• 14/07/2016
    يقدم مركز رعاية السكري التابع لمؤسسة حمد الطبية خدماته لأكثر من 1200 طفل مريض بالسكري حيث يعتبر المركز الأكبر من نوعه في المنطقة لتقديم العلاج والأبحاث المختصة بالسكري لدى الأطفال. ويذكر أن معدلات انتشار مرض السكري تزداد في قطر، حيث تشير الاحصاءات الأخيرة إلى إصابة  17% من القطريين البالغين بهذا المرض المزمن، ونحو 11% من السكان هم عرضة للإصابة بمرض السكري. 

    وتبلغ نسبة الأطفال المصابين بمرض السكري من النوع الأول، والذين يخضعون للعلاج بمستشفى حمد العام 85% حيث يصيب هذا النوع عادة الأطفال والشباب، نتيجة تدمير الجسم للانسولين الذي تنتجه خلايا البيتا في البنكرياس، مما يؤدي إلى زيادة الجلوكوز في الدم. أما مرض السكري من النوع الثاني، فيحدث نتيجة نقص الانسولين في الجسم أو عدم استجابة الجسم بشكل صحيح للانسولين، نتيجة عامل الوراثة وقلة النشاط البدني وعدم تناول الغذاء الصحي والزيادة في الوزن.

    ويتم تشخيص الاطفال المصابين بالسكري من النوع الاول في قسم الطوارئ ومن ثم يتم تحويلهم إلى برنامج رعاية السكري الخاص بالاطفال بمستشفى حمد العام خلال ساعات من وصولهم إلى قسم الطوارئ ليتم تقديم العلاج لهم بشكل فوري.
    وفي هذا السياق تحدثت الدكتورة فوزية علي خلف الخلف، مدير برنامج رعاية السكري للاطفال واستشاري أول السكري والغدد الصماء للأطفال بمستشفى حمد العام قائلة: " إن رعاية الأطفال المصابين بالسكري هي عملية توازن يتوجب على الآباء إتقانها من خلال إدراك حالة طفلهم الصحية وحدتها. ويترتب على الفريق المختص ضمان عدم شعور الآباء بالخوف من كمية المعلومات التي يقدمها الفريق المختص وتقديم التوعية اللازمة للأسرة حول كيفية علاج طفلهم المصاب بالسكري."

    وأضافت: " إن تقديم الدعم للأسرة هو جزء أساسي في عملية رعاية مريض السكري، لأن إصابة الطفل بمرض السكري قد يحدث تغييراً في طريقة حياة الأسرة بشكل كامل. إن الخطوة الأولى في علاج الطفل المصاب بالسكري هي بناء علاقة مع أسرة الطفل أو الأشخاص المسؤولين عن رعايته وذلك بهدف ضمان إدراكهم واستجابتهم للمعلومات التي يحتاجونها أثناء تقديم الرعاية للطفل. إن أول ما يتم شرحه للأسرة هو أن مرض السكري يمكن أن يكون اعتيادياً في حال الاستجابة لخطة العلاج. كذلك، يحرص فريق الرعاية على التأكيد بأن مرض السكري لا ينبغي أن يشكل عائقاً للطفل أمام تحقيق أهدافه."

    وأكدت الدكتورة فوزية أن الفريق المختص بالتثقيف حول مرض السكري يحرص على التأكيد بأن مرض السكري هو مرض مزمن وأن التثقيف الصحيح هو الأساس في إدارة هذا المرض، مضيفة أن الفريق المتعدد الاختصاصات يقدم المعلومات اللازمة لأسرة المريض لمساعدتها على إنشاء خطة لإدارة مرض السكري وعلاجه.

    يجدر بالذكر أن مرض السكري من النوع الأول هو مرض مزمن يتطلب مراقبة دائمة لمستويات السكر في الدم والأنسولين إلى جانب الحرص على تناول الطعام الصحي والالتزام بممارسة التمارين الرياضية. وترتبط خطة علاج الطفل المصاب بالسكري مع مراحل نموه وحدوث التغيرات في الجسم.

    واختتمت الدكتورة فوزية حديثها قائلة: "إن حقيقة إصابة الطفل بمرض السكري قد تكون صادمة بالنسبة للأسرة، لكن إدارة مرض السكري تهدف إلى مساعدة الأطفال على عيش حياة صحية من خلال توعية الأسرة عبر البرامج المتخصصة التي تحرص على مخاطبة كل من العقل والجسم."