الدوحة، 30 سبتمبر 2020: تشارك مؤسسة حمد الطبية في اجتماع دولي رفيع المستوى ، يعقد افتراضياً ويناقش التحديات التي تواجهها خدمات واحتياجات الرعاية الصحية المقدمة لكبار السن ، من قبل القطاع الصحي العام وذلك ضمن فعاليات اليوم العالمي لكبار السن.
ويمثل المؤسسة في هذا الاجتماع قام بالترتيب له مكتب السيد/ تيدروس جيبريسوس – مدير عام منظمة الصحة العالمية ،الدكتورة هنادي الحمد، قائد برنامج الشيخوخة الصحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة، والمدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل.
وقالت الدكتورة هنادي الحمد :"ان التعاون الوثيق مع منظمة الصحة العالمية، خاصة في مجال الشيخوخة الصحية نتج عنه سلسلة من المبادرات المشتركة والتي من بينها وضع الخطة الإجرائية لعقد الشيخوخة الصحية (2020-2030) التابعة لمنظمة الصحة العالمية.واشارت الى انها ستعرض خلال الاجتماع الدولي
ما أحرزه القطاع الصحي في دولة قطر من تقدّم في مضمار تلبية احتياجات كبار السنّ ، والتأكيد على الالتزام بخدمة هذه الفئة من المرضى وفق ما تضمنته الاستراتيجية الوطنية للصحة (2018 – 2020) والتي تعتبر الشيخوخة الصحية من أهم أولوياتها باعتبار أن فئة كبار السنّ من أهم مكونات المجتمع ، حيث تركّز تلك الاستراتيجية على ضرورة خلق الظروف المناسبة التي تتيح زيادة نطاق الفترة العمرية النشطة والفعالة لكبار السن وضمان تمتعهم بشيخوخة صحية وظروف حياتية طبيعية.
تجدر الإشارة إلى أن متوسط العمر للمواطنين القطريين قد ارتفع خلال الخمسين عاماً الماضية ليصل إلى 80 عاماً أي بزيادة قدرها 15% عن سابق عهدها، وعلى الرغم من أن الإحصاءات السكانية التي أجريت في العام 2019 تشير إلى أن غالبية سكان دولة قطر هم من الشباب وصغار السنّ إلا أن هناك ما يربو على 70 ألفاً من كبار السنّ الذين تجاوزوا 60 عاماً من العمر ممن يعيشون على أرض قطر وأن هذا العدد مرشّح للزيادة في المستقبل الأمر الذي سيترتب عليه زيادة في العمل على تعزيز منهجيات ومفاهيم الشيخوخة الصحية في الدولة.
واوضحت الدكتورة هنادي الحمدأنه خلال السنوات القليلة الماضية تم إجراء تغييرات جذرية في الرعاية الصحية التخصصية المقدمة لكبار السنّ لضمان تلقّي هذه الفئة الهامة من المجتمع لأفضل مستوى ممكن من الرعاية، و تمثّل بعض هذه التغييرات في زيادة الطاقة الإستيعابية والخدمية لمراكز عناية للرعاية المطوّلة إضافة إلى إنشاء مركز "دعم" التخصصي فضلاً عن توسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية المنزلية المقدمة للمرضى خارج بيئة المستشفيات.
ونوهت بتطبيق التدابير الإحترازية والوقائية لحماية كبار السنّ في كافة مرافق القطاع الصحي وذلك في إطار الاستراتيجية الشاملة للتصدّي لوباء كورونا (كوفيد – 19)، حيث تمّ اتخاذ القرارات بصورة استباقية لوضع التدابير الكفيلة بحماية هذه الفئة من المجتمع باعتبارها الأكثر عرضة للتأثر بعدوى فيروس كورونا (كوفيد – 19)، وقد كان لهذه التدابير والإجراءات الفضل بعد الله تعالى في انخفاض أعداد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد – 19) مقارنة ببقية دول العالم.
الجدير بالذكر أن تفشّي فيروس كورونا (كوفيد – 19) وما يشكّله من مخاطر تتهدد صحة كبار السن قد ساهم في تغيير الأساليب المتبعة في تقديم خدمات الرعاية الصحية في القطاع الصحي في الدولة، حيث تمّ تطبيق نظام معاينة المرضى عن بعد بصورة افتراضية . ومن خلال الهاتف على الكثير من خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، كما يقوم اختصاصيو طب الشيخوخة بتقديم خدماتهم التخصصية لكبار السنّ عبر خط المساعدة للرعاية العاجلة كما تمّ استحداث خدمة طمأنة كبار السنّ عبر الهاتف والتي يقوم من خلالها فريق من الاختصاصيين بالاتصال هاتفياً بكبار السن من المواطنين والمقيمين للاستفسار عن أوضاعهم الصحية وتقديم النصح والمشورة الخاصة بوقايتهم من العدوى والمضاعفات المتصلة بفيروس كورونا (كوفيد – 19)، إضافة إلى خدمات أخرى مثل خدمة توصيل الأدوية لمنازل كبار السن.
وأكدت الدكتورة هنادي الحمد أن قدرة النظام الصحي في قطر على التأقلم والتكيّف مع الأساليب المستحدثة في تقديم الرعاية الصحية خلال جائحة كورونا (كوفيد – 19) أكبر الأثر في نجاح تصدينا لهذا الوباء، الذي أحدث تغييرات على الكثير من جوانب الرعاية الصحية التخصصية المقدمة لكبار السنّ وتمكين فرق رعاية كبار السنّ من الوقوف في وجه كافة التحدّيات واستخدام أساليب مبتكرة في تقديم خدمات رعاية صحية آمنة لهم.