاج النفسي.

    ويذكر الدكتور ألان ليمو – استشاري ورئيس وحدة العلاج النفسي بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان- أنه قام بتأسيس وحدة العلاج النفسي في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان عام 2007 لإلقاء الضوء على أهمية ودور العامل النفسي في علاج المريض المصاب بمرض عضوي  كمرض السرطان ، فحين يدخل مريض السرطان المستشفى يكون مرهقاً ومتوتراً نفسياً ولكنه ليس مريضا نفسيا وهذا هو مبدأ العمل في الوحدة من أجل تغيير مفهوم الجمهور حول العلاج النفسي في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان.
                                                                                       
    ويضيف د. ألان قائلا: " مع التطور الحالي في المجتمع وتطور أساليب علاج أمراض السرطان ونجاحها زادت أهمية العامل النفسي في منظومة علاج مريض السرطان حيث يؤدي الاستقرار النفسي للمريض دوراً ايجابياً مهماً في العلاج. ونحن نمنح المريض أملاً حقيقياً ونساعده في اتباع طريق العلاج الشفائي مع الايمان بالقضاء والقدر وأن يتقبل المريض مرضه ويتعايش معه حتى يتم الشفاء."

    ويقول د. ألان:" أنه يتم تقديم خدمات الدعم والعلاج النفسي لمرضى العيادات الخارجية والمرضى الداخليين وذويهم، موضحاً أن أغلب الحالات في الأقسام الداخلية بالمركز هي حالات انفعالية تؤدي إلى الصدمة النفسية ، القلق ، الاكتئاب أو حالة خاصة من الخوف من انتشار المرض في الجسم ، والخوف من الوفاة نتيجة إصابتهم بمرض السرطان. كما يحتاج بعض المرضى إلى الدعم النفسي المتخصص من خلال الوحدة النفسية لمساعدتهم على تلقي العلاجات الدوائية أو الكيمياوية أو الإشعاعية المقررة لهم أو تدخل الأخصائي النفسي لمساعدة المريض وذويه.
     
    ويضيف د. ألان : " قد تكون لدى المريض بعض المشكلات الاجتماعية أو النفسية السابقة على تشخيص إصابته بالسرطان مما يستدعي تدخل المعالج النفسي لمساعدتهم في حل هذه المشكلات واجتيازها. فالخطوة العلاجية الأولى هي كيف يستطيع المريض أن يتقبل مرضه ، وتتراوح مدة جلسة الإرشاد النفسي بين 45 دقيقة إلى ساعة  تقريباً ويختلف عددها حسب حالة المريض " .

    وتستقبل الوحدة النفسية مرضى العيادة الخارجية بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان من خلال عيادة أسبوعية واحدة لمتابعة المريض في مرحلة ما قبل أو بعد العلاج ( الكيمياوي أو الإشعاع) حيث يحتاج المريض إلى دعم نفسي من خارج نطاق أسرته فهو يعاني من تقلب الحالة النفسية السلوكية والمعرفية ويتطلب ذلك من الأخصائي النفسي المعالج  أن يتمتع بخبرة مهنية عالية في العلاج النفسي لمرضى السرطان .

    ويشير د. ألان، إلى أن الوحدة تقدم كذلك العلاج النفسي لمرضى أقسام العناية النهارية ، والحالات الطارئة وقسم زراعة النخاع ، كما تعقد جلسات الإرشاد النفسي الجماعي ويحكي من خلالها كل مريض تجربته الذاتية ورحلته نحو الشفاء وكيفية تعاطيه مع العلاجات مما يمنح الآخرين النموذج الملهم لقوة الإرادة نحو الشفاء. كما تسهم غرفة الأنشطة بإشراف السيدة/ مريم عيسى الدوسري، مشرفة النشاط الاجتماعي بوحدة العلاج النفسي بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان في اكتشاف الطاقات الكامنة والمواهب التي يتمتع بها المرضى كالرسم والتطريز وفنون الخط والكتابة مما يحقق لهم الشعور بالقدرة على الإنجاز ويزيد من رصيدهم النفسي والمعنوي في رحلة العلاج ".

    ومن جانبها تشير السيدة /عائشة علي عبدالكريم – إخصائية نفسية إكلينيكية بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان- إلى أن العامل الأساسي الذي يسهم في نجاح العلاج النفسي للمريض هو مدى الثقة التي تتولد بين المريض والمعالج وضمان السرية التامة لكل ما يدور خلال جلسات العلاج النفسي، وتتحول هذه الثقة المتبادلة بين الطرفين إلى قوة ذاتية يستعين بها المريض على مواصلة رحلة علاجه.

    وتضيف الأخصائية النفسية عائشة أن بعض مرضى السرطان قد يمرون بحالات من  إنكار المرض في بدايته مروراً بمرحلة من مشاعر العنف أو الغضب ثم الحزن ثم ينتهون إلى التكيف مع المرض وقبول الأمر الواقع ؛ وعليه فإننا في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان نقوم بدور هام في الأخذ بيد المريض عبر تلك المراحل ومساعدته في الوصول إلى التكيف السليم والإيجابي والتعاون مع الخطة العلاجية الشاملة .
                                                     
    وتذكر عائشة، إنه يتم في البدايه تقييم الحالة النفسية للمريض من خلال جلسة تعريفية وتشخيصية أولية وفي ضوء ذلك تتقرر خطة العلاج النفسي وعدد الجلسات تبعاً لنوع وشدة المرض وعمر المريض وربما شخصيته وطريقته في التكيف لظروف حياتيه سابقة. كما تستخدم جلسات الموسيقى الهادئة لمنح المريض صفاءاً ذهنياً وإسترخاءً عقلياً مما يسهم في تحسن حالته النفسية ورفع روحه المعنوية وفي بعض الأحيان تضم جلسة الإرشاد النفسي المريض مع أسرته مما يساعد في حل بعض المشكلات والصعوبات التي تكثف علاقة المريض مع ذويه أو التي تواجهها الأسرة مع آخرين كنتيجة لإصابة أحد أفرادها بالمرض والهدف هو تحقيق جودة نوعية لحياة المريض وأسرته.

    وتلعب وحدة العلاج النفسي بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان دوراً مهماً في تقديم الدعم والإرشاد النفسي للمرضى المترددين على وحدة الرعاية التلطيفية التي توفر بدورها البيئة التي يستطيع معها المرضى التعايش مع الأعراض وتلطيف الآلام المرتبطة بالأمراض التي يصعب الاستشفاء منها.

    وتقول عائشة عبد الكريم :" تعد خدمات الرعاية النفسية لمرضى وحدة الرعاية التلطيفية لمرضى السرطان عنصراً هاماً ساهم في أن تكون هذه الوحده بمثابة الملاذ الذي يتمكن فيه المرضى الذين يكونون بحاجه لعلاج أعراض المرض في مراحله المتأخرة من تلقي العناية والرعاية والدعم اللازم لتخفيف أقصى قدر ممكن من معاناة المرضى وتقديم الدعم النفسي لهم ولأفراد أسرهم في بيئة علاجية متخصصة."