الدوحة، 10 إبريل 2022: نجحت وحدة زراعة النخاع العظمي في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية في إجراء 147 عملية زراعة خلايا جذعية منقذة للحياة، منها 42 عملية خلايا جذعية خيفية متبرع بها و 105 عمليات خلايا جذعية ذاتية مستخلصة من جسم المريض.
وأوضح الدكتور/ جافيد جازيف، مدير برنامج زراعة النخاع العظمي في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، أن زراعة الخلايا الجذعية تعتبر العلاج الأكثر فعالية، بل العلاج الوحيد في أغلب الأحيان، في معالجة سرطانات الدم، وتتثمل عملية زراعة النخاع العظمي في استبدال خلايا النخاع العظمي السرطانية أو المصابة في جسم المريض بخلايا نخاعية سليمة، ويستخدم أطباء زراعة الخلايا الجذعية هذا الأسلوب لتخليص المريض من الخلايا السرطانية أو المصابة واستبدالها بحيث يعود الدم ونظام المناعة لدى المريض إلى حالتهما الطبيعية.
وفي تعليق له حول ما تمّ إحرازه من تقدم في مجال الخلايا الجذعية الخيفية المتبرع بها، قال الدكتور/ جافيد جازيف:" تعدّ زراعة الخلايا الجذعية الخيفية المتبرع بها من العمليات العلاجية المعقدة وأحد أبرز الإنجازات التي تمّ تحقيقها في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان وتتوافق مع ما نصّت عليه الإستراتيجية الوطنية للسرطان منذ العام 2011، وقد بذلت كوادر التخصصات الطبية المتعددة من أطباء وكوادر تمريضية وأخصائيي نقل الدم، وأخصائيي المختبرات الطبية، ومختبرات معالجة الخلايا الجذعية، جهوداً كبيرة في التدريب والتطوير الوظيفي لكي يصل برنامج زراعة النخاع العظمي المتطوّر إلى ما وصل إليه اليوم".
وأضاف الدكتور/ جافيد جازيف:"تتطلّب هذه الأساليب العلاجية التخصصية والمتطورة قدراً كبيراً من الخبرة والمهارة، ويعتبر النجاح في إجراء 147 عملية زراعة خلايا جذعية بنتائج علاجية متميّزة من أبرز الإنجازات التي تحققت منذ إطلاق برنامج قطر لزراعة الخلايا الجذعية المكوّنة للدم والذي بات يضاهي أفضل نظرائه من البرامج المتخصصة في هذا المجال على مستوى العالم، وعلى الرغم من ضغوط العمل الناجمة عن جائحة (كوفيد – 19) خلال العامين الماضيين فقد نجحنا في إجراء 25 عملية خلايا جذعية خيفية متبرع بها و 50 عملية خلايا جذعية ذاتية مستخلصة من جسم المريض بصورة عاجلة".
ويتابع الدكتور/ جافيد جازيف حديثة قائلاً:" تعتبر زراعة الخلايا الجذعية من الطرق العلاجية الملحّة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الأمراض السرطانية المرتبطة بإضطرابات الدم الوراثية الحميدة مثل مرض الخلايا المنجلية، والثلاسيميا، وغيرها من الأمراض ذات الصلة، ولم يكن هذا الأسلوب العلاجي متوفراً في دولة قطر حتى العام 2015 إلى أن قمنا باستحداث العلاج بزراعة الخلايا الجذعية الذاتية المستخلصة من جسم المريض ليتبعه بعد ذلك بدء العمل ببرنامج زراعة الخلايا الخيفية المتبرع بها في العام 2017، وتستوفي خدمات زراعة النخاع العظمي في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان أعلى الإشتراطات والمعايير الدولية من حيث سلامة المرضى، والتقنيات التي يستخدمها أطباء السرطان والكوادر المتخصصة في زراعة الخلايا الجذعية في الوحدة".
من جانبه قال الدكتور/ محمد سالم الحسن، المدير الطبي للمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان:" تلتزم مؤسسة حمد الطبية بتحسين وتطوير أساليب العلاج بزراعة الخلايا الجذعية المكوّنة للدم بما يضمن زيادة الطاقة الإستيعابية وتعزيز القدرات في تقديم خدمات عالية الجودة ومتطوّرة لكافة مرضى السرطان في دولة قطر".
ويضيف الدكتور/ محمد سالم الحسن:" تواصل مؤسسة حمد الطبية مسيرة التطوير وخير شاهد على ذلك الإنجازات التي تمّ تحقيقها على مدى السنوات الثلاث الماضية، ومن بين هذه الإنجازات توسعة وحدة الرعاية اليومية، والتعديلات الجذرية التي أجريت على إدارة العيادات الخارجية بما يفي بمتطلبات الزيادة في عدد سكان الدولة ويلبي احتياجات الأعداد المتزايدة من المرضى، خاصة مرضى السرطان، ويضاف إلى هذه الإنجازات البدء في استخدام الطب النووي في تشخيص ومعالجة الأورام السرطانية بعد افتتاح أول مختبر وصيدلية مخصصة لأدوية العلاج النووي، ويعتبر توفير هذا النوع من العلاج في دولة قطر خير عون للمرضى حيث يجنّبهم السفر إلى الخارج لتلقّي هذا العلاج".
"وفي الوقت نفسه، تمّ إحداث الكثير من التغييرات الجوهرية في أساليب تشخيص ومعالجة الأمراض السرطانية في الدولة، ومع تمكّن المرضى من الوصول إلى الخدمات العلاجية المتطورة للأمراض والأورام السرطانية، يواصل مشهد الخدمات العلاجية مسيرة التطوير والتحسين حيث تتزايد أعداد الحالات المرضية التي يتمّ الكشف عنها وتشخيصها مبكراً كما تتزايد أعداد المرضى الناجين من الإصابة بهذه الأمراض".
"وبالرغم من أزمة جائحة (كوفيد – 19) واصلنا الجهد لتحسين وتطوير خدماتنا بما يمكنا من تقديم خدمات رعاية ذات مستوى عال من الجودة لمرضانا وهو ما يشكّل تحدياً كبيراً للنظام الصحي بشكل عام ولفريق طب الأورام السرطانية بشكل خاص. وتماشياً مع رسالة مؤسسة حمد الطبية فإن هدفنا يتمثل في الوصول إلى مجتمع صحي
وتؤدي كوادرنا دوراً محورياً في تحقيق هذا الهدف، وقد حققنا الكثير من خلال ما يتمتع به موظفونا من تفان في العمل وإصرار وعمل دؤوب، ولكن لا زال لدينا الكثير لنقوم بإنجازه".
واختتم الدكتور/ محمد سالم الحسن حديثه قائلاً:" نلتزم في مؤسسة حمد الطبية بمواصلة جهودنا الرامية إلى تحسين وتعزيز أدائنا الخدمي الطبي وتقديم أفضل البرامج العلاجية، واستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات، وتزويد كوادرنا بالتدريب اللازم لاستخدام هذه الأجهزة والتقنيات بما يضمن تقديم رعاية صحية عالية الجودة لمرضانا".