• 25/04/2017
    تواصل مؤسسة حمد الطبية جهودها  للتوعية بمرض الملاريا وأهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للحماية منه، وخصوصاً مع استعداد العديد من السكان للسفر خارج قطر لقضاء عطلات الصيف. يأتي ذلك في إطار الاحتفالات باليوم العالمي للملاريا ودعماً لجهود منظمة الصحة العالمية الرامية إلى تحسين فرص حصول الأشخاص على وسائل الوقاية من الأمراض المهددة للحياة.  

    ويجري الاحتفال باليوم العالمي للملاريا في الخامس والعشرين من إبريل من كل عام، وقد تم اختيار عبارة "القضاء على الملاريا قضاءً مبرماً" كشعار لاحتفالات اليوم العالمي للملاريا لهذا العام. ويهدف احتفال منظمة الصحة العالمية بهذا اليوم إلى التوعية بأهمية الوقاية كاستراتيجية أساسية للحدّ من انتشار مرض الملاريا، حيث يُعتقد أن هذا المرض مسؤول عن أكثر من 400,000 حالة وفاة حول العالم في كل عام.   

    ومع أن مرض الملاريا ليس من الأمراض المتوطنة في قطر إلا أنه يتم تشخيص مئات الحالات كل عام نتيجةً لسفر بعض الأشخاص إلى الدول التي يتوطن فيها هذا المرض. وفي هذا الصدد يقول الدكتور حسام الصعوب، استشاري أول بوحدة الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية: "قد تنخفض المناعة ضد مرض الملاريا لدى الأشخاص الذين يعيشون لفترة طويلة في قطر والدول الأخرى الخالية من الملاريا (الدول التي لا يوجد بها انتشار مستمر للملاريا عن طريق البعوض)، وبالتالي فإنهم يكونون عرضة للإصابة بالملاريا عند سفرهم للدول التي ينتشر بها هذا المرض الخطير".

    تحدث الإصابة بالملاريا بسبب طفيليات تنتقل للأشخاص عن طريق لسعات البعوض الحامل للعدوى. ويمكن أن تؤدي الإصابة بهذا المرض للوفاة، حيث يصاب الملايين من الأشخاص به سنوياً مما يتسبب في مئات الآلاف من حالات الوفاة كل عام معظمها في دول جنوب الصحراء الأفريقية. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فقد ساعدت برامج الوقاية منذ عام 2000 في تقليل عدد حالات الوفاة الناتجة عن هذا المرض المعدي الذي ينتقل عبر البعوض، حيث يتم بشكل رئيسي ضمن هذه البرامج استخدام شبكات الوقاية من البعوض المعالجة بمبيدات الحشرات بالإضافة إلى رش مبيدات الحشرات للتخلص من البعوض داخل الغرف والمنازل.   

    وترتفع حدة انتقال عدوى الملاريا في المناطق الحارة القريبة من خط الاستواء. ومع ذلك، فإنه يمكن تقليل خطر التقاط عدوى الملاريا في الدول التي يتوطن فيها هذا المرض عن طريق تجنب المسطحات المائية والبقاء في المناطق الجبلية. 

    وأضاف الدكتور حسام الصعوب: "يمكن اتخاذ مجموعة من الإجراءات البسيطة للوقاية من العدوى خلال زيارة الدول التي يتوطن فيها مرض الملاريا مثل استخدام الكريمات الطاردة للبعوض وشبكات الحماية من البعوض (وبشكل خاص شبكات الحماية من البعوض المعالجة بالمبيدات الحشرية)، بالإضافة إلى ارتداء ملابس بأكمام طويلة لتغطية أكبر مساحة ممكنة من الجسم وحماية الجلد من التعرض للسعات البعوض، وتجنب الخروج في الأماكن المفتوحة أثناء الليل". 

    وأردف الدكتور حسام الصعوب بقوله: "يتوجب على الأشخاص الذين ينوون السفر للخارج استشارة الطبيب أو زيارة عيادة متخصصة في توفير الإرشادات والأدوية والتطعيمات اللازمة للسفر، كعيادة السفر في مركز الأمراض الانتقالية التابع لمؤسسة حمد الطبية. ويفضل زيارة العيادة قبل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من السفر للحصول على نصائح وإرشادات عامة وكذلك أدوية الوقاية من الأمراض عند الضرورة. وبشكل عام، من المهم البدء في تناول الأدوية قبل وأثناء وبعد العودة من السفر، وذلك وفقاً لتعليمات الطبيب. ولا توجد حتى الآن تطعيمات معتمدة ضد الملاريا". 

    وأضاف الدكتور حسام الصعوب بأن المسافرين إلى المناطق التي يتوطن فيها مرض الملاريا قد يكونون معرضين أيضاً لالتقاط العدوى ببعض الأمراض الأخرى، ما يؤكد أهمية زيارة عيادة السفر والحصول على التعليمات الطبية اللازمة قبل الشروع في السفر.

    ويُنصَح الأشخاص العائدين من السفر قبل فترة قصيرة بزيارة مراكز الرعاية الصحية التي يتبعون لها مباشرةً في حال أصيبوا بأعراض مثل الحمى ونوبات البرد والارتعاش والصداع والإسهال والغثيان والتقيؤ، مع شرح تفاصيل رحلتهم والمناطق التي قاموا بزيارتها للطبيب للحصول على الرعاية اللازمة. يُعد التشخيص والعلاج المبكر للملاريا مهماً جداً فقد تتطور الإصابة بهذا المرض بسرعة كبيرة لتتحول إلى إصابة حادة، ما قد يؤدي إلى الوفاة.   

    وتعد فئات الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل وسكان المناطق التي يتوطن فيها مرض الملاريا هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بحالة مرضية حادة عند التقاط عدوى الملاريا، كما يعد الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة الناتجة عن الإصابة بأمراض أخرى معرضون أيضاً لهذا الخطر بشكل أكبر.