• 26/06/2016
    الدوحة،24  يونيو، 2016: يعاني الأطفال المصابون بمرض السكري والملتزمون بالصيام خلال شهر رمضان، من ارتفاع وهبوط مستويات السكر في الدم ويكون ذلك بحسب المأكولات التي يتناولونها وجرعة الأنسولين التي يأخذونها وحجم النشاط البدني الذي يمارسونه.
    وتعزى الاسباب الرئيسية لارتفاع وهبوط مستويات السكر في الدم إلى عدم الانتظام بكمية الطعام المستهلكة وقلة الامتثال بالجدول المحدد لمواعيد حقن الانسولين. 

    وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أمين الجيوسي  استشاري  أول في قسم أمراض الغدد الصماء والسكري في مؤسسة حمد الطبية قائلاً:" يتعين على الأطفال المصابين بمرض السكري إدراك أهمية الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن معدلاته الصحية وأن القيام بذلك لا يرتكز على مسار واحد يمكن تطبيقه على كافة الأطفال. فالإرشادات والتوجيهات تتغير وفقاً لحالة المريض الصحية  وتختلف تبعاً لتوقيت وكمية ونوعية الطعام الذي يستهلكه، والنشاط البدني الذي يمارسه".

     وسلط الدكتور الجيوسي الضوء على المضاعفات المحتمل حدوثها لدى  للأطفال المصابين بالسكري والذين يرغبون في الالتزام بالصيام وفي مقدمتها هبوط مستويات السكر في الدم إلى ما دون المستوى الطبيعي، حيث يمكن ان تهبط مثلاً إلى ما دون ال 60 ميلغرام أو ال 3.3 ميلي مول في الليتر ، أو ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى ما فوق المستوى الطبيعي بمعدل 250 مللم أو 13.8 ميلي مول في الليتر، ما يمكن أن يتسبب بحموضة الدم الكيتونية.

    ويمكن للأطفال المصابين بالسكري والمعتمدين على الأنسولين الصيام خلال رمضان إذا كان وضعهم الصحي مستقراً قبل حلول الشهر الفضيل، وقادرين على ضبط مستويات السكري في الدم والحفاظ عليها ضمن المعدلات الطبيعية. ويُنصح باتباع الخطوات التالية للصيام بشكل صحي ومنها :  مراعاة عدم تعرض الأطفال المصابين بمرض السكري لنوبات متكررة من حالات ارتفاع او هبوط مستويات السكري في الدم خلال الصيام ، وعلى الطبيب المعالج اختيار نوع الانسولين والجرعة المطلوبة تبعاً لحالة المريض الصحية وكمية الطعام التي يتناولها ما بين الافطار والسحور حفاظاً على مستويات السكر في الدم ضمن معدلاته الطبيعية.

    وعلى الطفل المصاب بالسكري أن يكون قادراً على مراقبة مستويات الجلوكوز بنفسه وبشكل دقيق خلال شهر رمضان، ما يعني أنه يتوجب عليه أن يقيس مستويات  السكر في الدم عندما يستيقظ في الصباح، وعند الظهر، وعند الساعة الرابعة من بعد الظهر، وقبل حلول موعد الافطار، وعند العاشرة مساء وقبل حلول موعد السحور، وكلما دعت الحاجة لذلك أو عند إصابته بأعراض هبوط أو ارتفاع السكر في الدم.

        كما يتعين تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان، على أن تكون قبل فترة وجيزة من موعد الإمساك، و    شرب كمية كافية من الماء والسوائل عند الافطار والسحور، وعلى الأطفال المصابين بمرض السكري المعتمدين على الانسولين ان يحتفظوا في جيبهم بقطعة من الحلوى لتناولها عند إصابتهم بأعراض هبوط مستويات السكر في الدم، ويتمكنوا من كسر صيامهم على الفور.

    وشدد الدكتور الجيوسي على أهمية احتفاظ الأطفال المصابين بالسكري بحقنة الغلوكاغون أو الغلوكوز ليتمكنوا من رفع مستوى السكر في الدم في حال هبوطه. كما أشار إلى ضرورة كسر صيامهم، في أي وقت عند  ظهور أعراض هبوط مستوى السكر في الدم، حتى ولو كان يفصلهم عن آذان صلاة المغرب وقت قصير.

    ونصح الدكتور الجيوسي بتفادي المأكولات المقلية، والدسمة والحلويات لأنها ترفع مستويات السكر في الدم بشكل ملحوظ نظراً لغناها بالسعرات الحرارية. وإذا تناول الأطفال المصابون بالسكري الحلوى، فيجب أن يُضاعفوا جرعة الانسولين السريع المفعول لرفع مستويات السكر في الدم، فضلاً عن شرب المزيد من الماء لتجنب ارتفاع نسبة الحموضة في الدم.