الدوحة، 1 أكتوبر 2022: احتفلت وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بمركز صحة المرأة والأبحاث التابع لمؤسسة حمد الطبية بالأسبوع العالمي للعلاج الطبيعي والوظائفي لحديثي الولادة خلال الفترة من 18 وحتى 24 سبتمبر الجاري ، وذلك تقديراً لجهود ومساهمات أخصائيي العلاج الوظائفي والطبيعي لحديثي الولادة في مختلف أنحاء العالم.
وتحظى فعالية الأسبوع العالمي للعلاج الطبيعي والوظائفي لحديثي الولادة بدعم من الجمعية الوطنية لأخصائيي العلاج الطبيعي والوظائفي لحديثي الولادة (NANT) وهي مؤسسة تعنى بتقديم الدعم لأخصائيي العلاج الطبيعي، والعلاج الوظائفي لحديثي الولادة وأخصائيي علاج النطق لدى الأطفال في دولة قطر، وتنظر هذه الجمعية إلى علاج حديثي الولادة على أنه مجال طبي يجمع بين علم وفنّ دمج وتكامل النماء النمطي للأطفال وإشراك أفراد أسرهم في بيئة العناية المركزة لحديثي الولادة.
وشملت فعاليات الاحتفال إقامة ندوة استمرت لمدة نصف يوم، حيث تم من خلالها تقديم محاضرة عبر شبكة الإنترنت من قِبل السيدة/ إميلي هيلي والسيدة/ ليندسي هاردي، (أخصائيات علاج وظائفي) من الخارج تحت عنوان " البدايات الحسية والمبكرة – كيف يمكن للأحاسيس أن تساعد أو تعيق حياة مرضى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة". كما تم تقديم عرض حول موضوع " الأدلة الحالية على النتائج النمائية العصبية للخدج المتأخرين" من قِبل المعالجين في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. وقد حضر هذه الندوة 100 مشارك من مختلف التخصصات الطبية بمؤسسة حمد الطبية.
وتمّ خلال الأسبوع الاحتفالي نشر عدد من اللوحات والبوسترات التوعوية في جميع أركان مركز صحة المرأة والأبحاث إضافة إلى النشاطات التثقيفية التي أقيمت في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وأجنحة ما بعد الولادة في المركز مع المتخصصين في الرعاية بهدف التوعية والمشاركة، كما شمل الأسبوع أيضاً فعاليات أخرى مثل وجود منصة خاصة للمعلومات تم إنشاؤها للآباء والأمهات والعائلات حيث يمكنهم المشاركة والتعرف على الأنشطة المختلفة المناسبة لأعمار أطفالهم.
ومن جانبه قال الدكتور/ هلال الرفاعي، الرئيس التنفيذي والمدير الطبي لمركز صحة المرأة والأبحاث:" يقوم أخصائيو العلاج الطبيعي والوظائفي في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مركز صحة المرأة والأبحاث برعاية مرضى حالات الولادة المبكّرة (المواليد الخدّج) من الأطفال والتدخّل المهني الطبي من خلال الدمج التكاملي، والخطط العلاجية الفردية التي تتناسب مع المريض، إضافة إلى العلاج المناسب مع الحفاظ على حماية الجهاز العصبي للمريض، ويقوم أخصائيو العلاج الطبيعي والوظائفي لحديثي الولادة بتوظيف ما لديهم من خبرات ومهارات في المعالجة قصيرة أو طويلة الأمد للمواليد الخدّج، وكذلك فإن فريق أخصائيي العلاج الطبيعي والوظائفي يحرص على منع النتائج العلاجية السلبية والتقليل من مخاطرها مع مراعاة الإبقاءعلى العلاقة الوثيقة بين الطفل المريض ووالديه. إننا نبذل كل ما في وسعنا للتقريب بين البيئة المتوقّعة للطفل في رحم أمه والبيئة غير المتوقّعة في العناية المركزة في المستشفى".
