• 20/02/2019

    ​الدوحة: 20 فبراير 2019 – منذ إطلاقها وتجربتها للمرة الأولى بمركز الرعاية الطبية اليومية التابع لمؤسسة حمد الطبية، شهدت مبادرة إتاحة مرافقة الآباء لأبنائهم الذين يحتاجون لجراحة عند إعطاء التخدير للطفل إلى أن يتم تخديره بشكل كامل تواجد أكثر من 1300 من الآباء في غرف العمليات.

    وقال الدكتور/ خالد الجلهم- مدير مركز الرعاية الطبية اليومية -:"أن العملية الجراحية والتخدير أمران يدعوان للقلق بالنسبة للأطفال وآبائهم على حد سواء، إلا أن وجود أحد الأبوين في غرفة العمليات وأثناء التخدير يقلل من حدة توتر الطفل وهو أمر تؤكده الأبحاث التي تظهر نتائج أفضل للتخدير في حال وجود الوالدين في غرفة العمليات.

    ومنذ إطلاق هذه المبادرة في مارس 2018، أصبح بإمكان الآباء ممن لديهم أطفالاً يحتاجون لإجراء عمليات جراحية في الأذن أو الأنف أو الحنجرة أو عمليات في الأسنان مرافقة أبنائهم منذ لحظة مغادرتهم غرفهم في المستشفى إلى حين تخديرهم بشكل كامل.

    ويضيف الدكتور/ الجلهم أن القرار الذي يسمح للآباء بالدخول إلى غرف العمليات كان نتاج مبادرة مشتركة بين كل من وحدة تمريض ما قبل الجراحة بمركز الرعاية الطبية اليومية وقسم أمراض الأنف والأذن والحنجرة وقسم امراض الأطفال وأقسام التخدير، ومن شأنه تعزيز تجربة الطفل المريض وأبويه.

    وقال: "يشعر الأطفال بالذعر قبل دخولهم إلى العمليات عندما يتحتم على أبويهم المغادرة خاصة الأصغر سناً، لكن عندما بدأنا بتطبيق هذه المبادرة مع أول طفل يدخل إلى العمليات بصحبة والديه، لاحظنا مستويات أقل من الخوف المرتبط بالعملية عند كل من الطفل والوالدين. وبالنسبة للطفل، تعتبر بيئة المستشفى، خاصة غرفة العمليات، مكاناً غير مألوفاً، لذا فإن وجود أحد الأبوين يعزز اطمئنان الطفل ويجعل تجربته أقل توتراً. أما بالنسبة للأبوين، فإن مشاهدة طفلهم أثناء استعداده للعملية الجراحية يمنحهم شعوراً بالاطمئنان بأن طفلهم بين أيدي آمنة ويتلقى رعاية جيدة خلال العملية الجراحية."

    ويصف الدكتور/ الجلهم، هذه المبادرة بأنها مربحة لكلا الطرفين، فهي تقلل من حدة توتر لدى الطفل والأبوين من ناحية وتختصر بعضاً من الوقت الذي يتم قضاؤه في غرفة العمليات جراء مُقاومة الطفل للتخدير عند وجود أحد الأبوين إلى جواره. ويضيف: "يسعدنا مشاركة الآباء في هذه المبادرة وهذا يدل على رغبتهم بالتواجد مع طفلهم أثناء العملية الجراحية، لقد تم إطلاق هذه المبادرة لتحسين عملية إعداد الأطفال للجراحة تحت التخدير الكامل، وباعتقادي لم ينجح فريق مركز الرعاية الطبية اليومية في تحقيق هذا الهدف فحسب، بل نجح أيضاً في تغيير مشاعر الطفل تجاه المستشفيات والمرافق الصحية وهذا يؤثر على تجربته معنا الآن وفي المستقبل."

    وحول أهمية هذه المبادرة يقول البروفيسور/ ماركو ماركوس- رئيس التخدير بوحدة العناية المركزة والطب المحيط بالعمليات بمؤسسة حمد الطبية:" أن هذه المبادرة تتيح للآباء التحكم في بعض الأمور في غرفة العمليات". ويضيف: "إن هؤلاء الأطفال لا يزالون مرتبطون بآبائهم بشكل كبير وفصلهم عنهم بسبب الجراحة قد يكون أمراً في غاية الصعوبة، لكن مع إطلاق هذه المبادرة كانت توقعاتنا من حيث سهولة إجراء التخدير بوجود الأبوين صحيحة. كذلك، يساعد وجود الأبوين في إزالة المخاوف تجاه ما يحدث في غرف العمليات وبالنسبة للآباء، فإن الجزء السيئ بالنسبة لهم هو شعورهم بفقدان دورهم تجاه طفلهم في بعض الأمور، لكننا الآن ومع هذه المبادرة نمنحهم دوراً هاماً ليقوموا به."

    من جانبه يقول الدكتور/ بالاكريشنان راماشندران-استشاري أول تخدير ورئيس قسم التخدير بمركز الرعاية الطبية اليومية- والذي أسهم في تأسيس هذا البرنامج :"أن فرق الرعاية تحرص على إعداد الأبوين مسبقاً للتأكد من استعدادهم لأداء دورهم في غرفة العمليات ويضيف بالقول: "خلال الأيام التي تسبق العملية، يتم دعوة الأبوين والطفل لعيادة التخدير لإجراء تقييم قبل إجراء العملية الجراحية حيث يلتقي الأبوين باستشاري أول في التخدير ويتم إعطاؤهم مطوية باللغتين العربية والانجليزية فيها توضيح مفصل عن عملية التخدير وخلال ذلك اللقاء يتم الإجابة عن أي استفسار يقدمه أحد الأبوين." .

    ويضيف: "في اليوم المحدد للعملية، يتم إعادة سرد المعلومات التي تم تقديمها للأبوين والطفل في اللقاء الذي يسبق العملية من قِبل فريق التمريض والجراحة والتخدير لغايات التأكيد وفي اللحظة التي يتم بها تخدير الطفل بالكامل، يتم اصطحاب الأبوين من قِبل فريق التمريض خارج غرفة العمليات. عند الانتهاء من العملية يدعو فريق تمريض الإفاقة الأبوين لاصطحابهم مجدداً إلى وحدة رعاية الإفاقة ليكونوا متواجدين مع طفلهم."