يعتبر سرطان الجلد من أكثر الأمراض السرطانية شيوعاً في قطر، وتزامناً مع شهر التوعية بسرطان الجلد ينصح خبراء مؤسسة حمد الطبية الجمهور بالتعرّف على مخاطر الإصابة بسرطان الجلد واتباع بعض التدابير والاحتياطات للتقليل من مخاطر الإصابة بهذا المرض باعتبار أن الكثير من أنواع سرطان الجلد يمكن منع الإصابة بها والوقاية منها.
ويقول الدكتور محمد أسامة الحمصي، استشاري أول الأورام السرطانية في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان: " يعدّ التعرّض للأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس من أهم العوامل المسببة لسرطان الجلد وينبغي أن يكون الجمهور مدركاً للمخاطر المرتبطة بالتعرّض للأشعة فوق البنفسجية - التي تعدّ أحد مكوّنات أشعة الشمس- لفترات مطوّلة وإلى الضوء الصناعي المستخدم لتغيير لون البشرة في صالونات التجميل، ويمكن التقليل من هذه المخاطر من خلال تجنب التعرض لأشعة الشمس واستخدام الملابس الواقية والمراهم الخاصة بحماية الجلد من أشعة الشمس إضافة إلى تجنّب تغيير لون البشرة في صالونات التجميل".
ويمكن تعريف سرطان الجلد على أنه عبارة عن نموّ غير طبيعي لأنسجة جلدية ناجم عن التعرّض لأشعة الشمس لفترات مطوّلة، وتعتبر معالجة سرطان الجلد أمراً في غاية السهولة شريطة أن يتم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة.
يعتبر سرطان الخلايا الصبغية (ميلانوما) من أخطر أنواع سرطان الجلد وينجم هذا المرض عن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس أو ممارسات تغيير لون البشرة في صالونات التجميل، وتظهر أعراض هذا المرض على شكل شامات جلدية سوداء أو بنّية اللون في المناطق الأكثر تعرّضاً للشمس من الجلد ( مثل الوجه والرقبة واليدين والذراعين) وإذا تمّ اكتشاف المرض في مرحلة مبكّرة فيمكن علاجه بسهولة، أما إذا ترك من دون علاج فإن الخلايا السرطانية قد تنتشر في جسم المريض وقد يتفاقم المرض لدى المصاب لدرجة أنه قد يؤدي إلى الوفاة.
وأكّد الدكتور الحمصي على ضرورة الكشف المبكّر عن هذا المرض لكي تتم معالجته قبل استفحاله، وعلى ضرورة مراقبة أية تغيّرات قد تحدث في الجلد مثل الحكّة الشديدة في الجلد، النزف الدموي الجلدي، وظهور الأورام الجلدية، وظهور التقرّحات الجلدية التي لا تبرأ أو ظهور الشامات الجلدية الجديدة والمتغيّرة، كما حثّ الجمهور على التعرّف على القواعد الأبجدية لأعراض سرطان الجلد للتمكّن من الكشف المبكّر عن هذا المرض، ومن هذه القواعد ما يلي:
عدم التماثل الشكلي واللوني للشامة الجلدية، وعدم انتظام الحد الخارجي للشامة الجلدية، وعدم تجانس اللون فيها، ونمو الشامة الجلدية بحيث يتجاوز قطرها 6 ملم (بحجم ممحاة قلم الرصاص)، إضافة إلى التغير المستمر في حجم أو شكل أو لون الشامة الجلدية.
وينصح الدكتور الحمصي باتخاذ بعض الإجراءات الوقائية البسيطة للتقليل من مخاطر الإصابة بسرطان الجلد، ومن هذه الاحتياطات البقاء في الظلّ وارتداء الملابس الواقية والقبّعات عند التعرض لأشعة الشمس، واستخدام المراهم الواقية من أشعة الشمس ذات معامل وقاية يعادل 30 درجة أو أعلى وتجنّب التعرض للأشعة الصناعية المستخدمة في تغيير لون البشرة في صالونات التجميل، كما يوصي بإجراء الفحص الذاتي للجلد بصورة دورية وإجراء الفحوصات في عيادات الأمراض الجلدية مرة كل سنة.
من جانبه أشار الدكتور رياض حسن محسن، استشاري أول الأورام السرطانية في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، إلى أن المرضى الذين يراجعون قسم الأمراض الجلدية والتناسلية في مؤسسة حمد الطبية والذين يشتبه بإصابتهم بسرطان الجلد يتمّ تحويلهم إلى المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان حيث تتم معاينتهم من قبل أخصائيي المركز خلال 48 ساعة من تحويلهم، ونوّه إلى أنه على الرغم من تطّور أساليب علاج السرطان إلا أن الوقاية تظلّ خطّ الدفاع الأول ضد هذه الأمراض، وقال:" لقد حققنا الكثير من النجاح في معالجة الأمراض السرطانية عن طريق العلاج المناعي وهو أسلوب متطوّر يستخدم في علاج الكثير من أنواع السرطان بما فيها سرطان الخلايا الصبغية (ميلانوما)، ونحن إذ نبني على هذا النجاح فإننا نبذل ما وسعنا لتطوير أساليب علاجية تتناسب مع الحالات الفردية للمرضى نكرّس فيها التقنيات المتقدمة والكوادر الطبية المدرّبة والمرافق والبنى التحتية المتطوّرة ".