NewsDetail
يحيي العالم خلال شهر سبتمبر من كل عام الشهر العالمي للزهايمر حيث يتم إطلاق حملة عالمية تهدف إلى التخفيف من آثار الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالخرف وزيادة الوعي حول مرض الزهايمر. ويتم الاحتفال بالشهر العالمي للزهايمر هذا العام للسنة السادسة على التوالي وهو يحمل شعار "تذكرني"، بهدف تسليط الضوء على أهمية الكشف عن أمراض الخرف وتشخيصها في مرحلة مبكرة.
ويعتبر الزهايمر أكثر أنواع الخرف انتشاراً، وهو مصطلح عام يشير إلى تدهور حاد في القدرات الذهنية والإدراكية لدى المريض الذي يجد صعوبة في ممارسة أنشطة الحياة اليومية. ويؤثر الزهايمر بشكل خاص على أجزاء الدماغ التي تتحكم بالتفكير والذاكرة واللغة.
وبهذه المناسبة، قالت الدكتورة هنادي الحمد_ رئيس قسم أمراض الشيخوخة والرعاية المطوّلة في مؤسسة حمد الطبية_ حول أهمية إحياء الشهر العالمي للزهايمر: "في شهر سبتمبر من كل عام، ننضم إلى المجتمع الدولي في مساعيه الرامية لرفع مستوى التوعية حول مرض الزهايمر والخرف. ففي ظل تزايد أعداد السكان وارتفاع أعمار المسنين ، نشهد ارتفاعاً في عدد حالات الإصابة بالزهايمر. لذا من المهم تثقيف المجتمع ومساعدته على فهم أعراض هذا المرض وتعريفه بخيارات الدعم والعلاج المتاحة. "
وأضافت الدكتورة هنادي، تشديداً على أهمية التشخيص المبكر لحالات الخرف نستقبل بصورة منتظمة في عيادات اضطرابات الذاكرة بمستشفى الرميلة المرضى المحولين لتقييم حالتهم بسبب مشاكل في الذاكرة إلا أن ما يثير قلقنا هو أننا غالباً ما نرى العائلات يحضرون أقاربهم في مرحلة متقدمة من المرض، بعد أن تكون الأعراض قد تفاقمت بشكل بارز.
ولا يوجد حالياً فحص واحد لمعرفة ما إذا كان الشخص يعاني من الخرف لأن أعراض هذا المرض يمكن أن تختلف اختلافاً شاسعاً. ولكن بشكل عام، يجب أن يعاني الشخص من اختلال حاد في اثنتين من الوظائف الذهنية الأساسية (الذاكرة، النطق واللغة، القدرة على التركيز، التفكير والإدراك البصري) قبل تشخيص إصابته بالخرف.
وأوضحت الدكتورة هنادي، أن المسنين الذين يتعايشون مع الخرف غالباً ما يعانون من مشاكل أو اضطرابات صحية إضافية قد تصل إلى مرضين أو أكثر، ويضمن الكشف المبكر عن المرض إعداد برامج الرعاية الأنسب لإدارة وضعهم الصحي.
وتابعت الدكتورة هنادي قائلة : "في إطار فعاليات الشهر العالمي للزهايمر هذا العام، أعدّ قسم طب الشيخوخة بالتعاون مع المؤسسة القطرية لرعاية المسنين (إحسان) ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) سلسلة من الفعاليات لنشر التوعية بأهمية الكشف المبكر حيث سنقوم بتنظيم جلسات متنوعة لتثقيف الجمهور العام في المناطق السكنية ومرافق الرعاية الصحية بالإضافة إلى جلسات تدريبية موجهة لأخصائيي الرعاية الصحية."
ومن جهتها، شددت الدكتورة مريم العبيدلي_ استشاري أمراض الشيخوخة بمؤسسة حمد الطبية_ التي تشارك في تخطيط الفعاليات التوعوية، على أهمية مساعدة المرضى وأسرهم على فهم الأعراض التي يعانون منها لأن نشر التوعية والمعرفة يسهمان في التخفيف من آثار الوصمة المقترنة بها.
وأوضح الدكتور ماني شاندران_ استشاري الطب النفسيّ للمسنين بمؤسسة حمد الطبية_ قائلاً: "مع تفاقم أعراض الخرف، يصاب المرضى بالتقلبات المزاجية والنفسيّة المقترنة بهذا المرض ما يزيد من معاناتهم ومن العبء الملقى على عاتق من يقدم الرعاية لهم. فالتشخيص المبكر يساعد المرضى وأفراد عائلتهم على الوصول إلى المساعدة التي يحتاجون لها بسرعة أكبر."
وأشارت الدكتورة هنادي الحمد ،إلى أن الأنشطة التوعوية المزمع تنظيمها تحظى بدعم وزارة الصحة العامة وتجسد التزام دولة قطر بتحسين الرعاية المقدمة للمرضى المصابين بالخرف والزهايمر. وقد اختارت منظمة الصحة العالمية دولة قطر لتكون موقع المرصد الدولي لأمراض الخرف وهو منبر إلكتروني لتبادل أبرز المعلومات والمعارف حول الخرف. ويدعم هذا المنبر تخطيطاً للخدمات والسياسات بناءً على الدليل العلمي وتدعيماً لنظم الرعاية الصحية وترسيخها.