تأخير السحور وزيادة كمية السوائل يضمنان صوم صحي للأطفال
صوم الطفل ما دون البلوغ يعتمد على بنيته الجسدية وحالته الصحية
أكدت السيدة فاطمة سويكاي- اختصاصية التغذية العلاجية بمستشفى حمد العام التابع لمؤسسة حمد الطبية أن قدرة الأطفال على الصيام تتفاوت تبعاً للعديد من العوامل ومنها بنية الطفل وحالته الصحية والطقس المناخي ولذا يجب ضبط مسألة صيام الأطفال في مرحلة ما قبل البلوغ ، ونصحت بأن يكون صيام الأطفال دون سن البلوغ لمدة نصف النهار فقط لضمان عدم تأثر صحتهم خلال فترة الصيام.
كما نصحت سويكاي الأمهات وخاصة اللاتي يصوم أطفالهن لأول مرة ، بضرورة تأخير السحور إلى ما قبل آذان الفجر حتى لا تطول ساعات صيام الطفل مما قد يتسبب في إجهاده وتأثر صحته بسبب تعريضه للجفاف أو نقص حاد في مستوى السكر. ولكي تتحقق الطريقة المثلى لتناول طعام الإفطار بالنسبة للطفل الصائم ، يفضل التدرج في تقديم الأطباق له بالبدء بالعصائر والتمور أولاً ، وعدم تركه يتناول الوجبة دفعة واحدة حتى لا يصاب بالاضطرابات المعوية، على أن تراعي الأم التنوع في طريقة طهي الوجبات حتى لايشعر الطفل بالملل، كما يجب الاهتمام بزيادة كمية السوائل من الماء والعصائر الطبيعية التي يتناولها أثناء وبعد وجبة الإفطار.
وشددت سويكاي على ضرورة انتباه أولياء الأمور لأي علامات قد تدل على انخفاض مستوى السكر بشكل كبير لدى الطفل، أو ظهور علامات تؤشر لإصابته بالجفاف حيث يجب في هذه الحالة أن يفطر الطفل قبل تعرضه لمخاطر صحية، كما أن السماح لأطفال مرضى السكري بالصيام يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب المختص واختصاصية التغذية . ففي بعض الأحيان قد ينخفض تركيز السكر لديهم إلى مستويات خطيرة. أما الأطفال المصابين بالسمنة أو ممن يعانون من زيادة في الوزن فقد يعتبر الصيام فرصة لهم لضبط نظامهم الغذائي.
وأكدت سويكاي على ضرورة تقديم وجبة إفطار متوازنة تحتوي على النشويات والبروتينات والدهون غير الضارة وكذلك الفواكه والخضروات للحصول على الاحتياجات اللازمة من الفيتامينات والمعادن لمنح الطفل كافة احتياجاته الغذائية، على أن تحتوي وجبة السحور على الألياف حيث تساعد على الشبع لفترات أطول، كما يجب أن تحتوي على الحليب ومشتقاته لمنح الطفل احتياجاته الأساسية من الكالسيوم، كما يجب الحد من الأطعمة المقلية والحلويات وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية لأنها تسبب فقدان الماء من الجسم. كما يمكن للأطفال وخاصة من هم دون سن البلوغ ممارسة الرياضة، ولكن يجب ضبط نشاط الطفل أثناء ساعات الصيام وإبعاده عن ممارسة الأنشطة البدنية العنيفة حتى لا يزيد إحساسه بالعطش والجوع وتجنباً لحدوث جفاف.