سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري
وزير الصحة العامة
المدير العام لمؤسسة حمد الطبية
تمتلك دولة قطر طموحات وتطلعات لا حدود لها، وإنه لشرف لنا جميعًا العمل في ظل دولة رسمت لنا قيادتها الرشيدة من خلال رؤية قطر الوطنية 2030 الطريق الأفضل نحو التنمية الوطنية وبناء نهضة بلدنا استنادًا إلى قواعد الاقتصاد المبني على المعرفة، ويعتبر النظام الصحي الأكاديمي خير مثال على هذه الطموحات والتطلعات. يمثل النظام الصحي الأكاديمي – والذي يطلق عليه أيضاً المركز الطبي الأكاديمي أو مركز العلوم الصحية الأكاديمية – شراكة بين مجموعة من الجامعات الرائدة ومقدمي الرعاية الصحية، والتي تتمتع جميعها بمكانة دولية مرموقة تجعل منها نماذج يحتذى بها في مجال الاكتشافات الطبية الرائدة وتوفيرها للمرضى، كما أنه من الممكن اعتبار هذه المؤسسات والهيئات كمرادف للتميز الأكاديمي وتوفير أعلى جودة رعاية للمرضى. تتولى مؤسسة حمد الطبية قيادة قطاع المستشفيات العامة في دولة قطر، وقد نجحت المؤسسة في الحصول على اعتماد اللجنة الدولية المشتركة لجميع مستشفياتها، لتصبح بذلك أول مؤسسة خارج الولايات المتحدة تحصل على هذا الاعتماد لجميع مستشفياتها. ونهدف إلى مواصلة التقدم للوصول إلى قيادة الأبحاث الطبية في العالم العربي من خلال تطوير النظام الصحي الأكاديمي لدينا.
لذلك، لا يوجد أي شك في تمتعنا بالطموح اللازم للتقدم، كما أننا نمتلك شراكات قوية تشاركنا هذا المستوى من الطموح، وسنعمل معًا على مواجهة كافة التحديات التي تفرض علينا بسبب عامل الزمن. وتعمل مؤسسة حمد الطبية في إطار النظام الصحي الأكاديمي مع كلية طب وايل كورنيل وبالتعاون مع مركز السدرة، وجامعة قطر، وجامعة كالجاري في قطر، وكلية شمال الأطلنطي ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية. إنّ قدرتنا المتميزة على العمل في إطار شراكة تهدف إلى الدمج بين التعليم، والأبحاث، والممارسة الطبية السريرية، ستجعل من شراكتنا رائدة في مجال الرعاية الصحية في المنطقة. فمعًا سنكون أفضل . ويمكننا إنشاء نظام رعاية صحية يعمل ضمن أقصى حدود العلم البشري.
إن هذا المشروع الأكاديمي غير منفصل عن حياة شعبنا، حيث ستنعكس آثاره بكل تأكيد بشكل إيجابي للغاية على السمعة العالمية لمؤسساتنا، وعلمائنا، وباحثينا، وأطبائنا، وعلى كل فريق العمل لدينا. إن بناء نظام صحي أكاديمي ليس غاية في حد ذاته - بل هو وسيلة تهدف لتحسين رعاية المرضى وتوفير حياة صحية، حيث يعد هذا هو الغرض الحقيقي من النظام الصحي الأكاديمي الذي نطمح به.
سيقوم نظامنا الصحي الأكاديمي على "البحوث التطبيقية"، والتي نعني بها الأبحاث والاكتشافات الجديدة الرائدة وجلب نتائجها وآثارها الإيجابية بصورة مباشرة إلى المرضى في أسرّتهم وأجنحة إقامتهم لعلاجهم بمجرد أن يتم اختبارها بسلامة. ويعني ذلك ببساطة تمكننا من تقديم أفضل الأدوية والعلاجات المتاحة لمرضانا بشكل أسرع وأكثر فعالية.
لهذا فإن تطوير النظام الصحي الأكاديمي هام جداً لأمتنا. وآمل أن يتشجع كل موظفينا وجميع أفراد المجتمع لدعم هذه الشراكة التي تفتح لأمتنا آفاقا ًجديدة.