في 16 فبراير 2024، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام أوماليزوماب لتقليل ردود الفعل التحسسية، بما في ذلك الحساسية المفرطة، التي قد تحدث عند التعرض العرضي لدى المرضى المصابين بالحساسية الغذائية التي يتوسطها الغلوبيولين المناعي ي وتتراوح أعمارهم بين عام واحد وما فوق.
أوماليزوماب هو دواء بيولوجي يُعطى بوصفة طبية على شكل حقنة تحت الجلد. فهو يثبط إفراز المواد الكيميائية في جميع مراحل عملية الالتهاب التحسسية عن طريق استهداف ومنع الغلوبيولين المناعي ي من الارتباط بمستقبلاته الخاصة. تعتمد جرعة أوماليزوماب وتكرار الجرعات على وزن الجسم ومستوى الغلوبيولين المناعي ي الكلي في المصل. تم تحديد الجرعة الموصى من أوماليزوماب لعلاج الحساسية الغذائية بين 75 مجم إلى 600 مجم مرة واحدة كل أسبوعين أو أربعة أسابيع.
جاءت موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعد مراجعة نتائج المرحلة الثالثة لدراسة قامت به المعاهد الوطنية للصحة في أمريكا. قامت الدراسة بتقييم فعالية وسلامة أوماليزوماب لدى مرضى تتراوح أعمارهم بين 1 إلى 55 عامًا ويعانون من حساسية الفول السوداني واثنين على الأقل من مسببات الحساسية الغذائية الأخرى، كالحليب والبيض والقمح والكاجو والبندق والجوز، ولم يكونوا قادرين على تحمل ما يصل إلى 100 مجم من بروتين الفول السوداني (أي ما يعادل حوالي ثلث حبة الفول السوداني)، وما يصل إلى 300 مجم من بروتين الحليب والبيض والكاجو. تم اختيار المرضى بشكل عشوائي لتلقي العلاج الوهمي أو أوماليزوماب إما كل أسبوعين أو كل أربعة أسابيع لمدة 16 إلى 20 أسبوعًا. بعد 16 إلى 20 أسبوعًا، خضع كل مريض لأربع اختبارات من اختبار التحدي الغذائي، حيث تلقوا كميات متزايدة تدريجيًا من بروتين الفول السوداني، واثنين من البروتينات الغذائية الأخرى التي كان لديهم حساسية تجاهها، ومكونًا وهميًا. تم إجراء اختبار التحدي الغذائي لتقييم قدرة المرضى على استهلاك جرعة واحدة لا تقل عن 600 مجم من بروتين الفول السوداني (أي ما يعادل حوالي حبتين ونصف من الفول السوداني أو نصف ملعقة صغيرة من زبدة الفول السوداني)، وجرعة واحدة لا تقل عن 1000 مجم من بروتين الحليب أو البيض أو الكاجو (أي ما يعادل حوالي ملعقتين كبيرتين من الحليب أو ربع بيضة أو ثلاث حبات ونصف من الكاجو) دون ظهور ردود فعل تحسسية متوسطة إلى شديدة.
أظهرت نتائج الدراسة أن 68% من المرضى الذين عولجوا بأوماليزوماب تحملوا ما لا يقل عن 600 مجم من بروتين الفول السوداني دون ظهور أعراض حساسية متوسطة إلى شديدة، مقارنة بـ 5% من أولئك الذين عولجوا بدواء وهمي. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت النتائج تمكن المرضى الذين عولجوا بأوماليزوماب على تحمل ما لا يقل عن 1000 مجم بروتين من الحليب (66% من المرضى)، أو البيض (67% من المرضى)، أو الكاجو (42% من المرضى) مقارنة مع المرضى الذين عولجوا بدواء وهمي. أما نتائج سلامة وأمان أوماليزوماب فكانت متوافقة مع ملف تعريف السلامة المعروف لأوماليزوماب. وكانت التأثيرات الجانبية الأكثر شيوعًا والتي ظهرت لدى حوالي 3% من المرضى الذين عولجوا بأوماليزوماب هي ردود فعل في مكان الحقن والحمى.
بذلك يقدم أوماليزوماب للعديد من الأطفال والبالغين طريقة جديدة لمساعدتهم في إدارة الحساسية الغذائية وتقليل ردود الفعل التحسسية التي يمكن أن تنجم عن التعرض لمسببات الحساسية الغذائية. ولكن يجب على الأشخاص الذين يتناولون أوماليزوماب لعلاج الحساسية الغذائية الاستمرار في تجنب جميع الأطعمة التي لديهم حساسية تجاهها لأن أوماليزوماب علاج وقائي وليس علاج شافي للحساسية الغذائية. كما أنه لا ينبغي استخدام أوماليزوماب كدواء لعلاج لأعراض الحساسية، بما في ذلك الحساسية المفرطة، لذا يتوجب على المرضى الاستمرار في حمل محقنة الإيبي نفرين الإسعافية معهم دائمًا وعدم إهمال حملها خلال فترة العلاج بالأوماليزوماب.
نحن بانتظار المرحلة الثالثة من الدراسة والتي ستنتهي مع نهاية 2025 لنعرف مدة استخدام الدواء والاستمرارية عليه.