• 22/09/2015

    الدوحة، 21 سبتمبر 2015: بالتعاون مع مستشفى أطفال هايدلبرج الجامعي، نظمت مؤسسة حمد الطبية مؤخرًا ورشة العمل الدولية السادسة حول الكشف المبكر عن أمراض حديثي الولادة والعلاج بخلايا الكبد.

    استمرت فعاليات ورشة العمل على مدى ثلاثة أيام حيث ركزت على آخر ما تم إحرازه من تقدم وما تم طرحه من أفكار جديدة في مجال الكشف المبكر عن أمراض التمثيل الغذائي والغدد الصماء كما تم تقديم محاضرات تفاعلية وعروض تقديمية من قبل أبرز الخبراء والعلماء من ألمانيا وقطر.

    وشارك في هذه الورشة الدولية أكثر من 160 من كوادر الرعاية الصحية، وشملت أطباء الأطفال، وأطباء حديثي الولادة، وفنيي مختبر التمثيل الغذائي، وكوادر التمريض، وأكدت الورشة على أهمية الكشف المبكر عن أمراض حديثي الولادة والوقاية منها، والجدير بالذكر أن الكثير من الأطفال يولدون بأمراض خطيرة، ويمكن أن يكون لها آثارًا بالغة على صحتهم مستقبلاً. بيد أن البرامج الناجحة للكشف المبكر عن أمراض الأطفال حديثي الولادة، مثل برنامج قطر للكشف المبكر لحديثي الولادة، تتيح لكوادر الرعاية الصحية اكتشاف مثل هذه الأمراض خلال الساعات الأولى لولادة الطفل، مما يسهل التدخل الطبي الفوري لعلاج هذه الأمراض.

    وبهذه المناسبة تحدث الدكتور هلال الرفاعي، المدير الطبي لمستشفى النساء، ومدير برنامج قطر للكشف المبكر عن أمراض حديثي الولادة، حيث أكد على أن البرنامج يعد من أفضل البرامج الوقائية المثمرة في قطر، وفي ظل هذا البرنامج يتم إخضاع جميع الأطفال الذين يولدون بدولة قطر إلى عملية كشف مبكر شامل ومجاني عن عدد من أمراض التمثيل الغذائي والغدد الصماء، وأضاف د. الرفاعي بأنه قد تم إجراء الكشف المبكر بنجاح على أكثر من 200000 مولود في قطر منذ إطلاق البرنامج لأول مرة في عام 2003م.

    وحول أهمية هذه الورشة الدولية يقول د. هلال الرفاعي: "لا شك أن هذه الورشة تمثل فرصة عظيمة لكافة المختصين في مجال الكشف المبكر عن أمراض حديثي الولادة وعلاج أمراض التمثيل الغذائي، لكي يلقوا الضوء على النجاحات التي حققتها البرامج الوقائية الرامية إلى تعزيز صحة ونمو الأطفال حديثي الولادة في البلاد، وقد أكدت الورشة السنوية التزام مؤسسة حمد الطبية الراسخ بتقديم رعاية صحية آمنة وحانية وفعالة لكافة المرضى، وعزت نجاح المؤسسة في ذلك إلى الدعم اللامحدود الذي تقدمه الدكتورة حنان الكوراي، مدير عام مؤسسة حمد الطبية".

    من جانبه تحدث الدكتور غسان عبده، استشاري الأطفال وحديثي الولادة، ورئيس وحدة الكشف المبكر عن أمراض حديثي الولادة بمستشفى النساء، مؤكدًا على أن من أهم جوانب هذه الورشة الأثر الكبير الذي تركه برنامج الكشف المبكر لحديثي الولادة على الوالدين حيث قال: "إحساس الوالدين بالقلق أثناء إجراء الكشف المبكر لمواليدهم يعد ظاهرة شائعة، وهذا يعود إلى ضعف إدراك الوالدين لعملية الفحص والكشف المبكر، وكذلك لما تستغرقه هذه العملية من وقت قبل استلام النتائج. بيد أننا من خلال تبادل المعارف والخبرات في هذه الورشة تمكنا من تحديد استراتيجيات وأساليب جديدة تتيح للوالدين اكتساب تجربة أكثر إيجابية حول الكشف المبكر عن أمراض حديثي الولادة".

    بدوره قال البروفيسور جورج هوفمان، أستاذ طب الأطفال، ورئيس قسم الأطفال بجامعة هايدلبرج: " تأتي هذه الورشة كثمرة طبيعية للتعاون الناجح، بين اثنين من المراكز الطبية ذات المستوى العالمي، وهما مؤسسة حمد الطبية، ومستشفى أطفال هايدلبرج الجامعي، وذلك في مجال الكشف المبكر عن أمراض حديثي الولادة، وطب التمثيل الغذائي، وكنتيجة لهذا التعاون تم إنقاذ المئات من الأطفال وأسرهم من الآثار المدمرة لبعض الأمراض الوراثية الخطيرة حيث أصبحوا يتمتعون بتحسن ملحوظ في جودة الحياة التي يعيشونها، وقد برزت قطر كإحدى دول العالم القليلة التي تقدم أفضل خدمات الرعاية الصحية الوقائية وأكثرها فاعلية".

    وأكد البروفيسور هوفمان على أن الجهود المشتركة لهاتين المؤسستين قد وفرت المزيد من فرص التدريب لكوادر الرعاية الصحية العاملة في هذا المجال حيث قال: " لقد تمكنا من تقديم تدريب متقدم وعالي التخصصية للعديد من الأطباء وكوادر التمريض من دولة قطر، ونتطلع إلى تقديم هذا التدريب الرائع لكوادر الرعاية الصحية من دول الخليج الأخرى".

    وقد ألقت الورشة الضوء على آخر نتائج المشروع الدولي لسلامة وفعالية تطبيق العلاج بخلايا الكبد، والذي أنشىء كمشروع مشترك بين كل من مؤسسة حمد الطبية، ومستشفى أطفال هايدلبرج الجامعي، وشركة جيرمان بايوتيك الألمانية، وشركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية (سايتونت)، وقد ساهم البرنامج بشكل كبير في تسهيل علاج المواليد المصابين باضطراب دورة اليوريا (urea-cycle defect)، وهو اضطراب خلقي نادر، يسببه نقص الإنزيمات المسؤولة عن تخليص مجري الدم من السميات.

    وقد تمكن المشاركون في الورشة من اكتساب معارف وأفكار حول العديد من المواضيع، مثل: فرص وتحديات الكشف المبكر عن أمراض حديثي الولادة، أحدث طرق الفحص والاختبار، استراتيجيات ومذاهب الكشف المبكر لحديثي الولادة، لمحة حول اضطرابات التمثيل الغذائي الوراثية، وأكثرها شيوعًا في قطر والمنطقة، وزراعة خلايا الكبد، والتعامل مع مشكلات التمثيل الغذائي الخلقية، وأهمية التواصل مع والدي الأطفال المرضى.