• 29/11/2016
    استضافت إدارة خدمات الجراحة ومركز البحوث الطبية بمؤسسة حمد الطبية مؤخراً مؤتمر الجراحة الرابع للبحوث والأفكار الخلاقة (الزهراوي)، والذي تم خلاله استعراض 57 عملاً بحثياً متميزاً.

    شهد المؤتمر الذي عقد على مدار ثلاثة أيام حضور أكثر من 400 مشارك من كوادر مؤسسة حمد الطبية والقطاع الطبي الخاص، وقد عكس المؤتمر قيم الابتكار والحماس وتطوير الأفكار الخلاقة التي تتمتع بها الكوادر الطبية والباحثين من أقسام الجراحة ووحدات رعاية ما قبل وما بعد الجراحة في كل من مستشفى حمد العام والمستشفى الكوبي ومستشفى الرميلة ومستشفى الوكرة ومستشفى الخور.  

    من جانبه قال الدكتورعبد الله الأنصاري، نائب الرئيس الطبي لخدمات الجراحة بمؤسسة حمد الطبية ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر: "لقد بنى مؤتمر الجراحة الرابع للبحوث والأفكار الخلاقة (الزهراوي) على النجاحات التي حققتها مؤتمرات الجراحة التي تم تنظيمها سابقاً. لقد أصبح هذا المؤتمر يمثل منبراً هاماً ومتميزاً لمشاركة المعارف وتوفير الرعاية والدعم للمبادرات البحثية المتميزة من النواحي العلمية والأخلاقية مما يعود بالنفع على المرضى في دولة قطر ومختلف أنحاء العالم. إننا نحرص دائماً على أن تكون الأفكار البحثية قائمة على أدلة مثبتة وتهدف إلى تقديم أفضل رعاية حانية للمرضى وذلك بما يتوافق مع الركائز الأساسية لمؤسسة حمد الطبية، وهذا من شأنه أن يساهم بإيجابية في الارتقاء بصحة وسلامة السكان بدولة قطر".  

    وقد خُصص المؤتمر الرابع لتسليط الضوء على منجزات الطبيب والجراح العربي الشهير أبو القاسم خلف ابن العباس الزهراوي (936-1013م) المعروف باسم الزهراوي، والذي يعد أعظم الجراحين الذين ظهروا في العالم الإسلامي في القرون الوسطى، ولقَّبه كثيرون بأبو الجراحة. ويُعد كتابه "التصريف" أعظم مساهماته في الطب، وهو موسوعة للممارسات الطبية تتألف من ثلاثين مجلداً، كما كان لمساهماته الطبية الرائدة سواءً في مجال التقنيات الطبية المستخدمة أو الأجهزة التي طوّرها تأثيرها الكبير في الشرق والغرب، حتى أن بعض اختراعاته لا تزال مستخدمة إلى اليوم. 

    بدوره أشاد البروفيسورحسام حمدي، العميد المساعد للشؤون الأكاديمية بكلية الطب في جامعة قطر، بهذه المبادرة التي أطلقتها إدارة الجراحة في مؤسسة حمد الطبية وقال: "تتمثل القيمة الرئيسية لهذه المؤتمرات المتخصصة في مجال بحوث الجراحة  أنها ساعدت على خلق ثقافة البحوث ضمن بيئة الممارسة الطبية،   فالجرّاح العصري يتوجب عليه أيضاً أن يكون باحثاً ومبتكراً ومثقِّفاً لزملائه".  

    وخلال المؤتمر قدَّم المشاركون من مختلف المستشفيات بدولة قطر أعمالهم البحثية وناقشوا أفكارهم مع مجلس خبراء مكون من خبراء زائرين ومحليين في مجال البحث والابتكار تم اختيارهم من كل: مؤسسة حمد الطبية، كلية طب جامعة قطر، كلية الطب بجامعة وايل كورنيل في قطر، مركز السدرة للطب والبحوث، جامعة ماكماستر في كندا، وكلية طب جامعة المنصورة في مصر.

    من جانبه قال الدكتور جايسون هاوارد، رئيس قسم جراحة العظام للأطفال بمركز السدرة للطب والبحوث: "يعد هذا المؤتمر فريداً من نوعه، حيث يجمع بين مقترحات المشاريع البحثية والعروض التقديمية للأفكار المبتكرة في مجال الأجهزة الطبية والاختراعات الأخرى. لقد أتاح تواجد لجنة الخبراء الذين قدموا آرائهم ونصائحهم للباحثين فرصة رائعة لتقديم النصيحة والإرشاد للباحثين والمبتكرين الشباب. لقد استمتعت كثيراً بحضور هذا المؤتمر، وأتطلع قدماً للمشاركة في النسخة القادمة في عام 2017".     

    وقد تناولت المحاضرات التي قدمها المتحدثون عدة مواضيع متنوعة تضمنت: أخلاقيات البحوث وإجراءات إعداد البحوث، والعناصر الأساسية لإعداد مشروع بحثي ناجح، وكيفية نشر البحوث، وكيفية تعظيم الاستفادة من البحوث الطبية، وكيفية تجنب مواجهة الصعوبات أو الوقوع في أخطاء أثناء إعداد البحوث. 

    بدوره هنّأ الدكتور محيط بنداري، أستاذ الجراحة ورئيس مركز كندا للبحوث بجامعة ماكماستر، مؤسسة حمد الطبية على هذه المبادرة المتميزة، وقال: "إن عدد ومستوى جودة المشاريع البحثية المقدمة في المؤتمر يمثل نقلة هائلة نحو الجراحة المبنية على الأدلة العلمية. لقد تميز هذا المؤتمر بقدرته الفريدة على الجمع بين أعضاء الهيئات التدريسية والباحثين والمتدربين في مؤتمر واحد متعدد التخصصات".