• 03/04/2018

    اعتمد مركز الرعاية الطبية اليومية التابع لمؤسسة حمد الطبية نهجاً جديداً في الرعاية المقدمة إلى الأطفال الخاضعين للعمليات الجراحية تحت التخدير العام، حيث أصبح بإمكان الأهل وأولياء الأمور مرافقة أطفالهم إلى غرفة العمليات والبقاء معهم أثناء تلقيهم التخدير. 

    وتأتي هذه المبادرة في إطار مشروع تجريبي تمّ تدشينه في مطلع هذا الشهر برعاية الدكتور خالد الجلهم مدير مركز الرعاية الطبية اليومية، وهي مستمدّة من النتائج التي توصّلت إليها الدراسات البحثية الدولية والتي أكدت أهمية وجود أحد الوالدين مع الطفل خلال إعطائه التخدير العام قبل دخوله غرفة العمليات، الأمر الذي يساهم في التخفيف من حدة الخوف والقلق الذي ينتاب الطفل والوالدين لحظة دخوله إلى غرفة العمليات. ويحدث أحياناً هذا النوع من القلق قبل العملية الجراحية ولاسيما مع الأطفال الصغار عندما يتركون ذويهم لدخول غرفة العمليات قبل خضوعهم للتخدير. 

    وعلى ضوء هذه الدراسات، قامت فرق متعددة الاختصاصات تضمنت أعضاء من قسم التمريض، والأنف والأذن والحنجرة، وطب أسنان الأطفال والتخدير في مركز الرعاية الطبية اليومية، بمراجعة الإجراءات التقليدية المتبعة مع المرضى الأطفال في غرف العمليات وتحديد طرق جديدة تسهم في تحسين تجربة المريض والأهل على حد سواء وفي مقدمتها تواجد أحد الوالدين مع الطفل عند بدء التخدير.   

    وتعليقاً على هذه الخطوة التي تتيح للمرضى الأطفال أن يكونوا برفقة أحد الوالدين لدى تلقيهم التخدير العام، صرّح الدكتور الجلهم قائلاً: "إن تحضير الطفل للخضوع لعملية جراحية، هو مصدر ضغط نفسي كبير سواء للطفل أو لذويه. ونحن في مركز الرعاية الطبية اليومية، نؤمن بأن السماح لأحد الوالدين بأن يكون موجوداً بالقرب من الطفل عند الشروع بالتخدير، هو من الطرق الهامة التي من شأنها الحؤول دون التعرض لهذا النوع من الضغط النفسي. " 

    من جهته، أوضح البروفيسور ماركو ماركوس، رئيس قسم التخدير ووحدة العناية المركزة وطب ما قبل وبعد الجراحة بمؤسسة حمد الطبية، أن فرق الرعاية تجتمع مسبقاً بأهل الطفل المريض لضمان كامل استعدادهم لدورهم في غرفة العمليات، حيث يتمّ تزويدهم بشرح واضح لوظيفتهم داخل غرفة العمليات قبل المباشرة بالعملية الجراحية. وأضاف قائلاً: "يحصل الأهل وأولياء الأمور على معلومات مفصّلة حول دورهم والإجراء بشكل عام أثناء زيارتهم لعيادة رعاية ما قبل التخدير وذلك خلال الأسابيع أو الأيام التي تسبق الموعد المحدد للعملية الجراحية. وتتيح لهم هذه الزيارة التعرّف عن كثب عما هو متوقع منهم وفهمه بوضوح، كما تساعدهم على الاستعداد لتوفير الدعم للطفل ومساندته قدر المستطاع."

    ومن جانبه، قال الدكتور بالاكريشنان راماتشاندران، رئيس واستشاري أول في قسم التخدير بمركز الرعاية الطبية اليومية وأحد المساهمين الرئيسين في إنشاء هذا البرنامج التجريبي: "يُعاد تكرار المعلومات المتعلقة بما يمكن للطفل وولي أمره توقعه مجدداً خلال اتصال هاتفي يتلقاه أهل الطفل المريض قبل حلول موعد العملية الجراحية بثلاثة إلى خمسة أيام ليصبحوا بذلك على أتمّ الاستعداد لما سيحدث في اليوم المحدد للعملية الجراحية. وسيُسمح لأحد الوالدين بالدخول مع الطفل إلى غرفة العمليات إلى حين تنويم الطفل تحت تأثير التخدير. يساهم هذا في التخفيف من حدة القلق أو الضيق الذي قد يعاني منه الطفل قبل العملية ومنحه تجربة استشفائية تبعث في نفسه الهدوء والطمأنينة."

    وأضاف الدكتور راماتشاندران، أنه يتم دعوة والدي الطفل للانضمام  إليه في غرفة الإفاقة بعد خضوعه للعملية الجراحية ليكونوا متواجدين بجانب طفلهم لطمأنته عند استيقاظه من تأثير التخدير. 

    وفي مطلع هذا الشهر، كان الطفل إيمانويل إينديل البالغ من العمر سنتين أحد الأطفال الأوائل الذين خضعوا للتخدير العام بحضور أحد الوالدين حيث رافق السيد بريكيت إينديل ابنه إيمانويل إلى غرفة العمليات قبل خضوعه لعملية استئصال اللوزتين. وأشار السيد إينديل إلى أن ابنه كان بمنتهى الهدوء لدى دخوله غرفة العمليات ووصف تجربته في المستشفى بالإيجابية جداً ولاسيما مقارنته بتجربة ابنه الأكبر الذي خضع لنفس العملية قبل عام، إلا أنه لم يكن مسموحاً له الدخول إلى غرفة العمليات أثناء خضوع طفله للتخدير العام. وأشاد السيد إينديل بالمبادرة الجديدة التي أطلقها مركز الرعاية الطبية اليومية واعتبرها خطوة نحو الأفضل.