• 28/06/2016
    تمكن عدد من الباحثين من مؤسسة حمد الطبية وكلية طب جامعة كورنيل/قطر، مؤخراً، من تحديد العلامات الحيوية لدى مرضى السكري حيث تتناقص لديهم مادة -anhydroglucitol المعروفة اختصاراً ب AD-1.5)  ) الأمر الذي يمكن من فحص السكري ومراقبته بطريقة لا بضعية وذلك من خلال فحص اللعاب. ومن شأن استخدام اللعاب بدلاً عن الدم لفحص ومراقبة مستوى السكر في الدم أن يوفر على المريض مشقة الألم الذي كان يعانيه خلال استخدام الطريقة التقليدية بفحص الدم.

    ويعد التشخيص المبكر والعلاج في غاية الأهمية لمرضى السكري حيث أن من شأنهما الحد بصورة كبيرة من حدوث مضاعفات. وقال البروفسور/ عبد البديع أبو سمرة، رئيس قسم الطب الباطني بمؤسسة حمد الطبية ومدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض وأحد العلماء المشاركين في الدراسة البحثية : " فحص السكري عن طريق عينة اللعاب، وليس عن طريق الدم، هو إجراء من شأنه تحسين وتطوير عملية الفحص للعديد من المرضى. هذا الأمر سيكون مريحاً وعلى الخصوص بالنسبة للأطفال الذين بنفرون من عملية أخذ الدم" . وأضاف قائلاً : " إن ابتكار وتطوير أدوات حساسة جديدة للفحص هو من الوسائل المهمة جداً في مجال مكافحة مرض السكري. ومن شأنها المساعدة في معرفة وتحديد داء السكري الذي لم يتم تشخيصه ، والمرضى الذين هم في مرحلة ما قبل السكري، مما ينتج عنه تحسين في إدارة المرض والحد من مضاعفاته".

    ويواصل هذا الفريق المشترك من الباحثين من مؤسسة حمد الطبية بقيادة الدكتور/ رمزي محمد، مدير معهد البحوث التطبيقية المؤقت ، ومن كلية طب جامعة كورنيل/ قطر بقيادة البروفسور/ كارستين شهري أستاذ الفيزيولوجيا والفيزياء الحيوية ومدير المعلوماتية الأساسية الحيوية بالكلية ، المشروع لتقييم إمكانية وقابلية فحص ومراقبة السكري من خلال الفحص اللابضعي، والنظر في التطبيق المباشر للنتائج الأولية بالعيادات.

    وقد أظهرت الدراسة التي نُشرت، مؤخراً، في مجلة الطب التطبيقي (J Transl Med. 2016 May 18; 14 (1): 40) أنه يمكن استخدام اللعاب في الفحص الجديد. وقد أظهرت الدراسة أن اللعاب يحتوي على جزئيات تتداخل مع القراءات. لذا تركز الجهود الحالية على تصعيد الاختبار من خلال إدخال تفاعل أنزيمي لإزالة التدخل والقدرة على استخدام لعاب المريض في الاختبار.

    وتلقي هذه الدراسة البحثية الدعم القوي من قبل مركز البحوث الطبية بمؤسسة حمد الطبية . ومن جانبه قال الدكتور/ إبراهيم الجناحي، المدير التنفيذي لمركز البحوث الطبية وأستاذ طب الأطفال بكلية طب جامعة كورنيل/ قطر: " لقد كان ذلك الإنجاز مشروعاً تعاونياً مثمراً، بحق. وهو مؤشر لما يمكن أن يتحقق من نتائج ممتازة في مجال البحوث من خلال الشراكة فيما بين مؤسسة حمد الطبية وكلية طب جامعة كورنيل/ قطر".

    وتقول البروفسورة/ كارستين شكري من كلية طب جامعة كورنيل/ قطر: " إن التعاون الوثيق مع مؤسسة حمد الطبية يعني بالنسبة لنا تهيئة فرصة نادرة لتحويل بحوثنا من داخل جدران المختبر إلى فضاء ورحابة العيادة حيث يكون بالإمكان تطبيقها واستخدامها عملياً. هذا النوع من البحوث التطبيقية يحتل أسبقية أولى بالنسبة لدولة قطر ونحن جد سعداء بالعمل مع زملائنا بمؤسسة حمد الطبية الذين يحرصون على الدوام على ابتكار تقنيات جديدة من شأنها إدخال التحسين المستمر للرعاية التي يقدمونها لمرضاهم".

    ويعمل الآن كل من : د. أنا هلاما من كلية طب جامعة كورنيل/ قطر ، ود. ميشيل كولينسكي من معهد البحوث التطبيقية المؤقت، اللذان قاما بالبحث، على المشروع المهم التالي. وقد تم بالفعل الانتهاء من خطوات التقييم الأولية للمشروع، وستسمح هذه الوسيلة لإجراء تقييم كمي لما يزيد على (160) جزيء صغير (مستقلب) من خلال استخدام (Biocrates p 150Kit) دون الحاجة لإرسال عينة للخارج وسوف يكون ذا فائدة عظيمة للعلماء والإكلينيكيين الذين يعملون في مجال أمراض التمثيل الغذائي.