من جانبها شدّدت الدكتورة/ مي القبيسي، مدير وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بالوكالة في مركز صحة المرأة والأبحاث، على أهمية الدمج بين رعاية نمو الطفل ودور أفراد الأسرة أثناء تواجد الطفل في بيئة الرعاية المركزة، وقالت:" تعتبر مشاركة الآباء في رعاية المرضى الأطفال ضرورية حيث يستفيد منها كلّ من الطفل وأمّه، كما أن الزيارة المتكررة للطفل المريض من قبل أبويه تعمل على التخفيف من الإجهاد والقلق النفسي الناجم عن انفصال الطفل عن الأم، كما تساعد في تعزيز الروابط بين الطفل وأمه، وتتيح للطفل الحصول على حليب الرضاعة الذي يكسب الطفل المزيد من الوزن، فضلاً عن رفع مستوى الوعي لدى الآباء بكيفية رعاية الطفل الخديج".
وأضافت الدكتورة/ القبيسي:" إن مشاركة الآباء في رعاية المرضى الأطفال في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة تقلل من المشاكل النفسية والسلوكية لدى الطفل في المستقبل، وتعزز النماء العصبي لدى الطفل وتقلّل من معاناته من الآلام، وتخفض فرص تعرّضه لنوبات الهبوط السكّري وكذلك الإنخفاض الحادّ في درجة حرارة الجسم وإعادة إدخاله إلى المستشفى بصورة متكررة".
من جهته أوضح السيد/ سلطان سالم العبدالله، رئيس قسم العلاج الوظائفي بمؤسسة حمد الطبية، أن أخصائيي العلاج الوظائفي يؤدّون دوراً حيوياً في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة حيث يقومون باستخدام أساليب آمنة وفعالة في تغذية المرضى الأطفال بما يتناسب مع أعمارهم، وقال:" يقوم أخصائيو العلاج الوظائفي بتعليم وتثقيف الكوادر التمريضية وآباء الأطفال المرضى حول فهم الإشارات التي يصدرها الأطفال لضمان تغذية المرضى الأطفال بطريقة آمنة وفعالة في وحدة العناية المركزة وفي المنزل، كما أن هذه الإستراتيجيات تساعد في تنسيق النظام العصبي والسلوكي لدى الطفل كما تساعد على رعاية النظم الحسّية غير الناضجة لدى الطفل وتحسين الروابط الأسرية بين الطفل وذويه".
وقالت السيده/ نورة راشد المضاحكة، رئيس قسم العلاج الطبيعي بمؤسسة حمد الطبية:" يقوم أخصائيو العلاج الطبيعي بتقييم حركة الطفل المريض وتقديم الإستراتيجية المقترحة لتحقيق أفضل مستوى ممكن من الرعاية للنماء العصبي للطفل، كما يقومون برعاية النظام العضلي العظمي غير الناضج لدى الطفل الخديج وذلك من خلال التدخّل الطبي الذي ينطوي على الخطط العلاجية الفردية المناسبة مع مراعاة الحفاظ على السلامة العصبية للطفل، كما يقوم هؤلاء الأخصائيون بتعليم وتثقيف الكوادر التمريضية وآباء الأطفال المرضى حول نقاط القوة والنقاط التي ينبغي التركيز على معالجتها لدى الطفل أثناء عملية النماء العصبي".
عند خروجهم من وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة يتمّ إجراء الفحوصات لدى الأطفال الخدّج في عيادات المتابعة للكشف عن أي مشاكل نمائية لديهم والتحقق فيما إذا كانوا بحاجة إلى المزيد من المعالجة، ويوجد لدى مركز صحة المرأة والأبحاث عيادتان للمتابعة وهما: عيادة معالجة الأطفال، والتي تقوم بمعالجة الأطفال الخدّج الذين يولدون بعد فترة تتراوح بين 30 أسبوعاً و36 أسبوعاً من الحمل وحتى بلوغهم سنة واحدة من العمر، وعيادة النماء العصبي لحديثي الولادة، التي تقوم بمعالجة الأطفال الخدّج الذين يولدون بعد فترة تتراوح بين 23 أسبوعاً و30 أسبوعاً من الحمل وحتى بلوغهم سنتين من العمر.