قالت السيدة أميرة آل اسحاق - رئيسة وحدة الخدمة النفسية بالإنابة في مستشفى الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية ، أن الصوم يعالج نوبات الغضب ويضبط انفعالات الصائم ويجعله أكثر صبراً وحلماً . وأضافت : " يحد صيام شهر رمضان من بعض الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب والذي ينتج بسبب مشاق وضغوطات الحياة ، كما يحد من الانفعالات النفسية . إن الصوم يعالج الغضب ، والغضب نفسي وعضوي في نفس الوقت لأن الانفعال النفسي يصحبه توترات في الدم ، تحدث أثناءها أشياء غير متوازنة في قول أو فعل ، وسرعة الغَضَب آفة خطيرة يفقد المرء فيها السيطرة على نفسه، وربما اعتدى على غيره بلسانه أو بيده".
وتؤكد أميرة آل اسحاق على أن أضرار الغضب كثيرة وخطيرة فالغضب نزغة من نزغات الشيطان وقد ثبت علمياً ان له أضراراً بدنية وصحية على الإنسان كجلطات الدماغ ونوبات القلب وضغط الدم والسكري ، كما أن للغضب أضراراً اجتماعية خطيرة كالشقاق والخصومة بين الأفراد والأسرة . وتقول أن طرق علاج الغضب في الكتاب والسنة كثيرة ومنها قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) .
لقد فرض الله تعالى الصيام في شهر رمضان على المسلمين ، ولكن الصيام فريضة موجودة في كل الأديان السماوية لما لها من نفع وفائدة للبشر، وهو ما أكدته كافة الأبحاث والتجارب العلمية سواء على المستوى الصحي أو النفسي والاجتماعي ، كما أن شهر رمضان هو أفضل وقت لتجديد الطاقة وتغيير بعض الأنماط والعادات غير الصحية.
وتؤكد آل اسحاق أن الصوم من علاجات الغضب لأن من آداب الصيام أن يمتنع الصائم عن الغضب والشحناء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم). متفق عليه ، كما حث على الصمت عند الغضب فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت) لأن السكوت يزيل الشر، وفي رمضان يستطيع الإنسان أن يعود نفسه كثرة الوضوء والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وكثره الاستغفار والأذكار . وتذكر أنه قد تشاحن رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأحدهما يَسبُّ صاحبَهُ مُغضَباً قد احمر وجههُ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) .
ومع انشغال الانسان في رمضان بالتعبد والتقرب لله خوفًا وطمعًا لمرضاة الله ، فإن الروح ترتقي وتسمو النفوس إيمانياً وأخلاقيًا
كما أن العبادات كصلاة التراويح والقيام ومساعدة الآخرين والتلطف بهم ترقق من صفات الانسان وتجعله أكثر صبراً وحلماً . وفي شهر رمضان يستطيع المسلم أن يضبط انفعالاته ويصبح هذا من خصاله المحمودة لأن الالتزام بآداب الصيام والاهتمام بالجانب الروحي الديني والاجتماعي من تعاون وبر يخلق توازن انفعالي صحي لدى الشخص .