• 07/03/2019

    حلت دولة قطر في المرتبة الخامسة عالمياً على مؤشر الصحة الذي يصدره معهد  ليجاتوم ومركزه الرئيسي في لندن، وذلك بفضل تحسين متوسط العمر المتوقع، والنتائج الصحية للمرضى وارتفاع نسبة الاستثمار على مستوى البنى التحتية الصحية. 

    ويرتبط هذا التقدم الذي شهدته دولة قطر من المرتبة 13 إلى المرتبة الخامسة بكونها تحتل المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط على صعيد متوسط العمر المتوقع وضمن قائمة الخمسة والعشرين الأفضل عالمياً من حيث جودة الخدمات الصحية وسهولة الوصول إلى الرعاية الصحية. هذا ويعد معدل إنفاق الدولة في قطاع الرعاية الصحية من أعلى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط، بحيث تم استثمار 22،7 مليار ريال قطري في مجال الرعاية الصحية خلال العام 2018، مع ارتفاع بنسبة 4% عن السنة السابقة. 

    وتجدر الإشارة إلى أن قطر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمكنت من ضمان مركز لها ضمن المراتب الخمس الأولى على مؤشر الرخاء السنوي، الذي تصدرته سنغافورة، تليها لوكسمبورغ، واليابان وسويسرا.

    وعلى هذا الصعيد، أشارت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة، إلى أن دولة قطر قد وظفت استثمارات ضخمة في القطاع الصحي، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. كما أكدت أن احتلال المراتب الأولى على المؤشر الدولي إنما يعكس التزام الدولة بالأولويات على نطاق منظومة الصحة والمصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الأجيال القادمة وتحسين صحة السكان حالياً. 

    واستطردت سعادة الدكتورة حنان الكواري قائلة:" يشكل التقدم في الترتيب لعام 2018 خير دليل على ما وضعته الدولة من استثمارات في البنى التحتية الصحية. فخلال السنتين الأخيرتين، افتتحنا ستة مستشفيات جديدة تابعة للقطاع العام ساهمت في توفير أكثر من 1100 سرير جديد، كما افتتحنا أربعة مراكز جديدة للصحة والمعافاة. ويعدّ أيضاً الترتيب مؤشراً على أن تركيزنا على عدد من الأمراض بما فيها السرطان والسكري والإقلاع عن التدخين قد ترك أثراً إيجابياً على حياة الأشخاص وسيؤدي في نهاية المطاف إلى مواصلة تحسين متوسط العمر المتوقع في قطر". 

    وبفضل المستشفيات الأربعة التي افتتحتها مؤسسة حمد الطبية منذ العام 2017، وشملت مستشفى حزم مبيريك العام، ومركز صحة المرأة  والأبحاث، ومركز قطر لإعادة التأهيل، ومركز الرعاية الطبية اليومية، تمكنت مؤسسة حمد الطبية من توسعة بنيتها التحتية ومجموعة الخدمات التي توفرها لمرضاها. وجرى أيضاً، خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة، افتتاح مستشفى سدرة للطب، ومستشفى نوفر، وأربعة مراكز جديدة للصحة والمعافاة تابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، فضلاً عن مركز صحي آخر جديد. هذا وبدأ عدد من المستشفيات الجديدة التابعة للقطاع الخاص والمراكز المعنية بالتشخيص والعلاج بتوفير الرعاية للمرضى ويتوقع أن يتم افتتاح المزيد من مرافق الرعاية الصحية خلال هذه السنة.

    وأكدت سعادتها أن افتتاح المرافق الجديدة، الذي واكبه توسعة الخدمات القائمة، يشكل جزءاً من الخطة الطويلة الأمد المعروضة بشكل مفصل في الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022. كما أشارت إلى أن التركيز على الرعاية الوقائية والخدمات المتكاملة على نطاق القطاع الصحي ككل يُسهم في تمكين الأفراد من الوصول إلى الرعاية التي يحتاجون إليها في الوقت المناسب. 
       
    وفي هذا السياق، قالت سعادة الدكتورة الكواري:" لقد أحدثنا تغيرات فعلية وجوهرية في آلية عمل النظام الصحي، بحيث انتقلنا من التركيز على علاج الأعراض المرضية إلى مساعدة الناس على الحفاظ على صحتهم. فإنشاء مرافق وخدمات جديدة كمركز مكافحة التبغ، والمركز الوطني لعلاج السمنة، وعيادات نمط الحياة الصحي التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وتطبيق باقة من الأدوات منها، السجلات الصحية الإلكترونية في مختلف مرافق النظام الصحي وبوابة "صحتي" الإلكترونية الخاصة بالمرضى، تُسهم جميعها في تمكين المريض من المشاركة في مسؤولية الحفاظ على صحته". 

    ولفتت سعادتها إلى أن النظام الصحي في قطر يحرص دوماً على تقييم أدائه وفقاً لأرقى المعايير المتعارف عليها عالمياً حيث قالت: "يعكس هذا الإنجاز التقدم الذي أحرزه نظام الرعاية الصحية بقطر خلال السنوات الأخيرة الذي لا يمتثل فحسب للمعايير الدولية العديدة في مجال الرعاية ذات الجودة العالية بل يتجاوزها أيضاً. ونأخذ على سبيل المثال المعيار الدولي للفترة الزمنية التي يستغرقها توسيع الشريان المسدود للمصاب بنوبة قلبية منذ لحظة دخوله المستشفى إلى حين خضوعه للتدخل الطبي والذي يوازي 90 دقيقة مقارنة بـ 60 دقيقة تقريباً في مستشفى القلب. وخضع 68 في المئة من مرضى السكتة الدماغية للعلاج الطارئ بمؤسسة حمد الطبية في غضون 60 دقيقة من وصولهم إلى المستشفى وهو معدل يتخطى المعيار الدولي بنسبة تتراوح بين 50 و60 في المئة. كما عملنا بجدّ على تركيز جهودنا على مكافحة العدوى حيث بلغت نسبة حالات الإصابة بعدوى المكورات العقدية الذهبية المقاومة للمثيسيلين والمكتسبة في المستشفى 0،2 فحسب لكل 10،000 مريض وهو أدنى بكثير من 0،6 الذي سجلته الولايات المتحدة الأمريكية و 5،5 في سويسرا."

    وتجدر الإشارة إلى أن دولة قطر قد تبوأت مراتب عالية في عدد من المجالات الصحية حيث سجلت أعلى مستويات العمر المتوقع في منطقة الشرق الأوسط كما شهدت تراجعاً على مدار هذا العقد في معدل الوفيات الطبيعية لكل 100،000 نسمة من 99،1 في العام 2014 إلى 80،2 في العام 2017. كذلك انخفضت معدلات الوفيات بين الأطفال الرضع بصورة منتظمة في الأعوام الأخيرة من 7،4 لكل 1،000 مولود حي في 2015 إلى 5،4 لكل 1،000 مولود حي في 2017.

    ويستخدم تصنيف نظم الرعاية الصحية في مؤشر الرخاء السنوي البيانات التي توفرها منظمة الصحة العالمية، ومؤشرات التنمية العالمية التي يجمعها البنك الدولي، ومسح غالوب العالمي، فضلاً عن مصادر أخرى متنوعة وذلك بهدف قياس وتصنيف المستوى الصحي الذي يتمتع به السكان في 149 دولة.