يرتبط البتر ارتباطًا مباشرًا بالاعتلال العصبي
ما هو الاعتلال العصبي؟
الاعتلال العصبي هو مصطلح طبي يطلق على تلف الأعصاب، وتعد الأعصاب أساسية للغاية لأداء الجسم حيث إنها تعمل على حمل
الإشارات عبر مختلف أنحاء الجسم من وإلى الدماغ، فعلى سبيل المثال، قد لا يملك الشخص الذي يعاني من تلف الأعصاب الحسي
القدرة على تمييز الشعور بالألم أو الشعور بأي ضرر أو جرح يحدث في جسمه، ومن الممكن أن يعاني من شعور مستمر بالألم
والوخز، كذلك تعمل الأعصاب على نقل بعض الرسائل التي لا نملك أي إدراك بها؛ من قبيل تلك الرسائل المرسلة إلى الرئتين أو القلب
حيث تعطيهم الأوامر المختلفة مثل: متى تعمل والسرعة التي تعمل بها؟ ويمكن تصنيف المشاكل التي تحدث في هذه الحالة بوصفها
تلف تلقائي في الأعصاب. أما فيما يتعلق بالعضلات فإن الأعصاب أيضًا هي المسؤولة عن عملها وتعطيها التعليمات المتعلقة بتوقيت
وكيفية العمل والحركة، وهو ما يمكننا من السير أو حمل الأشياء، ويصنف التلف هنا بتلف الأعصاب الحركي. وقد تؤدي عواقب تلف
الأعصاب إلى مشاكل خطيرة.
الاعتلال العصبي وداء السكري:
إن تلف الأعصاب هو أحد المضاعفات الشائعة لداء السكري، ويعاني تقريبًا نصف المصابين بداء السكري من هذه الحالة في مرحلة
معينة من المرض والتي تكون عادة بعد عدة سنوات من الإصابة بالمرض، وعلى الرغم من أن هناك أنواع مختلفة من الاعتلال العصبي،
فإن أكثر أشكاله شيوعًا لدى مرضى داء السكري هو الاعتلال العصبي الحسي؛ ويعني اعتلال القدرة على الشعور، فعلى سبيل المثال،
من الممكن أن تؤثر الإصابة بهذا المرض على القدرة على الشعور بالألم وتحديد درجة حرارة الأشياء، وعادة ما تتركز المشاكل
الصحية المتصلة بمرضى السكري حول القدم ومنطقة الساق، ومن هنا فإن معظم فرق رعاية مرضى السكري لديها قسم خاص ‘للعناية بالقدم‘،
ويكمن الخطر الرئيسي في هذا النوع من تلف الأعصاب في عدم شعور مريض السكري بوجود جرح مفتوح، وهو ما قد يؤدي إلى
إصابة هذا الجرح بالالتهاب ويزيد من حالته سوءًا، وقد يتطور الأمر لأسوء النتائج حيث يصبح من الضروري اللجوء للبتر، وسيخبرك فريق
الرعاية المعني بك بمخاطر تلف الأعصاب، وسيقدمون لك النصح حول الفحوصات المنتظمة التي يجب إجراءها، كما سيقومون بتوجيهك إلى العيادات الملائمة.
هل يمكن الوقاية من الاعتلال العصبي؟
لا تزال هناك العديد من الأمور المجهولة التي تتعلق بتطور الاعتلال العصبي (تلف الأعصاب) وعلاقته بداء السكري، لكن من المعلوم
أن ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم تعد من العوامل التي تؤثر على تقليص وظائف الأعصاب وتؤثر على وظائف الأوعية الدموية
في حمل المواد المغذية والأكسجين إلى الأعصاب، وهذا يعني أن التحكم بمستويات الجلوكوز في الدم هو من أهم ما ينصح به كتدبير
وقائي، ويحذر جميع مرضى السكري من خطر تلف الأعصاب وعواقبه من خلال التدابير الآتية:
- الحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم ضمن المدى المستهدف.
- إجراء فحص ذاتي على القدمين بشكل يومي.
- كن حذرًا عند ممارسة بعض التمارين المعينة ، وناقش على الدوام مع فريق الرعاية المعني بك ما يتعلق بالتمارين الرياضية لترى ما هو الملائم منها وفقًا لحالتك الصحية.
- التزم بحضور جميع المواعيد المحددة مع فريق علاج السكري المعني بك.
- إذا لاحظت بعض الأعراض أو شعرت أنك مصاب بالاعتلال العصبي، ناقش الأعراض التي تشعر بها مع فريق الرعاية المعني بك.
الخطة الموصى بها للعناية بالقدم:
- حافظ على مستوى الجلوكوز في الدم ضمن مستويات صحية، و بإمكان فريق الرعاية المعني بك أن يقدم لك الدعم في هذا الأمر.
- قم بفحص قدميك يوميًا بحثًا عن وجود أي إصابات أو جروح، ويجب أن يكون في نفس التوقيت كي يصبح هذا الأمر عادة لديك.
- قم بارتداء الحذاء الملائم عند الانخراط في التمارين الرياضية (الأحذية الرياضية الملائمة تمامًا لقدمك ، وتأكد أن تكون ناعمة من الداخل).
- اغسل وجفف قدميك بعناية يوميًا، وتأكد دائمًا من أن تجفف المنطقة بين أصابع القدمين.
- احرص على ترطيب قدميك يوميًا من الأعلى والأسفل مع تجنب منطقة ما بين أصابع القدمين.
- حافظ على أظافر قدميك مقلمة ونظيفة.
- ارتدِ الأحذية المريحة والجوارب طوال الوقت وافحصها دائمًا من الداخل قبل ارتدائها لضمان أن تكون ناعمة من الداخل.
- افحص درجة حرارة الماء أو الأسطح قبل تعريض قدميك لها.
- زد من تدفق الدم إلى قدميك بممارسة بعض التمرين البسيطة، وقم بتحريك أصابع قدميك وأدر كاحلك في فترات منتظمة خلال اليوم.
- أبق قدميك مرتفعتين أثناء الجلوس، وتجنب الجلوس مع وضع ساق على ساق.
- امتنع عن التدخين.