دعت حملة كلنا للصحة والسلامة في مؤسسة حمد الطبية الآباء والقائمين على تربية ورعاية الأطفال باتباع بعض المحاذير وإجراء بعض التغييرات في المنازل بهدف حماية الأطفال ووقايتهم من الحروق والتي تتسبب بعضها في إصابة الأطفال بعاهات مستديمة ؛ حيث تعتبر أجهزة وأدوات المطابخ والأطعمة والمشروبات الساخنة من أهم مسببات الحروق وتسبب ما يزيد على خمسين بالمائة من حوادث الحروق التي يتعرض لها الأطفال.
وأكّد الدكتور خالد عبدالنور سيف الدين، مدير مركز حمد الدولي للتدريب ورئيس حملة كلنا للصحة والسلامة في مؤسسة حمد الطبية، على ضرورة التنبّه الى مخاطر تعرّض الأطفال للحروق وقال :" يكون الأطفال عادة أكثر عرضة للحروق والمضاعفات المرتبطة بها نظراً لرقّة طبقات جلدهم مقارنة بالبالغين، وتشير الإحصائيات ذات الصلة الى أن أكثر من نصف عدد حوادث الحروق التي يتعرّض لها الأطفال يمكن منعها أو الوقاية منها".
وأشار الدكتور خالد الى أن أول خطوة ينبغي اتباعها لوقاية الأطفال من الحريق هي فهم ومعرفة مسببات حوادث الحروق الأكثر شيوعاً والتي من بينها: الحروق الناجمة عن السوائل الحارّة – مثل مياه الإستحمام الحارّة، والمشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة، والأطعمة، وزيوت الطبخ، ملامسة اللهب ( المنبعث من أفران الطهي والشوايات)، وملامسة الأسطح الحارة مثل أجهزة كيّ الملابس وأجهزة تصفيف الشعر .. الخ. كذلك، الحروق الناجمة عن ملامسة أو ابتلاع مواد كيماوية مثل المنظفات الكيماوية وسائل البطاريات، والحروق الكهربائية الناجمة عن قيام الطفل بعضّ سلك أو كبل كهربائي أو إدخال أصابعه أو قطع معدنية داخل قبس كهربائي، والتعرّض لأشعة الشمس لفترات مطوّلة.
وينبغي التنبّه الى أن المشروبات الساخنة قد تصيب الطفل بحروق إذا تعرّض لها حتى بعد مرور 15 دقيقة من إعداد هذه المشروبات، ويتعيّن على الآباء والأمهات تجنّب تناول المشروبات الساخنة أثناء حملهم لأطفالهم، كما يجب الحرص على إبعاد المشروبات الساخنة عن متناول الأطفال وعدم تمريرها للآخرين من فوق رؤوس الأطفال".
وينصح الدكتور خالد الآباء تعوّد إبعاد الأطفال عن المطبخ أثناء القيام بطهي الطعام بما في ذلك إبعادهم عن أفران الطهي خاصة تلك المزوّدة بأبواب زجاجية حيث أن درجة حرارة هذه الأبواب تكون عالية جدّا أثناء طهي الطعام، كما ينصح الدكتور خالد باستعمال غلايات المياه ذات السلك الكهربائي القصير في المطابخ للحيلولة دون وصول الأطفال اليها.
ويضيف الدكتور خالد :" من الممارسات الوقائية التي يمكن للآباء القيام بها ؛ التعوّد على إبقاء مقبض المقلى متّجهاً الى مؤخرة فرن الطهي واستخدام مواقد الطهي (العيون) الخلفية بدلاً من المواقد الأمامية قدر المستطاع وذلك لتجنب تعرّض الأطفال لحوادث الحروق، كما أن من الضروري تعليم الأطفال الذين يتجاوزون السابعة من العمر كيفية الإستخدام الآمن لأجهزة وأدوات المطبخ الكهربائية مثل اجهزة تحميص الخبز وأجهزة الميكروويف، ومع تقدّم هؤلاء الأطفال في السن يمكن تعليمهم كيفية سكب الماء الحار من الغلايات الكهربائية واستخدام أفران الطهي".
وأكّد الدكتور خالد على أهمية تعويد الأطفال على الابتعاد عن العبث بالكابلات والقوابس الكهربائية منعاً لوقوع أية حوادث حروق كهربائية، وقال:" يعمد صغار الأطفال عادة الى إدخال أصابعهم الصغيرة أو أي شيىء تقع عليه أيديهم في ثقوب القوابس الكهربائية في المنزل، وقد يؤدي هذا العبث البريء الى إصابة الطفل بحروق كهربائية ليست بالبسيطة كما قد تؤدي مثل هذه الحوادث في بعض الأحيان الى وفاة الطفل.
كما أشار الدكتور خالد الى أن أجهزة تصفيف (تمليس) الشعر تشكل خطراً على الأطفال خاصة وان السطوح الخارجية لهذه الأجهزة تحتفظ بالحرارة العالية لعدة دفائق بعد فصلها عن التيار الكهربائي لذا ينبغي تخزينها بعيداً عن متناول الأطفال.
ولمعالجة الحروق ينصح الدكتور خالد بما يلي:
- تبريد الجزء المصاب بالحرق فوراً وذلك بوضعه تحت ماء متوسط البرودة (ولكن ليس شديد البرودة).
- تغطية الحرق بغطاء مناسب ، مثل غشاء النايلون الشفاف، مع مراعاة عدم إحكام شدّ الغطاء على المنطقة المصابة بالحرق.
ولا ينصح الدكتور خالد باستخدام الكريمات والدهون ورذاذ التعقيم لمعالجة الحروق، لكنه ينصح أن يتم عرض أي حرق يزيد حجمه عن حجم طابع البريد على الطبيب.