بدأت قطر بإجراء عمليات زراعة الكلى في عام 1986. وقد ظل عدد عمليات زراعة الأعضاء منخفضًا بسبب العدد المحدود للمتبرعين وحاجة مؤسسة حمد الطبية لمزيد من التطوير في إمكانياتها وقدراتها في مجال زراعة الأعضاء.



"تتمثل رؤية مركز قطر للتربع بالأعضاء في أن يصبح مركزاً اقليمياً للتميز في زراعة الأعضاء المتعددة. ويشكل ذلك رؤية مؤسسة حمد الطبية التي تحرص على تقديم أعلى معايير السلامة أثناء رعايتها للمريض إلى جانب البحوث والتعليم بدعم شبكة واسعة للتعاون الدولي."
د. يوسف المسلماني

وعلى مدار العقدين الأخيرين، أدى النمو السكاني السريع إلى تزايد حاجة مؤسسة حمد الطبية لتوسيع تلك الخدمة، إضافة لذلك، كانت هناك زيادة واضحة في عدد حالات المرضى الذين فضلوا إجراء جراحات زراعة الأعضاء بالخارج وعادوا مصابين بمضاعفات خطيرة، وقد أدت هذه العوامل مجتمعة دورًا هامًا في إظهار الحاجة إلى خطة استراتيجية لتشجيع وتعزيز التبرع بالأعضاء والمزيد من التطور في خدمات زراعة الأعضاء في قطر.

وتطرقت الخطة في البداية إلى مشكلة نقص التبرع بالأعضاء، ومن أجل تعزيز وتشجيع التبرع بالأعضاء في قطر، طورنا نموذجًا فريدًا أصبح فيما بعد معروفًا باسم اتفاقية الدوحة للتبرع بالأعضاء، وقد حصلت الاتفاقية على الاعتراف الدولي كأفضل تجسيد للمبادئ التوجيهية العالمية فضلا ًعن القوانين واللوائح القطرية، والاتفاقية هي عبارة عن نموذج يتناول الجوانب التشريعية والإنسانية والدينية لعملية التبرع بالأعضاء. 

وقد كانت اتفاقية الدوحة للتبرع بالأعضاء هي حجر الأساس في تطوير وتنمية خدمات زراعة الأعضاء في قطر، وفي الرابع من سبتمبر 2010 وفي حفل تكريم المتبرعين بالأعضاء المنعقد في المجلس الأعلى للصحة، قامت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بتدشين الحملة الوطنية للتبرع بالأعضاء تحت شعار "معًا نزرع الأمل". وقد أعطى ذلك الضوء الأخضر لتطوير خدمات زراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية لتصبح مركزًا ًلزراعة الأعضاء المتعددة ومركزًا وطنيًا للتبرع بالأعضاء والذي يعني بخدمات التبرع بالأعضاء. 



قامت مؤسسة حمد الطبية، تحت قيادة المدير العام، ومن خلال العمل الجماعي الفعال في جميع الإدارات، بإنشاء وتطوير مركز زراعة الأعضاء والذي أصبح بدوره خيارًا جذابًا للكثير من المرضى الذين كانوا في السابق يفضلون البحث عن العلاج بالخارج، وتم افتتاح مركز قطر لزراعة الأعضاء في 27 نوفمبر 2011. وقد قامت الشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء خلال حفل الافتتاح برفع علمها تقديرًا لمستوى التميز الذي حققه المركز.

وبعد 10 أيام من افتتاح مركز قطر لزراعة الأعضاء، أعلنت مؤسسة حمد الطبية عن أول جراحة ناجحة لزراعة كبد كامل في قطر، مع تحقيق نتائج ممتازة بالنسبة لمتلقي العضو.

وتنطوي رؤية مركز قطر لزراعة الأعضاء على أن يصبح مركزًا إقليميًا متميزًا في زراعة الأعضاء المتعددة حيث يجسد رؤية مؤسسة حمد الطبية بتقديم أعلى معايير الرعاية الطبية، والبحوث والتعليم، بدعم من شبكة تعاونية دولية واسعة.