• 26/07/2016


    تواصل مؤسسة حمد الطبية جهودها لرفع التوعية حول مرض التهاب الكبد الوبائي، تماشياً مع استراتيجية منظمة الصحة العالمية للقضاء على المرض بحلول عام 2030م. وتحتفل مؤسسة حمد الطبية في الثامن والعشرين من يوليو من كل عام باليوم العالمي لالتهاب الكبد لزيادة الوعي حول مخاطر التهاب الكبد الفيروسي وإلقاء الضوء على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية لمنع انتشار هذا المرض الخطير.

    وتهدف مؤسسة حمد الطبية من خلال نشاطاتها التوعوية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي إلى القضاء على المرض من خلال زيادة الوعي العام والفحوصات الطبية والتدخلات الطبية الهامة، وتشمل النشاطات التي تجري حالياً في هذا المجال؛ التطعيمات، سلامة الدم والحقن، للحد من الأضرار وتوفير علاج متطور.

    يقول الدكتور حسام الصعوب-استشاري أول بوحدة الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية-"إن المؤسسة تسعى للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي في قطر، لافتاً إلى العلاجات التي أثبتت نتائجها الممتازة مما أدى إلى عدم ظهور إصابات جديدة في قطر، وأشار إلى أنه يتم تحصين الأطفال عند ميلادهم ضد التهاب الكبد الوبائي (B)، وذلك في إطار برنامج التحصينات الحكومي للأطفال، حيث يعد ذلك هو السبب وراء الانخفاض الملحوظ في معدل انتشار هذا المرض في الدول التي تطبق برنامج التحصينات، ومن بينها دولة قطر".

    وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية العام الماضي 2015م استراتيجية القطاع الصحي العالمية الأولى التي تهدف من خلالها القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بحلول عام 2030م؛ حيث أشارت إلى أن هذا المرض يعتبر تحدياً عالمياً مقارنة بالأمراض الأخرى المتنقلة كالملاريا وفيروس نقص المناعة والسل. وقد وصفت منظمة الصحة العالمية التهاب الكبد الفيروسي بأنه التهاب في الكبد ناتج عن عدوى فيروسية، يصيب ملايين البشر حول العالم، ويتسبب في وفاة نحو 1.4 مليون شخص سنوياً.

    وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الاستراتيجية التي تطلقها تهدف إلى مكافحة خمس أنواع من فيروسات التهاب الكبد الفيروسي هي (الهيباتايتس A, B, C, D, E) مع التركيز بشكل خاص على النوعين B, C نظراً لنسبة الإصابة العالية بهما. وتحدد الاستراتيجية مساهمات القطاعات الصحية بالحد من الكبد الفيروسي باعتبارها تهديداً صحياً على المجتمع وتهدف كذلك إلى تعزيز التعاون بين القائمين على مكافحة الكبد الفيروسي والأمراض الأخرى، وترتبط الجهود التي يتم بذلها في مكافحة هذا المرض مع الاستراتيجيات الصحية الأخرى على مستوى العالم.        

    وأردف د. الصعوب قائلاً: " إن التهاب الكبد الفيروسي بأنماطه الخمس(A, B, C, D, E) يعد "قاتلاً صامتاً" لأن الشخص المصاب به ربما لا تظهر عليه أي أعراض أو قد تظهر عليه أعراض محدودة قد لا ينتبه إليها مثل اليرقان (صفار في الجلد والعينين)، والبول غامق اللون، الفتور الزائد، الغثيان، التقيؤ وآلام البطن".

    وأكد د. الصعوب أن التهابي الكبد (A) و(E) ينتقلان عن طريق الأطعمة والمشروبات الملوثة بالفيروس، بينما ينتقل التهابا الكبد (B) و(C) باستخدام الإبر الملوثة التي يشترك في استخدامها أكثر من شخص لحقن الأدوية بالوريد.

     وأشار إلى إمكانية انتقال التهاب الكبد الفيروسي أيضاً عن طريق نقل الدم الملوث ومشتقاته خاصة بالأماكن التي لا يتم إجراء فحص الدم فيها بالصورة المثلى، كما ينتقل من الأم إلى جنينها، وعن طريق الاتصال الجنسي أيضاً، علماً بأن الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد (B) يمكن أن يصابوا أيضاً بالتهاب الكبد (D) مما يسبب لهم المزيد من المضاعفات الحادة".

    وشدد د. الصعوب على أهمية إجراء الفحوص الطبية المنتظمة، ودورها في الكشف المبكر عن التهاب الكبد الفيروسي، قائلاً: "إذا أصيب الشخص بالتهابي الكبد (A) و(Eـ) فإن المرض قد يختفي غالباً دون أن يترك آثاراً مرضية في الكبد، أما التهابا الكبد (B) و(C) فيمكن أن يصبحا أمراضاً مزمنة، ويؤديا إلى تليف وسرطان الكبد".

    وشدَّد د. الصعوب على ضرورة فحص النساء الحوامل للتأكد من عدم إصابتهن بالتهاب الكبد الفيروسي، فإذا تبين وجود إصابة بالفيروس، يتم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، مثل إعطاء المولود اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الوبائي (B)، والجلوبولين المناعي، وإلا سيكون الجنين معرضاً لخطر الإصابة بالفيروس بنسبة 90 بالمائة.

    وفي الختام نصح د. الصعوب الأشخاص المسافرين إلى البلدان التي ينتشر فيها التهاب الكبد الفيروسي باتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة، مثل تحصين أنفسهم ضد هذا المرض بمركز مسيمير الصحي؛ حيث إن اللقاحات الموجودة لدى المركز ذات فعالية عالية في الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي، مع ضرورة الحرص على النظافة والصحة العامة وتطبيق القوانين الصحية في المناطق السكنية، وضمان وجود مياه شرب صحية وآمنة، إلى جانب الحرص على طهي الطعام بصورة جيدة، مع اجتناب شراء الأطمعة من الباعة المتجولين.