الدكتور جاويد شيخ 
عميد كلية طب وايل كورنيل في قطر



"كن على بينة من هدفك، واستخدم كل قواك لتحقيقه. كوّن محيطا من قطرات الندى. لا تستجدي الضوء من القمر، بل احصل عليه 
من الشرارة التي بداخلك". 
محمد إقبال


تتمتع القيادة القطرية برؤية واضحة والتزام تام بتحويل الاقتصاد القطري إلى اقتصاد مبني على المعرفة بحلول العام 2030، حيث تم وضع مجموعة من الأهداف المرحلية الخاصة بكل من المجالات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية ضمن هذه الرؤية. وتمثل التنمية البشرية، وخاصة التحسينات في مجالي التعليم والرعاية الصحية، حجر الزاوية في هذه الرؤية. وفي هذا الإطار فقد تم تحت قيادة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع إنشاء عدد من المؤسسات ذات المستوى الدولي في المدينة التعليمية، من بينها كلية طب وايل كورنيل في قطر. 


لقد مثل هذا بشكل عام فرصة رائعة لبناء نظام صحي أكاديمي فريد يجمع بين معظم المؤسسات الأكاديمية وأنظمة الرعاية الصحية في دولة قطر. 


وقد أسست كلية طب وايل كورنيل في قطر برنامج ذا مستوى عالمي للبحوث الأساسية والتطبيقية يستهدف البحث في مجموعة من الأمراض الأكثر تأثيراً على السكان في دولة قطر، كمرض السكري، واضطرابات القلب والأوعية الدموية، والأمراض العصبية، وذلك من خلال العمل المشترك والتعاون الوثيق مع زملائنا في نيويورك ومؤسسة حمد الطبية. ونستشهد هنا بمثالين، الأول لأحد برامج البحوث التطبيقية الذي يركز على تحديد عوامل الخطورة الجينية للإصابة بالسكري بين سكان قطر، بينما يهدف برنامج آخر لفصل عوامل الخطورة الوراثية المؤدية لحالات الاضطرابات العصبية الوراثية لحديثي الولادة. وستؤدي الاكتشافات الناتجة عن كل من هذين البرنامجين إلى تطوير تدخلات علاجية جديدة في الوقت المناسب. 


كما سيجمع النظام الصحي الأكاديمي بين مجموعة من الأنظمة التعليمية وأنظمة الرعاية الصحية الأخرى، بما في ذلك جامعة قطر، مركز السدرة للطب والبحوث، مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، جامعة كالجاري – قطر، وجامعة شمال الأطلنطي – قطر. أعتقد أن هذا سيوفر مزيداً من الفرص الفريدة للتبادل العلمي بين كوادر مختلف التخصصات، كما سيسهم بشكل كبير في تنمية مهارات القوى العاملة الطبية في قطر. كما أتوقع أن يؤدي هذا إلى تسريع وتيرة الاكتشافات ووضع استراتيجيات علاجية جديدة لمعالجة الأمراض الشائعة التي تؤثر على سكان دولة قطر. إن رؤيتنا واضحة، وكافة مواردنا جاهزة، وإرادتنا قوية والتزامنا ثابت لا يتزعزع. إن مستقبل التعليم الطبي الحيوي، والبحوث وتقديم الرعاية الصحية في المنطقة لم يكن أبداً أكثر إشراقاً من الآن.